مكرم الطالباني.. كان بين صدام حسين و مسعود بارزاني جهاز لاسلكي خاص ؟!
Wednesday, 25/07/2012, 12:00
النخيل- مكرم الطالباني الذي عمل كوسيط بين الحكومة العراقية السابقة والقيادة الكردية ،لاجل حل المسألة الكردية في العراق ومنح حكم ذاتي للاكراد وقد ابرزت الجريدة المقابلة بمانشيت كبير جاء فيه (كان بين صدام ومسعود بارزاني جهاز لاسلكي خاص)، ولاهمية الموضوع رأينا من المناسب نشره نصا:
مكرم الطالباتي رغم بلوغه 85 عاما و مازال يحتفظ بذاكرة قوية عن ذكريات عاشها في حياته ,ويتحدث عن تاريخ قيام البعث بثورة 17 تموز عام 1968 و يقول ان احمد حسن البكر تحدث اليه بأهداف و خطط الثورة قبل شهر من قيامها كما و لايخفى الطالباني انه على معرفة مع صدام حسين منذ بداية الثورة وكان له دور بارز في تشكيل الجبهة الوطنية التي تم تشكيلها بين حزب البعث و الشيوعيين بداية عام 1970 و يقول انه كان بأستطاعته ان يذهب بسيارته الى القصر الجمهوري وقت مايشاء ,ولكن في الوقت عينه ينفي انه كان من مستشاري صدام للشوؤن الكردية, و يضيف ان علآقته بصدام لايتجاوز ابداء المشورة حول المسألة الكردية عبر مذكرات و رسائل.
مكرم الطالباني كان له دورالحكم في الكثير من المحادثات بين الحكومة و الاكراد وكان و على معرفة بالكثير من الامور و الاحداث المتعلقة بالمسألة الكردية عن كثب و حول تلك الاحاديث ولكم نص الحوار :
*في البداية متى و على رغبة من قمت باداء دور الحكم بين الحكومة و الاكراد ؟- بعد ان قررت الانسحاب من الوظيفة (ولايذكر الوظيفة او المنصب الذي كان يشغله انذاك ) عام 1979وضعت تحت المراقبة و قبل ذلك قد صدر حكم الاعدام بحق ابن عمي بيروت فاضل الطالباني و كمال شالي وكلفت من قبل أهل و اقاربهما بالتوسط لدى صدام , وقد كتبت رسالة لصدام وطلبت فيها اللقاء و في نفس اليوم التي وصلت اليه الرسالة بعث لي سيارة مع احد المرافقين و ذهبت اليه و قد غير الحكم من اعدام الى المؤبد بناء على طلبي , وبعد ذلك أ جريت عدد نت اللقاءات معه و كانت مسألة الاكراد و الشيوعيين ضمن تلك المحادثات وقتئذ كانت الحكومة في حرب مع ابران .
في بداية عام 1988 عندما كنت افكر في مسالة المحادثات بين الحكومة و الاكراد كتبت لصدام و طلبت اللقاء وتم ذلك حيث جرت بيننا محادثات طويلة حول هذه المسألة وقلت اني ارغب ان اكون بينكم لو رغبتم بذلك وقد ابدى موافقته ,وبعد الانتهاء من المحادثات قمت بأرسال رسالة لـ( مام جلال و مسعود بارزاني ورسول مامند وقادر عزيز ) و بينت فيها بأن صدام يرغب بأن اكون حكما بينكم وكانت ردود جميعهم ايجابيا ولا يرفضون المفاوضات , بعد فترة اتصل بي مام جلآل هاتفبا و اعلمني بوجوده مع قادر عزيز في لندن ان تأتي سوف نتحدث حول هذه المسألة تفصيليا.
و سافرت لندن ولم التقي بمام جلال لكونه لم يكن موجودان حيث غادرا لندن و اتصلت به هاتفيا و طلب مني الحضور الى باريس و لم استتطيع الذهاب الى باريس لكن التقينا في ( براغ )و كان الروس يدعمون تلك المصالحة كي لاتستغل من قبل الدول الاجنبية.
ووضعت موسكو البراغ تحت تصرفي و ابلغوني بأني حر في استضافة أي شخص للقاء به و هم يقومون بأستضافته ولم تكن الجبهة الكردستانية مُشكَلة بعد و الكل كان يسحب لجهة ما الا ان اتفقوا على ارسال وفد للمفاوضات . ولكن كان لصدام حسين نفسية عالية و كان يرغب عندما كان يفاوض احدا يفاوضه بموقف القوة وقنئذ تلوح انتصاراته في الحرب على ايران في الافق .
*اذن كانت موافقة الطالباني و البارزاني حول المفاوضات بعد احداث حلبجة و الانفال؟- كان الوقت عام 1988 حيث طلبت من صدام ايقاف الحرب لنتمكن من الجلوس على مائدة المفاوضات وكان قد رد عليّ وكتب لي "لم اوقف الحرب من الذي جاء بالايرانيين الى حلبجة" وكان غاضبا من هذا الفعل وكانت الجبهة الكردستانية سلمت لي اسماء الوفد المفاوض الى بغداد.
* هل سألت صدام يوما عن اسباب الانفال و قصف حلبجة بالاسلحة الكيماوية ؟نعم سألته لكنه كان غاضبا عن مجيئ الايرانيين الى حلبجة وقال لي مرة ( قبل يوم من جلب الايرانيين الى حلبجة اتصل بي الملك حسين و اعلمته بأن موقفنا جيد و قوي في جميع جبهات القتال وبعد يوم احتلت خمس قصباتنا من قبل ايرانيين هم جيئوا بهم لو لاهم لم يستطيع ايرانيون ان يدخلوا والثاني ان مسألة الانفال متعلقة بجلبهم ايراتيين ذات مرة الى كركوك و قصفوا الابار النفطية .
وللمرة الاخيرة التي التقيت بصدام كان قبل ثلآثة اشهر من احتلال امريكا و تحدثنا لاربع ساعات و خمسة عشرة دقيقة معا حيث قال صدام تعرضنا لحربين كبيرتين ولم يشارك الاكراد فيهما وقلت مقابل ماذا يشاركون ؟ يشاركون مقابل خمسة الاف قتيل في حلبجة أم 180 الف قتيل في الانفال ؟
* لماذا منيت مفاوضات 1988 بالفشل ؟- لأن لا الاكراد كانوا متفقين على رأي واحد من جهة و مماطلة الحكومة من جهة اخرى ,وحال ما يشعر بمضايقة الايران له يقول لي اذهب اليهم لنتفاوض و قلت له ذات مرة اتهم قادمون للمفاوضات و قد كتب لي صدام ابلغهم بأن لايتأتوا بارزين الصدور كالمنتصرين يجب ان يعرفوا بأني المنتصر و هم المهزومون.
* في عام 1991 بعد الانتفاضة قدمت الى كردستان من بغداد ماذا كان وراء ذلك ؟- عندما احتلوا كركوك طلبني صدام وقال لي لم يكن المفروض ان يدخلوا المدن، كركوك منطقة حساسة ومنبع للنفط لوفتحت قفلا ستخرج اليك الدولارات و من يسيطر على كركوك سيكون حكومة و ايضا قال اني اطلب منك ان تذهب اليهم و تبلغهم بأن لايغلقون الطريق الدولي التي تأتي منه المؤن والمواد الغذائية عبر تركيا اولا .
وثانيا ان بعض مصافي النفط في كركوك لم تتعرض للقصف ليستخدموها للاستهلاك الداخلي و يعطوننا.. خصصوا لي سيارة كان يقودها ضابط وكان ابن شقيقي برفقتي و سلكنا طريق تكريت و شاهدت في الطريق اكثر من مئتان و خمسون دبابة و مئة و خمسون مدفعا متوجهة نحو كركوك و لدى وصولنا للحويجة تعرف عليه احدى الضباط و قال لي ان الامر يريد مقابلتك وكان الامر ( بارق ) و عند اللقاء قال لي ان نائب القائد العام و ووزير الدفاع هنا و قال عزت الدوري بأي وسيلة وكيف تذهب الى كردستان ؟.
قلت معي مايكرفون اعلمهم بأسمي و معي راية بيضاء و كما قلت لهم بأستطاعتكم الذهاب الى هناك رافعين الراية البضاء , قالوا لي اذهب عن طريق قادر كرم حيث المنطقة خالية و نحن نرافقكم الى هناك ورافقنا بارق الى آخر سيطرتهم و قال بأستطاعتكم الان ان تذهبوا ,عندما جئت الى محافظة السليمانية لم يكن لا مام جلآل ولا مسعود بارزاني موجودين, التقيت بـ ( عمر فتاح ) اتصلنا بمام جلآل قال لي اني الان في زاخو لم لم تكن في عجلة سأعود بعد ثلآثة ايام الى السليمانية ان كنت في عجلة سافر الى دهوك.
وذهبت الى اربيل والتقيت بـ( كوسر ت رسول ) و هيأ لي السفر الى دهوك لكن لم استطيع مواصلة الطريق بسبب المعارك ورجعت بعد ان قطعت نصف الطريق و ذهبت الى مصيف صلآح الدين و ذهبت الى كاك مسعود عندما كان نوشيروان و كريم احمد بعض الاخرون كانوا موجودون هناك حيث ابدوا لي رغبتهم في المفاوضات وهيأوا وفدا و اعطوا لي ككلمة السر ( الجفرة ) كي ابلغهم بالوقت الذي يحضرون الى بغداد اما خلال هذه الفترة التي استغرقت اربعة ايام في كردستان اعادت القوات الحكومية سيطرتها على كركوك و كافة المناطق الاخرى.
ولدى عودتي الى بغداد لم اجد احدا في جمجمال و كانت المدينة خالية تماما وقد غادر اهلها الى السليمانية و عند وصولي الى بغداد ابغلت صدام بعودتي و طلبني و التقيتا و قال لي امهلني بوما واحدا كي اتشاور رفاقي وبعد ثلاثة ابام طلبني و كانت بيده ورقة تحمل اسماء الوفد المفاوض التي وصلت اليه عن طريق ( غاندي محمد حسن ) الذي كان يشغل منصب امين عام رئاسة الجمهورية كانوا قد اتصلوا بمسعود البارزاني و قراء الاسماء وقال من بين هؤلاء من هم من الحزب الديمقراطي و من هم من الاتحاد الوطني لم تحضى المفاوضات بالنجاح حيث كانت ضغوطات خارجية على الجانب الكردي للانسحاب من المفاوضات و امتلك دليلا حول ذلك .
*من هي تلك الجهة الخارجية ؟- اعتقد ان بريطانيا قد اشعرتهم بأن لديهم خطة للآطاحة بصدام و لاحاجة للمفاوضات ,على مايبدو ان الحكومة لم تكن تتعامل مع المفاوضات بجدية حيث كانت تبحث عن ححج كي تستند اليها و تفشل المفاوضات , وفي اكثر الاحيان كانت تكتب عبارة ( ان امكن ) و غدا يقول ( غير ممكن ) على مايبدو ان ضغوطات خارجية تسيطر على الحكومة كي لايتفقون وفي تلك الفترة زار شخصيتان مهمتان بغداد وهما ( أردال أ نينو) نائب رئيس الوزراء التركي وبلند اجويد رئيس وزراء تركيا ضاغطين على الحكومة بأن لايتفقون مع الاكراد و بعد ذلك جاء كاك مسعود انفق على صيغة الحكم الذاتي وقد رفضها الاتحاد الوطني , وبعد ذلك بدأت الانتخابات و تم تشكيل حكومة الاقليم و قد تبنى البرلمان الفيدرالية .
* في وقت الذي التقيت بصدام ماذا كان موقفه تجاه تشكبل حكومة الاقليم ؟كان يعتقد انهم قسموا جزأ من العراق كما و كان يعتقد ان ضغوط الدول ( ايران - تركيا سوريا ) تحول دون استقرار تلك الحكومة في الشمال , و كان يقول اذا استطاعوا ان يشكلوا حكومة فأنا اكون اول المعترفين بهم، لكن عندما التقيت به للمرة الاخيرة بعد سقوطه قال (اذا يرضون بالوضع الذي هم فيه الان اني مستعد ان اعترف بهم و ليعلنوا وقتما يشاؤن الاستقلال و على الحدود الحالي الان سأعترف بهم) ,و كان جديا في حديثه هذا حيث كان يرغب بالخروج من هذه المسألة و لم تكن لكردستان بحدودها الحالية أي خطر عليهم.
* هل كلفك صدام ان تقوم بدور الحكم بعد تشكيل حكومة الاقليم ؟نعم في عام 1993 بعثني و قال ان المشكلة تنحصر على خانقين و شيخان , حيث مستعدون لأعطائهم خانقين لكنها لموقعا الجغرافي الحساس و تقع على حدود ايران و هي اقرب نقطة لبغداد ليكن الجيش فيها و هم أي الاكراد يقومون بأدارتها أما حول شيخان ساتحدث فيما بعد اذا قالوا اهاليها نحن اكراد لتلحق بكردستان وذهبت و لم اجد مام جلآل و التقيت بـكاك مسعود و افهمته بالموضوع و عند عودتي الى بغدا شرحت له نتائج زيارتي و قلت لصدام انني التقيت بـمسعود فقط و انه لا يستطيع ان يقرر لوحده وعنئذ كان يسعى صدام في حصر القضية في خانقين و شيخان فقط .
* اذن لم يتحدث حول مدينة كركوك ؟ - كلا كان يقول ان مسألة كركوك مسألة نهائية و لانفرط فيها و لانساوم عليها و لم يكن مستعدا ان يتنازل عن كركوك , كما و لم يكن قسما من الاكراد مصرين على كركوك .لأروي لكم ماحدث اثناء مفاوضات 1991 ذهبت الى فندق الرشيد للقاء الوفد المفاوض سألني كاك نوشيروان مصطفي :- كاك مكرم لو خيرونا حول الوزارات أي من الوزارات نختارها ؟ قلت كاك نوشيروان انكم في بداية المفاوضات فماذا عن مصير كركوك و خانفين هل ستقفزون على تلك المسائل و تتشبثون بالكراسي و الوزارات ؟ قال ماذا فعلت كركوك للكرد كي نقف على مصيرها ؟ قلت انتم تتحدثون ليلا و نهارا عن مصير 180 الف من المؤنفلين الذين من بينهم 150 الف تابعين لمحافظة كركوك ان ضحايا كركوك تقدر بضحايا جميع كردستان كيف لكم ان تتحدثوا هكذا ؟
في المرة التي جاء مام جلآل و مسعود البارزاني معا ذهبت البهم وكان وفيق السامرائي و اخرون موجودون هناك سلمت مام جلال ورقة كتبت فيها ( ان موقف الحكومة ضعيف اثبتوا على مسألة كركوك و لا تتنازلوا عنها تستطيعون ان تؤجلوا المفاوضات ولكن لاتدعوا المسألة ) و بعد ان قرائها وضعه بين بين طيات الكتاب الذي كان بيده و هذا ما مذكور في مذكرات وفبق السامرائي الذي يقول فيها بعد ان خرج مكرم و مام جلال قمت بسرقة الورقة بين طيات الكتاب و ذهبت بها الى صدام وأنه يستغرب من ان صدام لم يتخذ أي اجراء ضدي حيال الموضوع .
* في هذه الاوقات الحساسة في تأريخ الكرد من الذي كان يميل الى المفاوضات الطالباني ام البارزاني ؟- في الحقيقة كلاهما معا , لكن بعد ذلك وقع خلاف بينهما حول صيغة الحكم الذاتي وكانا متفقان على ورقتين الاولى لم يكن الخلاف حول الوضع في كردستان حول عودة الكرد و العرب الى مناطقهما , والثانية صيغة الحكم الذاتي كان يتحدث كاك مسعود حولها و يعتبرها صيغة معقولة اما مام جلال كان يرفضها ويقول ان الامتيازات المدرجة في الصيغة اقل من السابق.
* في الاقتتال الداخلي أي الاقتتال الكردي الكردي هل كنت على علم من قريب او من بعيد من احداث 31 آب 1996 والعلاقات بين الحزب الديمقراطي وحكومة البعث آنذاك ؟- كلآ لم يكن لي علم بأحداث 31/ آب /1996 لكن طارق عزيز روى لي بأن مسعود البارزاني اعلمنا ان الايرانيين الان يحكمون في اربيل واني لم استطيع ان اطردهم لوحدي و طلب منا المساعدة و قمنا بمساعدته و رويت لمسعود البارزاني ماروى لي طارق عزيز حيث قال مسعود ان المسألة ليست لها اساس و هذا كيف حدث لم اعلم بذلك لكن كان هناك جهازا مباشرا للآتصال بين مسعود البارزاني و صدام ,قال لي صدام مرة ان ثمة جهازا مباشرا للآتصال بيني و بين مسعود البارزاني لماذا لم يتصل جلال الطالباتي عبر التلفون الدولي ؟ و على علم بأن رئيس المخابرات العراقية زار و التقي بكلاهما.
* وهل قمت بعد ذلك والى يوم سقوط النظام في 2003 بالتوسط فيما بينهم ؟- في عام 2001 حضرت مجلس الفاتحة المقامة لوفاة نجل كوسرت رسول و قد اصر كوسرت على دعوتي للغداء و اثناء الدعوة قال لي بأن مام جلآل ابلغه بأن لانرفض المفاوضات قلت له انهم يتحدثون في لندن ويقولون ان العراق لايستقر الا بسقوط النظام من جهة و يبدون استعدادهم للمفاوضات من جهة اخرى في الوقت الذي كانت ثمة جهود من قبل كلا الطرفين و قد قال صدام لامانع لدينا ان يشغل مكرم الطالباني منصب نائب الرئيس لو وصلنا الى الاتفاق أما كان ذلك سابق لأوانه .
* كيف تقارن موقف الحكومة السابقة بالحكومة الحالية تجاه الاكراد ؟- ان تصورات الحكومة الحالية لاتفرق كثيرا من تصورات حكومة صدام لانها تتصرف نفس تصرفات الحكومة السابقة و المثال على ذلك : لأنها تعتبر المناطق الكردية مثل كركوك و خانقين و اطراف الموصل مناطق متنازع عليها و التي في الحقيقة لم تكن هكذا انما هي منطقة كردستان و قد احتلتا نظام صدام كان من الاجدر ان لايقبل الطرف الكردي ان تسمى هكذا.
http://nakhelnews.com/pages/news.php?nid=14414
نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست