هكذا ضحك روز نوري شاويس
Sunday, 09/10/2011, 12:00
دخل روز نوري شاويس عبوسا قمطريرا الى قاعة اجتماع اعضاء مجلس حاميها حراميها . اتخذ مجلسه بجانب د. المالكي (مجرد حرف د + نقطة ). جلسوا إلى منضدة مستطيلة إستطالة وجه الطالباني . الكل يمسك بيده قلم ويبسط امامه دفتر ملاحظات . انبعثت ومضة بارقة من الرأس الذهبي لقلم حفيد شاويس.
عرفناه في اربيل في التسعينات . كان من الوجوه المعروفة بعد اخراج ميليشيا الطالباني من البلدة . كان مشتهراعلى الشارع بلقب آكل التكة ( الشواء) . والأحرى ( أكيل- صيغة مبالغة). أي كان يفرط في تناول لحم الغنم المشوي لم يكن ينافسه أحد في هذه النعمة الا سيده القابع في سري ره ش . ومن هنا يكمن سر حمرة وجهه . ولم يجد الزائر صعوبة كبيرة في الأستدلال إلى مسكنه. فالدخان كان يتصاعد من حديقته المترامية الأطراف كل أمسية . ورائحة السكوج وسكي ( بلاك ليبل ) تملأ الفضاء من حول داره الفخم الذي أستولى عليه بقوة الكلاشنكوفات. وكانت همسات الجيران تتصاعد مع الدخان: انه لا يثق كثيرا بالدينار العراقي (طبعة سويسرا ) فكان يرسل بين الفينة والفينة مسلحين الى سوق الصرف يحملون اكياسا مملوءة بالدنانير ليعودا باكياس معبئة بالدولارات . هذا كله في زمن ( الحصار الأقتصادي). الحصار الإقتصادي وما أدراك ما الحصار الإقتصادي؟ !
حسب علمي ان جاره انتقل الى مكان آخر بسبب شكوى اطفاله الذين ظلوا يلحون على ابيهم بسؤالهم المشروع : بابا متى نأكل التكة والكباب كجارنا ؟
جوابه : انهم وعدونا بزيادة المعاش. لكن...يبدو انهم هم انفسهم يتعاركون ويتقاتلون على المال والمعاش. وليذهب الشعب الى الجحيم.
عودة الى القاعة.
ماذا كان روز نوري شاويس يكتب في ذلكم الأجتماع؟ والسؤال الملح: أين نال شهادة الدكتوراه؟ وهل هناك إختصاص في فن النهب والسلب؟
بل ماذا كانوا يكتبون؟
الشعب يرى صورا لا أصواتا فماذا يقولون ؟ نقاشاتهم تجري في جو من الكتمان التام . وهذا بحد ذاته برهان قاطع انهم لسارقون مستهترون بمصير الشعب الذي أثبت أنه أجبن شعب على الكرة الأرضية . الشعب يغلي الشارع يغلي ، البطالة حطمت الرقم القياسي. الحرائر تبيع أجسادها رخيصة. والأمراض تفتك بالأطفال . والأدوية ابتلعتها جيوب هوشيار زيباري المنتفخة كإنتفاخ وجنتيه المتوردتين المحمرتين كالطماطم.
السؤال الذي يطرح نفسه هنا:
لماذا لا يقوم الشعب ؟ ولاينتفضون؟ لماذا لا يتحدون ؟ ولماذا لايتحد أهل الموصل والسليمانية والبصرة والانبار. أما هم في الشقاء مشتركون؟ أليس أسيادهم وحدوا صفوفهم؟ فلماذا هم يختلفون؟
فممثلو الشعب أولاء قد وحدوا صفوفهم ونبذوا خلافاتهم وصاروا اخوة في الحرامية ويقولون:
" نحن في خطر من غضبة الشعب ، انهم قد ينفجرون و يستنفرون!"
دارت مناقشات اول امس كالأمس الأول من العام الفائت : خلافات في توزيع المناصب وخلافات في توزيع زيادة صادرات النفط : مليونان ونصف برميل يومي!!
والشعب جائع مريض فقير.
هل إنهم على نهج " اجع كلبك يتبعك " يسيرون ؟ إو مبدأ " فرق تسد " السئ الصيت يتبعون؟
اسلوب وغد. في غاية الخبث والدنائة.
والشعب ساكت لا حول له.
على هؤلاء ال ( الحرامية ) ان يدعو لصدام ليل نهار فقد روض الشعب لهم. وافقدهم روح المقاومة.يقال إذا خرج الطائر من القفص بعد ثلاثين عاما سيظل يطير واطئا منخفضا. فقداعتاد الطيران في داخل القفص. يبدو ان الساسة الجدد ادرى بالشعب . عرفوهم انهم يكتفون برفع الشكوى بالأقوال لا بالأعمال والأفعال . أدركوا انهم يتكلمون ويلعنون ويشتكون ويتذمرون في الشوارع والأزقة وهم امام سالبي وسارقي حقوقهم وثرواتهم صامتون لا يتكلمون وللذل يخضعون ، والمهانة يتقبلون.
فأيها الشعب هؤلاء اللصوص هم اليوم قادتكم . فمنذ متى صرتم تستصغرون الهوان وتستمرؤون حياة الذل؟ أما ترون أن هؤلاء يضحكون على اذقانكم في وضح النهار؟ أين غيرتكم وشهامتكم وشجاعتكم؟
والجدير بالذكر أنه لم يكن روز نوري وحده عبوسا حينما دخل القاعة بل كان مام جلال كذلك. كان مكفهر الوجه مقطبا.
طالت المناقشات والجدال بلا صوت . وصدرت قرارات وأول وأهم قرار كان: قررنا ازالة الخلافات فيما بيننا نحن من في هذه القاعة : لا فرق بين كردي وشيعي وسني في داخل قاعة الاجتماع ، أما في خارجها فسنقوم بإثارة الحساسيات والنعرات وتوسيع الهوة بين الفئات الثلاثة . وبدعم أمريكي مباشر.
كثر الحديث عن الطاغية السوري والليبي واليمني لكن باعتقادي أن ساسة وقادة عراق اليوم يتفوقون عليهم في استغلال الشعب وسحق كرامته وسلب حريته وماله وإهانته وبامتياز وفي كل المجالات.
الكل يضرب ضربته. لسان حال كل هؤلاء هو : " لم تدم النعمة لصدام حسين الجبّار، فكيف تدوم لنا ! "
انها فرصتهم الذهبية إذن ليضربوا ضربتهم.
زيباري يضرب ثم يهرب .
روزشاويس يضرب ثم يهرب.
طالباني ينهب عن طريق اسرته ثم يهرب بعد رحيل الأمريكان.
بارزاني يضرب وينهب في وضح النهار عن طريق ابنه وأقربائه ولاداعي لهروبه فهو مستعصم بالجبل (( قال سآوي الى جبل يعصمني من الماء.))
ممثلي الشيعة يضربون ضربتهم .
والسنّة يتساؤلون بينهم ولماذا نحن لا نضرب ؟
في نهاية الاجتماع اختفى الانكماش على وجه روز نوري شاويس (دكتوراه في النهب ودكتوراه فخرية في النفاق. ) ثم فجأة أطلق ضحكة أرتجت لها بطنه العظيمة . فقد هبت الرياح كما تشتهي حقيبته العظيمة.
وفي ختام الحفلة أمال الطالباني برأسه الى من الى من الرؤوس الضخمة والكروش المتهدلة . كان يضحك ملأ شدقيه . القى عليه نكتة . ضحك وضحك صاحبه. وضحك حتى البعيد ولو لم يسمع ، مداراة من المنافق للمنافق.
فرهاد باتاسى
*************************************************************
**ولد أبي في قرية ( باطاس ) كما هو مسجل باللغة العربية في دفتر النفوس . أقول ذلك ردا على تعليق قارئ عزيز على مقالي المنشور سالفا تحت عنوان ( الكورد بين فكي كماشة...) حيث نسبني بلا وجه حق الى العرب . وأنا كردي حد النخاع . لبا قشرا قلبا قالبا .
فيا أخوتي الكورد : لا تغتروا بساستكم وقادتكم اللصوص . ولا تقلدوهم في شئ . انهم يستغفلونكم بالتملص من الأنتقاد بتنسيب كل نقد صادر بحقهم الى العرب . فبالأمس لو وجه أحد - أي مواطن عادي مستقل - انتقادا بكلمة الى أحد الحزبين اتهموه ونعتوه بعبارة ( جاش التغيير ومرتزقة نوشيروان ) . وفي التسعينات : لو وجه احد في الشارع نقدا للحزب الحاكم في أربيل اتهموه بالأنتساب الى الحزب المعادي الحاكم في السليمانية والعكس بالعكس للتملص من تبعية خداعهم وإهمالهم واستغلالهم للشعب أبشع إستغلال، إستغلال قل نظيره في التأريخ الحديث . ففي الحقيقة : فانتم انتم السذّج الغافلون وهم هم الدهاة المراوغون المتملصون.
نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست