التصريح الرابع لحركة كفى الفيلية
Sunday, 18/04/2010, 12:00
ان المشاركة في الانتخابات ليست لعبة يتسلى بها الهواة والمبتدؤون والطارئون على العمل السياسي والتنظيمي. ففي اية دولة تجري فيها انتخابات حرّة على الصعيد الوطني والمحافظات والاقاليم والبلديات، تُكرّس جهود التنظيمات السياسية لمسألة محورية وهي اعداد الخطط وترجمتها الى واقع ملموس على مراحل، تصل ذروتها في فترة الانطلاقة القانونية للحملات الانتخابية للقوائم المتنافسة. وتهدف تلك الخطط الى اختيار واعداد مختلف المرشحين، وفقا لمؤهلات معينة، كالخلفية السياسية والكفاءة والخبرة والسمعة. هذا من جانب، ومن جانب ثان، فان التعبئة والتربية المستمرتين للكوادر التنظيمية والاعلامية والادارية والمالية تهدف بالاساس الى توفير جميع المستلزمات المادية وغير المادية لتمكين اكبر قدر ممكن من المرشحين للفوز في الانتخابات.
تلك هي بديهيات العمل السياسي في بلد تحكمه صناديق الاقتراع. ولكن هذه البديهيات لم تستوعبها، او بالاحرى لم تريد استيعابها تلك التنظيمات السياسية الكوردية العاملة في بغداد لاسباب عدّة، تعكس بمجملها استفحال ظواهر مرضية خطرة، كالجهل السياسي والثقافي والفساد باشكاله الادارية والمالية والاخلاقية. ولو أمعن النظر في عمل التنظيمات السياسية الكوردية المحلية خلال الاعوام الفاصلة بين انتخابات عام 2005 وانتخابات عام 2010 لتبين ان شغلها الشاغل يتلخص بجمع الاموال بطرق غير شرعية وتحقيق المكاسب الشخصية وتقريب الانتهازيين واعتماد القرابة والعشائرية كمعيار في العمل التنظيمي وتبوء المناصب وتوزيع المسؤوليات والتعينات في الدوائر الحكومية.
وفي خضم تنفيذ تلك التوجهات السلبية، فُرِّغت التشكيلات الحزبية من مضامينها وجُرِّدت من مسؤوليتها لتصبح مسرحاً للصراعات الشخصية والاسرية والعشائرية من اجل الحصول على المزيد من الامتيازات والمواقع. وقد رافق كل ذلك، انتشار ظاهرة الجاسوسية لحسابات شخصية ، مما ساعد على استفحال حالة النفاق الاجتماعي والفساد الاخلاقي بشكل لا يختلف كثيراً عن ممارسات ازلام حزب البعث المنحل.
بسبب كل ذلك تراجعات ونكسات على مستوى ادارة التنظيميات. ليس هذا فحسب وانما قاد ايضا الى حدوث كوارث نجم عنها تمزيق نسيج المجتمع الكوردي في بغداد وتبديد الطاقات الكبيرة المتوفرة وابعاد الكوادر الفيلية النزيهة، صاحبة التاريخ الطويل والمشرف.
وليس من الغرابة إذن في ظل هيمن تلك الاوضاع ان لا تعمل تلك التنظيمات السياسية في خدمة القضايا الانتخابية العامة، سواء عن طريق اختيار المرشح الاصلح او توفير جميع مستلزمات نجاحه في الانتخابات. فهي اما سخِّرت جميع امكانياتها التنظيمية السياسية والمالية والاعلامية في خدمة اشخاص متنفذين او في محاربة مرشحين غير مرغوب فيهم. كان كل ذلك يجري تحت مرأى ومسمع القيادات السياسية العليا، التي لم تتدخل لوقف الانحدار السريع نحو الهاوية. وهذا الانحدار والانهيار قد تجلى في العجز عن نيل اي مقعد في محافظة بغداد، بالرغم من وجود مئات الالاف من الكورد فيها، وهو الأمر الذي توقعه الكثيرون من اصحاب البصيرة.
وحركة كفى الفيلية تقول:
أيعقل ان تبتز تلك التنيظيمات السياسية اسر الشهداء حين تسلمها المعونات المالية الشهرية؟
أيعقل ان تصرف مئات الالاف من الدولارات سواء من المال الخاص او المال العام بصورة عشوائية ودون ان تؤدي الى تحقيق اي مكسب انتخابي
أيعقل ان تهدد التنظيمات السياسية بعض الكوادر بالفصل او ان تحرض البعض الآخر على إفشال الحملة الانتخابية لمرشحين معينين ضمن قائمة التحالف الكوردستاني؟
أيعقل ان تلجئ تلك التظيمات السياسية الى ممارسات لا تختلف عن تلك التي كان يقوم بها نظام حزب البعث البائد ومنها شراء الذمم وبث العصبية القبلية والاعتماد على الانتهازيين؟
أيعقل ان تقوم تلك القيادات المحلية بمنح او تقديم وعود بمنح بعض الانتهازيين من غير حزبيين مسؤوليات تنظيمية لقاء تقديم خدمات انتخابية لصالح الاخ الكبير؟
وفي الختام نقول:
لو كانت لقيادة تلك التنظيمات شيء من الحياء لأقدمت على الاستقالة والمغادرة الى غير رجعة
لو كان للقيادات السياسية الكوردية العليا شيء من الاحساس بالمسؤولية القومية لأقدمت فورا على ابعاد تلك القيادات التنظيمية المحلية الفاشلة وعلى اجراء اصلاحات حقيقية.
نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست