"الدراسة الكردية في خانقين بين الواقع والطموح"
Tuesday, 20/12/2011, 12:00
الكورد هم من بين الأقوام التي كان لها الوجود منذ بدء الخليقة . وهي أمة لها كيانها وتمتلك ثقافة وحضارة عريقه .
الأمة المسالمه التي لم ولن تتعدى على حقوق الآخرين وهي من بين الأمم المكافحة والمناضلة من أجل الحرية والسلام , وقدمت على ذلك الطريق قوافلا من الشهداء .
ان كوردستان بكل أجزائها والتي تشمل شمال العراق وشمال غرب إيران وشمال شرق سوريا وجنوب شرق تركيا ,تربطهم روابط تاريخية مشتركه . يعتبرالكرد من إحدى أكبر القوميات التي لا تملك دولة مستقلة أو كياناً موحداً معترفاً به عالميا .
الأمة التي لم تذق طعم الأستقرار نتيجة لعدم أنصافها من قبل مختلف الحكومات والساسة الذين توالوا الحكم في العراق . وظل هذا الشعب المسالم مضطهدا طوال قرون من الزمن وكان على أشدها وطأة على يد حكام البعث الفاسدين الذين أستخدموا ضده أبشع الوسائل وحشية, ولكن ظل الشعب الكردي صامدا حتى تحقق النصر وأشرقت شمس الحرية .
صدق الشاعر حين قال :
إِذا الشَّعْبُ يوماً أرادَ الحياةَ
فلا بُدَّ أنْ يَسْتَجيبَ القــــدرْ
ولا بُــــــــــدَّ للَّيْلِ أنْ ينجلي
ولا بُدَّ للقيـــــــدِ أن يَنْكَسِرْ
الكورد, أمة تمتلك تلك الحضارة العريقة والتاريخ المجيد الزاخر بالبطولات والتضحيات والمآثر, أمة حاربتها القوى الأستعمارية وقسمتها لأنها كانت ترى في وحدتهم قوة تتحدى كل قوى الشر وتحارب الظلم والأستبداد وكل انواع ألأستعباد .
ولحد اليوم ونحن في القرن الحادي والعشرين وشعبنا الكوردي في سوريا وتركيا وايران يحرم عليهم ابسط الحقوق التي شرعتها قوانين السماء و الارض وهو التكلم بلغتهم كما منعهم من التمتع بأبسط الحقوق المدنية والثقافية التي تستمتع بها كل شعوب الأرض ,أنها جريمة كبرى ضد الأنسانية.
هنا نتذكر قول الشاعر :
قتـــل أمــرىء في غابـة
جــريمـة لاتغتــفـــر
وحــــق شعب آمــــــــــن
مسألــة فيهــا نـــظر
أما نحن كورد العراق فبفضل نضال رجال البيشمركه الأبطال الذين هم أبناؤنا واخواننا وتضحياتهم الجسام من أجل الحرية و السلام قدموا ارواحهم الطاهرة ودمائهم الزكية فداء للكورد وكوردستان ومن اجل تحقيق يوم مشرق ننعم فيه بكامل حرياتنا وتصان فيه كرامتنا وتشمخ عزتنا كشموخ جبال قنديل وزاكروس وبيره مكرون,أضافة الى ثقلنا السياسي في العراق الأتحادي الفيدرالي التعددي .
- اليس من المخجل ان نمنع أبناءنا من ان يتعلموا لغة آبائهم واجدادهم ؟
- أليس من المخجل أن ننسى تلكم الأيام السوداء أبان الحكم العفلقي والتي كنا لانتجرأ فيها من التكلم بلغتنا ألا وكنا نتلقى عبارات زجريه "لاتحجي بالعجمي"أو نتهجم بوابل من الأهانات؟
- أليس من العار أن ننسى الأنفال والمقابر الجماعية والجرائم الوحشية ضد ألأبرياء, لأنهم كورد فحسب ؟
- ماذا نقول للأخوة الناشطين والناشطات من أبنائنا الكرد المناضلين الذين قاموا بحملة أقليمية للمطالبة بحق التعلم بلغة ألأم لأخوتنا في سوريا وتركيا وأيران وننسى أنفسنا ؟
ولابد لي أذكر بعض المواقف المخجله :
- هناك من يتوسط وبألحاح أن يتسجيل ابناءهم في الدراسة العربيه في الوقت الذي أقول , نحن الكورد لسنا بعنصريين ولكن التشجيع لتعلم لغة الأم واجب أساسي ومبدأي وقومي نتيجة ماعانيناه من ظلم وأستعباد وتهميش وتجاهل للحقوق ومصادرة للحريات, في الوقت الذي هناك نفر ينضحون بالوطنية والمبادىء ومنتفعون من الكرد وتراعم يستقبلون الناس في مقرات الأحزاب الكردستانيه وهم يدفعون أبنائهم الى الدراسة العربية ويخلقون عشرات الحيل من اجل تحقيق ذلك ويقومون بأ جبار غيرهم على الدراسة الكردية , فهؤلاء انتهازيون وهم كالحرباء يتلائمون مع كل البيئات . وبالتالي يقومون بفعل كل شيء في سبيل تعيين أبنائهم على حساب حكومة الأقليم وهم اذا مابدؤا بالحديث عن الوطنية والقومية والمبادىء والكوردايتي فتراهم يتصدرون المجالس دون خجل . فهنا ينطبق عليهم الحديث " أن لم تستح افعل ما شئت " أما تملقهم الخارق واللا محدود للمسؤولين والتقرب منهم بشتى الطرق فتلك هي شيمتهم .
- هناك لحد اليوم وبعد كل هذه المنجزات وتوفر كل مقومات الدوله في كوردستان العراق, هناك نفر يقولون بأن "لامستقبل للدراسة الكوردية "وهم بالتالي يقبلون ألأيدي لقبول أبنائهم في كليات ومعاهد كوردستان او نقلهم أو استضافتهم فيها .
- وهناك من يتخذ اساليبا ملتوية أخرى وذلك بالتحايل على القانون وينقلون ابناءهم الى المدن التي ليست فيها الدراسة الكوردية مثل بعقوبه والمقداديه او بغداد وغيرها ومن ثم أعادتهم الى خانقين في السنة القادمه للتسجيل في الدراسة العربية ,وفي الكثير من الأحيان يتنكرون حتى لأنتمائهم القومي فهم بحق بارعون في أقتناص الشخصية ألأزدواجية وعدم ثبات الرأي سيرا وراء مصالحهم الشخصية المتخمة بالأنانية .
فهنا أتساءل :
أذا كان مثل هؤلاء يبيعون قوميتهم لمجرد مصلحة تافهة ,فكيف بهم أن يدافعوا عنها أيام المحن ؟
أوليس من السهل عليهم أن يبيعوا الثانية بسعر أبخس من ألأولى ؟
وجدير بالذكر بأنه عندما تم فتح المدرسة الأبتدائية الأولى للدراسة الكوردية (رابه رين) في خانقين بعد تحرير العراق كان الدعم والأسناد والتشجيع يصب عليها من كل صوب حيث الزي الموحد والهدايا التشجيعية والقرطاسية والكتب والرحلات زالسبورات من ارقاها حتى قامت المدرسة تحسد من قبل الناظرين واصيبت بالعين ولم تدم تلك تلك النعمة ولم تستمر فصار شأنها شأن المدارس الأخرى .
ياترى ماهي الأسباب عن تراجع الدعم للمدارس الكردية وبالتالي تراجع كفاءة تلك المدارس ؟
ودعوتي الخالصة للمعنيين من ألأداريين والمسؤولين أن لايساوموا بأي شكل من الأشكال في هذا الموضوع مهما بلغ بهم ألأمر.
وعلى المعنيين في وزارة التربية في حكومة الأقليم ان يشجعوا الدراسة الكردية وذلك بتوفير الكتب والقرطاسية الكامله في الوقت المناسب(قبل بدء السنه الدراسية) وتوفير الكوادر الكفؤءة من المدرسين والمعلمين حتى لو تطلب الأمر الى ألأستعانة بخبرات كوادر من السليمانيه واربيل ودهوك وتكثيف الدورات التطويرية واستخدام الوسائل التشجيعية ألأخرى ومتابعة وضع الأسئلة الأمتحانية لمرحلة السادس الأبتدائي والثالث المتوسط والتي كانت مشمولة باداء الأمتحان الوزاري بينما لم تكن مرحلة السادس الأبتدائي في أقليم كوردستان مشمول بالأمتحان الوزاري في الوقت الذي تم شمول تلاميذ خانقين بداء الأمتحان الوزاري وتم وضع الأسئلة في حكومة المركز , فهنا ثمة سؤال يطرح نفسه .
المناهج والكتب والتعليمات كلها تصدر من وزارة التربية في حكومة اقليم كوردستان فلماذا الأسئلة ترد من وزارة التربية في حكومة المركز ؟ وماهي الدوافع ؟
في الوقت الذي لادراية لوزارة التربية في حكومة المركز بذلك .
وموضوع آخر يشغل بال الكثيرين من الطلبة الخريجين وعوائلهم بعد تطبيق الدراسة الكردية وشمول الصفوف المتقدمه بذلك فيتخرج الطالب الذي درس كل تفاصيل الدراسة الكردية ولربما نسى اللغة العربية نتيجة لذلك .
فماذا بوسعه ان يفعل حينما يقبل في جامعة البصرة او الموصل أوغيرها من جامعات العراق والتي تتبنى الدراسة العربية جملة وتفصيلا ؟
أليس من المنصف ان يتم قبول ابناء خانقين في كليات ومعاهد الأقليم بما فيها الكليات والمعاهد الموجوده في خانقين الذي يتم قبول طلبة السليمانيه واربيل ودهوك ويحرم منها طلبة خانقين ؟ لربما سائل يسأل او يطرح بأن هناك طلبة من اهالي خانقين او كليات كوردستان الأخرى . فيكون الجواب حينئذ ..نعم هناك الكثير من الطلبه ولكن هؤلاء أما تم ترحيلهم من كليات ومعاهد العراق الأخرى أو تم أستضافتهم أليها او تم قبولهم ببوادر مشكورة من بعض الأخوة الذين يشغلون مراكز قيادية في الأقليم .
وختاما ندعو وزارة التربية بالتعاون مع وزارة التعليم العالي والجهات الأخرى ذات العلاقة في أقليم كوردستان بدعم وتشجيع الدراسة الكردية في خانقين والمناطق المستقطعه الأخرى من كوردستان وتوفير كل وسائل توسعها وتطويرها ومعاملة الخريجين منهم أسوة بزملائهم في كردستان أضافة الى معاملة المعلمين والموظفين المعينين على ملاك حكومة الأقليم من ناحية الأمتياوات اسوة بأقرانهم, بهذه الخطوات نكون قدم أقدمنا على تشجيع وتطوير الدراسة الكردية .....
نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست