إذهبا الى فرعون إنه طغى
Wednesday, 25/05/2016, 18:39
أسر لي أحد القادة الكبارأن الرئيس مام جلال حين شعر في أواخر عام 2012 أن غيابه عن كردستان وذهابه الى بغداد ليمثل الشعب الكردي في المركز وإنشغاله هناك بتقويم العملية السياسية، قد أتاح فرصة كبيرة أمام مسعود بارزاني ليخرب العملية الديمقراطية في كردستان ويدشن لنظام دكتاتوري قائم على أساس فرديته في الحكم.فأراد خلال إجتماعه برئيس حركة التغيير عندما زاره بمنزله في دباشان لتهنئته بسلامة العودة من رحلته العلاجية،أن يضعا حدا لتلك التوجهات الإستفرادية ويعملا معا لتصحيح مسار الديمقراطية في كردستان وإعادة ترتيب النظام السياسي من خلال إتفاقية وقعاها وكان الهدف الأساسي منها تقويم نظام الحكم بتغييره من النظام الرئاسي المقيت الذي إستغله لبارزاني لإحكام قبضته بالحكم، الى نظام برلماني يضع رئيس الإقليم تحت طائلة رقابة السلطة التشريعية لكي يضمن هذا النظام الأكثر ديمقراطية عدم إنجرار الإقليم للوقوع بمستنقع الديكتاتورية البغيضة التي عانى منها شعبنا لأكثر من ثمانية عقود مضت.
ولكن شاء القدر أن يقع القائد الكبير مريضا وإستغل بارزاني غيابه عن الساحة إستغلالا بشعا ليبني رويدا رويدا نظاما دكتاتوريا من لون واحد إستأثر بأرض كردستان وسمائها وباع نصفها للشركات النفطية، ورهن إرادة شعبنا وأمتنا بيد الطغمة الفاشية الحاكمة بتركيا..ثم بدأ بتجويع شعبه على قاعدة " جوع كلبك يتبعك"وقطع قوت الأطفال بتخفيض رواتب الموظفين الى أقل من الربع، ثم عطل البرلمان وشل الحكومة لكي سيبقى هو وحده على سدة الحكم دون رقيب أو حسيب، وأطاح بذلك بكل آمال شعبه في التحرر وتحقيق العدالة الإجتماعية، وأذهب بكل تضحيات شعبه طوال ثمانين سنة هباءا منثورا تذروه الرياح.
لكن الأمر لم يطل كثيرا،فظهر الند المتمثل بالمناضل الكبير نوشيروان مصطفى قائد حركة التغيير الذي قارع الدكتاتورية الصدامية لأعوام طويلة في جبال كردستان، وهو القائد الذي طالما وقف الى جانب شعبه وشعر بألامه وأحزانه،وإتسمت شخصيته بالبساطة والكفاف والعفاف وطهر ذات اليد،فسعى لإحياء تلك الإتفاقية من أجل تحقيق حكم رشيد يكون في خدمة الشعب ويحقق له العدالة المنتظرة..
وهكذا مع عودته من رحلة علاجية سارع الى التفاوض مع قادة الإتحاد الوطني ومهد الطريق لتوقيع الإتفاقية الثانية في دباشان بحضور راعيها الأول مام جلال الذي بدا على ملامحه الرضا والحبور لعودة الإبن البار الى تحت خيمته الوافبة، وأصبحت هذه الإتفاقية الأمل الوحيد للشعب لكي تتحسن ظروفه المعيشية ويتخلص من الأزمات المستعصية التي خلقها ديكتاتور أربيل..
لقد حان الوقت لكي يصحح المسار، خاصة وأن الإتحاد الوطني الذي عانى لفترة من إنتكاسة شعبية جراء إنقياد بعض قياداته وراء مطامع الدكتاتورية،وما عانته حركة التغيير من التهميش والإقصاء المتعمد على الرغم من حصولها على ربع مقاعد البرلمان، فبهذه الإتفاقية إجتمع الشمل مجددا وستمهد الأرضية المناسبة لكي يستقوى بعضهما ببعض ويصبحا كتلة ويدا واحدة للوقوف بوجه الدكتاتورية ويعيدا صياغة مشروع سياسي يحقق غدا مشرقا للشعب ويقوم مسار عمليته الديمقراطية التي أعابتها طغمة مسعود بارزاني خلال السنتين الأخيرتين حتى أصبح الإقليم أضحوكة العالم بسبب التصرفات الصبيانية واللاقانونية غير المسؤولة لقيادات هذا الحزب.
هناك أحاديث يدور حول قرب لقاء بين قيادة الإتحاد والتغيير وبين حزب بارزاني بهدف توضيح مضامين الإتفاق السياسي الذي وقعه الحزبان مؤخرا،وهو الإتفاق الذي أرعب حزب بارزاني الى حد الجنون وفقدان السيطرة على النفس،خاصة وأن هذا الإتفاق يهدف بالأساس الى إنهاء ديكتاتورية بارزاني ويعيد بناء العملية السياسية على أسس الديمقراطية الصحيحة من خلال تغيير النظام الرئاسي الى البرلماني ووضع حد للرئيس يستأثر بكل مقدرات الشعب.
أقترح على وفد الإتحاد والتغيير أن يصارحا هذا الحزب وقياداته بمخاطر التوجهات التي يمضون بها برهن إرادة الأمة بيد أعدائها، وأن يبينا له حجم التضحيات الكبيرة التي قدمها الشعب في سبيل تحرره والحفاظ على كرامته الإنسانية، وأن يقولا له بأن تلك التضحيات لم تبذل من أجل تغيير ديكتاتورية صدام حسين بدكتاتورية مسعود بارزاني، وأن الشعب بما ذاقه من العذاب على يد الدكتاتوريات لايستحق ما يتجرعه اليوم من آلام الفقر والحاجة وعدم الإستقرار وهدر أمواله وبيع أراضيه للأعداء، وأن يبلغاه بأن نقمة الشعب إذا تفجر فإنها تجرف كالفيضان كل ما يعوقها بما فيها القصور الرئاسية التي ينعم في ظل أشجارها الرئيس المنتهية صلاحيته بالسعادة مبتعدا عن شعبه ومن الشعور بآلامه،وأن لايكون إجتماعهم مجرد إجتماع مجاملات، بل أن يكون إجتماع محاسبات يوصلان له رسالة الشعب وما يعانيه في ظل حكمه الفرعوني، الذي لايرى في عليائه ما يجري تحت قدميه،فإذا تاب وثاب فبها،وإلا فإن الشعب إذا يوما أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر.
بسم الله الرحمن الرحيم"اذْهَبَا إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ (43) فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ (44) قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَن يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَن يَطْغَىٰ (45) قَالَ لَا تَخَافَا ۖ إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَىٰ " صدق الله العظيم
نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست