أدعياء السلفية في كردستان بين الولاء والبراء
Monday, 12/09/2011, 12:00
هناك مرادفات عديدة للسلفية وهي الوهابية حسب الاشعرية والصوفية ، والنواصب والتكفيرية وفق مذهب الشيعة الاثناعشرية، الى غيرها من الاسماء التي يطلقها عليهم خصومهم،اما هنا فقد ذكرنا (السلفية )لأنهم يحبذون هذا الاسم ويعتبرون أنفسهم خير خلف لخير سلف إقتداء بالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين، أي يسيرون على طريقهم ومنهاجهم في التعامل مع قضايا الواقع رغم الفرق الزمني الشاسع بين الجانبين،ومعاذ الله في ان لايسير المسلم على خطى الرسول،لكن الشارع حدد لكل زمان ومكان اجتهادات يستطيع المسلم أن يوازن بينها وبين واقعه وفق ضوابط الشرع وعلى خطى العقيدة التي لا تتغير بتغير الزمان والمكان.
ولذلك فان هؤلاء السلفية يعتبرون أنفسهم أتباع (الفرقة الناجية) وفق الحديث الذي اشار اليه الرسول (ص)بان أمته ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار ماعدا واحدة التي تسير على خطاه وخطا الصحابة والتابعين.
غالبية الأكراد هم من أتباع أهل السنة والجماعة على مذهب الإمام الشافعي في الفقه، وفي العقيدة على مذهب الإمام أبو الحسن الأشعري وتتوزع بينهم العديد من الطرق الصوفية كالقادرية نسبة الى الشيخ القطب عبدالقادر الكيلاني، والرفاعية نسبة إلى الشيخ الرفاعي والنقشبندية نسبة الى الشيخ عبيد الله النقشبندي ومجددالطريقة في كردستان مولانا خالد الجاف النقشبندي ،والكسنزانية نسبة الى الشيخ محمد عبدالكريم الكسنزاني، والخلوتية وغيرها.
كان لشيوخ الطرق الصوفية واتباعهم من العلماء والملالي، دوركبير في تسيير دفة الدين والاخلاق في كردستان في القرون الماضية، وكان أدنى خروج على تعليماتهم أو أفكارهم يعد بمثابة هرطقة أو بدعة لا يمكن التساهل معها. لذا فان التحامل عليهم كأنه بمثابة التهجم على الإسلام مثلما الأمر في المسيحية وخاصة الكاثوليكية التي تتبع البابا والأكليروس الديني.
لا توجد بنيات وأدلة واضحة على كيفية تسرب العقيدة والفكر السلفي- الوهابي - الى كردستان،هل وصل عن طريق بغداد حيث العلماء من الأسرة الآلوسية الكريمة، أو عن طريق الموصل حيث كان العديد من علمائها من العرب والأكراد قد تبنوا العقيدة السلفية الوهابية في بداية القرن العشرين وتحديدا اسرة آل النعمة،متأثرين بأفكار الشيخ محمد بن عبدالوهاب النجدي الذي كان قد درس في مطلع شبابه في مدينة الموصل وفق روايات بعض مؤرخي تلك الفترة، وإن كان ثابتا انه درس في العراق في مدينتي البصرة والزبير على يد الشيخ المجموعي. لذا فقد انتقلت أفكاره وتوجهاته الى داخل العراق عند علماء البصرة وبغداد والموصل، ومنها انتشرت الى البقاع الأخرى ومنها كردستان نظرا للعلاقة الحميمة الإسلامية الصادقة بين العرب والأكراد والتركمان قبل أن تصل الأفكار التغريبية التي فرقت الأمة شذر مذر.
وأفكار وتوجهات محمد بن عبدالوهاب هي في حقيقة الأمر هي عقيدة وفقه الإمام أحمد بن حنبل إمام اهل السنة والجماعة وتلامذته ابن تيمية الحراني وابن القيم الجوزية وغيرهم، اي أنهم حنابلة وليس شوافع مثل بقية أقرانهم من علماء الاكراد.
عندما أنتشر الفكر السلفي الوهابي- في بقاع العالم الإسلامي أثناء حكم الدولة العثمانية، فإن مشايخ الطرق الصوفية أحسوا بالخطر من هذا الفكر القادم، لذا قاوموه لان دعاته الاوائل في الجزيرة العربية كانوا من القبائل العربية البدوية، لذا كانوا ينحون نحو التشدد في التعامل مع الاخرين لانهم ابناء بيئتهم الصحراوية الصعبة فيها الحياة، لذلك كانوا يطلقون على كل من يخالفهم من المسلمين وغير المسلمين بانه مشرك وهذا يسري على الصوفية والشيعة الجعفرية الى حد كبير.
وقد استفاد دعاة الصوفية والشيعة وغيرهم من المسلمين من هذا الامر في وضع خطط محكمة بغية منع اندفاع هذا السيل الكاسح نحو المجتمعات الاسلامية التقليدية.
في كردستان العراق كان هناك علماء يتسم فكرهم وعقيدتهم بالتوازن والوسطية مثل : الشيخ عثمان بن عبدالعزيز في حلبجة في السليمانية، والشيخ محمد الباليساني في اربيل، والملا محمد عبدالخالق العقري في دهوك وشقيقه الملا احمد عبدالخالق العقري في زاخو، والشيخ مصطفى البنجويني في الموصل والشيخ طاهر البرزنجي في بغداد وغيرهم. وكانت علاقة هؤلاء مع مشايخ الطرق الصوفية ليست على ما يرام، بعكس العلماء الاخرين الذين كانوا يسيرون في فلكهم،وهذا ما يزيد من حظوظهم لدى الجمهور الكردي انذاك.
مع بداية مجيء النظام الجمهوري عام 1958 م وزيادة قوة الاحزاب الشيوعية واليسارية مثل الحزب الشيوعي العراقي، والحزب الوطني الديمقراطي بقيادة الجادرجي، والديمقراطي الكردستاني بقيادة الملا مصطفى البارزاني، فان هذه الاحزاب حاولت قدر الامكان تفكيك البنى الفوقية الكردية من دين وثقافة وتراث وغيره، لذلك انصب جهدها على التقليل من شان علماء المسلمين وشيوخ الطرق الصوفية معا، عن طريق فبركة الأخبار وإلصاق التهم بهم ومحاربتهم ومحاربة اتباعهم.
ولما كان الأكراد في كردستان العراق ينقسمون الى فئتين من ناحية اللهجة والعادات والتقاليد، وهم: السورانيون ويشكلون حوالي 70% من نفوس الكرد، ومناطق تواجدهم في محافظات اربيل وكركوك والسليمانية، اما اكراد بادينان فهم يشكلون الغالبية العظمى في محافظة دهوك واجزاء من من محافظتي اربيل والموصل، وكان التصوف هي السمة الغالبة لكافة اكراد السورانيين لعدة اعتبارات:منها وجود زعماء ومؤسسي الطرق الصوفية في مناطقهم في بيارة وطويلة في شرق السليمانية وفي كركوك واربيل، وللأمانة لا يمكن نسيان دور الاخوان المسلمين في نشر الفكر الوسطي بين شرائح المجتمع العراقي المختلفة في مناطق العرب والأكراد على حد سواء، وكانت جهود الشيخ محمد محمود الصواف الموصلي لها دور كبير في نشر هذا الفكر من زاخو الى حلبجة شرقا، والى البصرة جنوبا.
وهذا أحد الأسباب التي سهلت مرور الفكر السلفي الى كردستان حيث تمكن الفكر الاخواني من تمهيد الطريق له، و لكن بدون تشدد كما هو ديدن السلفيين الوهابيين حاليا .
في بداية انطلاقة الحركة الكردية كان الملا حمدي عبدالمجيد السلفي قد انضم الى الحركة قادما من سوريا، وادعى انه درس على يد الشيخ محمد ناصر الدين الالباني في دمشق، وبعد مجيئه الى مدينة الموصل عام 1958-1959 م انضم الى الحزب الديمقراطي الكردستاني بقيادة البارزاني، وعمل مع المحامي المسيحي جرجيس فتح الله ومع اليساري الكردي الملا أنور المائي في الموصل، بعدها انضم الى الحركة وكان حليق اللحية ، وحامت حوله كثير من الشبهات والتكهنات حول عدم ادائه الصلوات وعدم صيامه بشهادة العديد من اللذين عاشوا معه من البيشمركة في تلك المدة من 1960-1970 م، وكان ملا حمدي ذكيا تمكن من فك شفرة الجيش العراقي عدة مرات حسب ما ذكره لنا في مدينة اربيل عدة مرات اثناء زيارته لعمنا في منطقة سيته قان، وهذا يدعوا الى التساؤل من اين اكتسب تلك الخبرة؟ وهو الملا الكردي الفقير الذي خرج من تركيا الى سوريا لطلب العلم.
كما ان كثيرا من الشكوك حامت حول سيرته مع المناضلة الكردية (ماركريت جورج)وقتلها فيما بعد عندما كان يعمل سكرتيرا أو كاتبا لدى البارزاني أسعد خليل خوشبي قائد الفيلق الاول لمنطقة بادينان في تلك المدة من1961 لغاية 1975 م ، كان هناك بعض العلماء الاكراد من الملالي والشيوخ وطلاب العلم الشرعي تركوا المنطقة الكردية الى الموصل هربا بدينهم وعقيدتهم من الفكر اليساري الشيوعي للاحزاب الكردية والشيوعية التي كانت تعمل في المنطقة خاصة بعد 1963 م ومجيء الأحزاب القومية والبعثية الى سدة الحكم بقيادة الرئيس عبدالسلام محمد عارف .
اثناء الحركة الكردية أستطاع ملا حمدي الأستحواذ على مئات المخطوطات من مساجد وقرى وقصبات كردستان، وتمكن من السطو على مخطوطات وكتب التكية النقشبندية في بامرني، بل وصل به الامر الى بناء داره على الأرض العئدة لأسرة الشيخ بهاءالدين النقشبندي في قصبة سرسنك في تلك المدة، بعد عام 1975 م قام ملا حمدي بالتعاقد مع وزارة الأوقاف العراقية لطبع عدة مخطوطات وقام بأطلاق لحيته وأطلق على نفسه لقب السلفي مما زاد من حظوته و نفوذه لدى السعودية حيث أصبح مصدر ثقتهم ، فكل طالب كردي لا يكتب له الملا حمدي تزكية لا يقبل في الجامعات السعودية، وقد تمكن من استقطاب غالبية الطلبة الأكراد الذين درسوا في السعودية لافكاره السلفية في الظاهر والقومية العنصرية في الباطن. حيث كان يهاجم في المجالس العامة كل دعاة الاسلام وشيوخ الطرق الصوفية، وعندما سألته في احدى المجالس في داري في مدينة أربيل في سنوات الثمانينات عن سبب إطلاقه لفظة الكفر على شيوخ الطرق الصوفية قال: بأنهم أهل البدعة والخرافة فقلت هل الشيخ احمد البارزاني من ضمنهم رغم انه يدعي بأنه خودان بارزان أي اله بارزان، وان اتباعه من الخورشيدية يؤلهونه ولا يؤدون شعائر الإسلام من صلاة وصوم وزكاة وحج بتاتا اجاب بالنفي ، والحقيقة أن أطلاق لفظة الكفر تتناسب وعقيدة الشيخ أحمد البارزاني الباطنية واتباعه وقد انجلت الحقيقة الآن للعالم قبل ان كنا نعرفها بحكم الجيرة والعلاقات العشائرية.
كان ملا حمدي نظرا لخبرته وتمرسه في القضايا المخابراتية والامنية في الحركة الكردية أستطاع أن يستقطب عددا لا بأس به من الشباب الذين حملوا الفكر السلفي واستطاع أن يستثمره لصالح الحركة الكردية الذي كان هو احد عناصرها السرية، حيث كان يزود الحركة الكردية بالمعلومات ، وكان يتردد على المجالس في أربيل والموصل وبغداد ، وكانت الصدارة والكلام له للاسباب التي ذكرناها .ورغم ادعائه الانتماء الى الثوار الأكراد في الثمانينات من القرن الماضي الا ان أحد ابنائه المدعو( محمد ) قتل على يد الثوار الأكراد في منطقة بارزان تحديدا، وكان المدعو(ابنه محمد) ضمن تشكيلة فوج ابراهيم الحاج ملوه المزوري سرية (شعبان ئه ره دني)، وكان الملا حمدي يطلق عليهم لقب ( الجحوش)، ولكن ابنه اصبح الأن شهيدا في سجلات الحزب الديمقراطي الكردستاني بوساطة من الأستاذ فاضل مطني الميراني،حيث كان الملا حمدي قد سلم اليه مبلغ 50000 $ خمسين الف دولار من أموال جمعية أحياء التراث الاسلامية الكويتية المهداة الى الشعب الكردي.
بعد انتفاضة آذار 1991 م انفسح المجال للمنظمات الخيرية الغربية والاسلامية
للدخول الى كردستان ، كان ملا حمدي قد اخبر مسعود البارزاني بان كل الشباب الاسلامي في منطقة بادينان طوع أمره، ولكن ظهور تيار اسلامي قوي عام 1992 م المتمثل بشباب الاخوان المسلمين الذين شكلوا فيما بعد ( الاتحاد الاسلامي الكردستاني)قد جعل موقف حمدي السلفي محرجا امام قيادة حزبه، فبدأ يلصق التهم ويحارب الشباب بكل ما أوتي من قوة . لذلك استغل نفوذه السلفي لدى الجهات المانحة في السعودية ودول الخليج كالكويت والامارات للاستحواذ على كل المبالغ التي كانت تلك الجمعيات والمنظمات الخيرية تحاول صرفها من اجل انقاذ الشعب الكردي البائس ، وفي البداية كان هو المتصرف في الامور ، حيث كان يسلمها الى قادة الحزب الديمقراطي الكردستاني أو يتصرف بها كيفما يريد، ولكن كان بعض من اتباعه واعوانه ممن اجاد أصول اللعبة تنافسوا معه وزادوه خبرة . كما حدثت صراعات فيما بينهم كالصراع الذي جرى بينه وبين بعض السلفيين القادمين من الخارج ، وبينه وبين تلامذته مثل عمر السلفي ومحسن ابراهيم الدوسكي وغيرهم.كان عمر السلفي من اهالي السليمانية قد درس في السعودية وتخرج من الجامعة الاسلامية .
بعد الانتفاضة شكل قوة سلفية جهادية واتهم قادة الاكراد من مسعود البارزاني الى جلال الطالباني بالعلمانية والكفر، وهذا ما ادى به الى التصادم مع حزب جلال الطالباني حيث تم احراق مقر قيادته وهو مسجد الايمان في مدينة السليمانية وقتل بعض افراد المسجد وجرح آخرون، بعدها هرب عمر السلفي الى اربيل وانضم الى حزب مسعود البارزاني وذهب الى السعودية ودول أخرى ، حيث تسلم آلاف الدولارات ، بعدها تزوج من امراة اخرى من منطقة بادينان، والآن قد اصبح أحد أبواق الحزب الديمقراطي الكردستاني ويظهر على فضائية زاكروس اسبوعيا وله صفحة خاصة في مجلة ( الصوت الآخر)، واخذيتهجم على السعودية (ولي نعمته) وعلى الاسلاميين عامة دون العلمانيين، وغير لقبه من السلفي الى الجنكياني خوفا من الصاق تهمة الارهاب به بعد احداث 11 ايلول حيث تبنت القاعدة هذه العملية. فاين الولاء والبراء يا ملا عمر .
أما محسن ابراهيم الدوسكي فقد كان طالبا في كلية الشريعة - جامعة بغداد- وقد تمكن بواسطة تلمذته الدنيوية مع ملا حمدي من التردد على السفارة السعودية في بغداد ، حيث نسق مع الملحق الثقافي السعودي واصبح مقربا منهم. وكان احد طلابنا معه في كلية الشريعة زميل له يتكلم فيه ، فكنت ارده. من المعلوم ان غالبية الملحقين الثقافيين هم اعضاء في الأجهزة الامنية لدولهم.
وقد استطاع محسن ابراهيم الدوسكي من أستغلال علاقته مع السفارة السعودية، بناء علاقات مع بعض المنظمات الخيرية والشخصيات السعودية والتي كانت تتردد على كردستان ، وتمكن فيما بعد بواسطة العمرة من الدخول الى السعودية وانشاء شبكة واسعة من العلاقات مع الجمعيات الخيرية والشخصيات السعودية، حيث استغل مآساة الاكراد لمنفعته الشخصية ، والان محسن ابراهيم أحد الاغنياء في دهوك ويملك عشرات القطع من الاراضي السكنية، وكان ابوه فقيرا معدما وكانت عائلة محسن محسوبة على حماية ديوالي آغا الدوسكي .
في أحدى المرات هاجم ملا عمر الجنكياني العرب واتهمهم بعدم الوفاء ،فهاجمه محسن ابراهيم الدوسكي وأتهمه بعدم الوفاء، ودار بينهم سجال حامي في الجرائد حيث اتهم كل منهم صاحبه بالعمالة للعرب وانه أخذ الاموال منهم.
بعد انتخابات برلمان كردستان عام 1992 م وفرز التيارات والاحزاب الاسلامية وفشل ملا حمدي واتباعه السلفيين ؟ من اجتذاب الشباب الاسلامي الملتزم الى جانبه، فانه قام بمحاربتهم عن طريق الدخول في اتحاد علماء الدين الاسلامي في كردستان الذي كان الملا مصطفى البارزاني قد أسسه في سنة 1970 م وسيطر عليها واخذ يوجهها كيفما يريد، واستغل نفوذ الحزب الديمقراطي الكردستاني في بادينان مع نفوذ اتحاد العلماء في محاربة التيارات الاسلامية عن طريق السيطرة على المساجد وأغلاقها بعد الصلوات ، وفصل كل الائمة والخطباء الذين رفضوا الانتماء الى حزب السلطة، وعينوا في اماكنهم بعض مؤيديهم ممن لا يملكون اية شهادة علمية أو لديهم علم شرعي يؤهلهم لذلك المكان، حيث البعض منهم يقرأ ويكتب فقط. هكذا تمكن هؤلاء دعاة السلفية من السيطرة على المساجد والجوامع في مدن وقصبات بادينان . ولكن جهودهم من السيطرة على اتحاد العلماء في اربيل والسليمانية فشلت لعدم وجود اتباع لهم هناك ولغلبة التيار الصوفي الاشعري هناك.
كما ان ملا حمدي بالتنسيق مع نيجيرفان بارزاني أدخل بعض عناصره في الاذاعة والتلفزيون بقصد احتكار الفترة الدينية، ومحاربة التيارات والاحزاب الاسلامية وغيرها من اليكيتي(حزب الطالباني) والبه كه كه( حزب العمال الكردستاني)، اي انهم اصبحوا ابواقا للحزب الديمقراطي الكردستاني من الجانب الديني. كما ان نيجيرفان بارزاني سمح لملا حمدي باصدار مجلة فصلية باسم (فه زين)ومعناها الاحياء، وكان ملا حمدي صاحب امتيازها وكان رئيس تحريرها تحسين ابراهيم الدوسكي شقيق محسن ابراهيم الدوسكي الذي تم الاشارة اليه سابقا . وكانت مهمة هذه المجلة تشويه الفكر الاسلامي والهجوم على التيارات الاسلامية والصوفية بطريقة او بأخرى. ولكن الصوفية الاشعرية في دهوك تمكنوا بعد رص صفوفهم وبدعم من وزارة الاوقاف والاتحادات الصوفية في اربيل والسليمانية من السيطرة على اتحاد العلماء من جديد ، وطرد السلفيين منها. لكن مع ذلك فان الابواق الاعلامية للسلفيين كانوا عونا ونصيرا للاذاعة والتلفزيون لحزب السلطة مثل: ملا تحسين ابراهيم الدوسكي، وملا انس محمد شريف الدوسكي وغيرهم. ولا يمكن نسيان دور أدعياء السلفية هؤلاء في التعاون مع الاجهزة الامنية لحزب السلطة، مثل :الآسايش والتايبت (الباراستن) حيث كان للملا حميد عادل ايزدين بافي اسهام في هذا المجال ،حيث كان عضوا في الهيئة التدريسية لكلية الشريعة التي اسستها السعودية في دهوك، وكان لسبب علاقته الامنية والحزبية دور في هروب المرحوم الدكتور محمد بهاء الدين ملا حسين البرواري عميد الكلية الى ماليزيا ووفاته هناك فيما بعد. واصبح حميد عادل بافي عميدا للكلية رغم انه لا يحمل شهادة دكتوراه، وقد ذكر لي هيمن هوراماني مدير مركز الدراسات والبحوث في وكالة امن وحماية اقليم كردستان ان سبب ترشيح حميد البافي لعضوية البرلمان العراقي بسبب كتابته لبعض التقارير المهمة حول نشاط الاتحاد الاسلامي الكردستاني في منطقة بادينان، وكان هذا التيار الذي يدعي السلفية السبب وراء الغاء كلية الشريعة في دهوك ...اذا اين الولاء والبراء؟
ومن المخزي والعار ان افكار هؤلاء السلفية- تلاقت مع توجهات العلمانيين المتشددين في دهوك- من امثال عصمت محمد خالد رئيس جامعة دهوك، وعادل حسن برواري مدير الثقافة العام، وفاضل عمر السليفاني رئيس مجلس المحافظة، وعبدال نوري المزوري مسؤول المظمات والجمعيات في دهوك لغرض محاربة الاسلام والمسلمين.
الغريب والعجيب في امر هؤلاء دعاة السلفية، أنهم لا يبالون بالولاء والبراء في اعمالهم، فتارة يتعاونون مع الاجهزة الامنية والحزبية في محاربة الاسلام، وتارة يتعاونون مع الصوفية وهم اعداء ألداء لهم ، ولكن تجمعهم المصالح والتعاون الحزبي والدنيوي. فاين الدعوة الى الله والعقيدة الصحيحة في سلوكهم وعملهم ونشاطهم.
لقد اصبحوا ابواقا وادواة في يد اعداء الاسلام ، وانا لا انكر أخطاء وتجاوزات بعض التيارات الاسلامية والصوفية، ولكن الذي انكره واندد به بشدة، وأدين الله به، انه لايجوزمطلقا التعاون مع الاحزاب العلمانية والاجهزة الامنية العميلة للموساد والسي آي اي في محاربة الاسلام والمسلمين، انا ادعوكم للرجوع والتوبة الى الله من ان تكشف فضيحتكم امام الملأ الاعلى يوم القيامة، وهو تعاونكم مع هؤلاء الاوغاد في محاربة الاسلام والمسلمين باسم محاربة الارهاب واصحاب البدع، والحزبيين (التيارات الاسلامية).
نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست