تـهريب النفط في كوردستان.... الى متى؟
Saturday, 21/08/2010, 12:00
عند المنافذ الحدودية لاقليم كوردستان نرى يوميا"مئات الصهاريج تتجه الى خارج حدود الاقليم وهي محملة بالنفط وهذا يعكس عدم اهتمام فئة موجودة داخل الحزبين الحاكمين بالراي العام المحلي والدولي والسعي فقط وراء ملئ الجيوب على حساب الطبقات الفقيرة والمسحوقة من ابناء شعب كوردستان اي انها بهذا تنتهك ابسط الاسس للعدالة الاجتماعية المتمثلة بتوزيع الثروات الطبيعية وعائداتها بالتساوى بين افراد الشعب.
أما دوليا فان ما تقوم به اقطاب معينة داخل الحزبين الحاكمين من تهريب للنفط وفي وضح النهار هو دليل على عدم اكتراثها بمصالح الشعب العليا المتمثلة بالحفاظ على علاقة متينة بين الاقليم والمجتمع الدولي وخاصة الولايات المتحدة التي شددت من عقوباتها الاقتصادية على ايران .
من الواضح والمؤكد ان عائدات الثروة النفطية التي تهرب بواسطة الصهاريج لا تستخدم لتلبية حاجات مواطني الاقليم والارتقاء بالواقع الخدمي المتدني سواء في التعليم او الصحة او خدمات الماء والكهرباءوالطرق ان هذة الثروة الهائلة تذهب الى جيوب القلة القليلة الذين لا هم لهم سوى رفع ارصدتهم في البنوك الخارجية.
حين يسال احدالمسؤولين الحزبيين او في حكومة الاقليم عن مصير هذه العائدات نحصل على اجابة تختلف باختلاف المسؤول فهذا يقول بانه نفط اسود لا ينفع واخر يقول انه نفط ابيض فائض عن الحاجة وثالث يدعي بان هذه الاموال تذهب الى خزينة الاقليم عن طريق وزير المالية الذي صرح بدوره بانه لم يرى اية اموال من جراء عملية التهريب هذه.
هناك ايضا اجابات مضحكة وغريبة من قبيل ان هذه العائدات تذهب الى بغداد لتشكل جزءا من حصة الاقليم من الميزانية (اي نسبة ال17%), وصرح اخيرا احد المسؤولين بان النفط يباع الى شركات محلية وهي بدورها تبيعها الى من تشاء خارج الاقليم.
ألشيء اللافت انه رغم هذه الضجة الاعلامية فان تهريب النفط مستمر وهم كعادتهم يلتزمون الصمت النسبي ويكتفون ببعض التهديدات لحين انتهاء الضجة ونسيانه من قبل الناس ووسائل الاعلام .
ان كل هذه التصريحات والاجابات هي ضحك على الذقون وهي تدل على استخفاف بعض المتنفذين داخل هذين الحزبين بالمواطن الكردستاني .
السؤال البسيط الذي يطرح نفسه الان هو اذا كان تسويق النفط عبر الحدود بواسطة الصاريج هي مسالة طبيعية وقانونية لماذا امر رئيس الوزراء بايقافه ولماذا لا يصرح لوسائل الاعلام بانه قد امر بايقافه ولكن اوامره لم تنفذ.
بعد كل هذه الردود المختلفة من مسؤولين حزبيين وحكوميين اصبح ضروريا ولحفظ ماء الوجه ان ياتي احدهم ويربط بين كل هذه الردود بطريقة فنيه و ذكية لكي تنطلي على الناس ولكن من اين لهم مسؤول له من الحنكة السياسية بحيث يستطيع ان يوفق بين كل هذه التصريحات المختلفة والمفارقات المضحكة.
بقي ان نقول بعد هذا العبث بحياة المواطن وقوته الى متى يبقى الشعب الكردي وبشرائحه المختلفة التي نالت الامرين ابان النظام البائد ان يبقى متفرجا على من يتاجر بمقدراته ومصيره وسمعته الا ان الاوان كي ندرك جميعا اهمية فصل السلطات في ادارة الدولة وان نخطو الخطى باتجاه بناء حكومة نزيهة خالية من تدخل الاحزاب حكومة همها الاول والاخير خير المواطن والحفاظ على مصالح الشعب .
نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست