يقتل القتيل ويمشي بجنازته
Sunday, 10/01/2010, 12:00
هذا المثل يعتبر من الامثال الشعبية الدارجة التي تتناولها الالسن , يطلق هذا المثل على البعض الذي يمتهن الاحتيال ويكون متمرسا ياللعب على الذقون لا لشيئ بل لتمشية اموره بهذه الصورة او لبسط جبروته بلجؤه الى الاحتيال , حيث يقترف الجريمة بقتل الضحية ويبين لمحيطه بانه بريأ كبراءه الذئب من دم ابن يعقوب , مثل هذه الامور والافعال نلاحظها و نلتمسها او نستمع بها يوميا او حتى مرت علينا عند قراءتنا للقصص والروايات ومشاهدتنا للافلام, اومن خلال افعال الحكام و السياسيين المؤمنون بالشمولية والصعود الى كرسي الحكم ومنه الى القبر كما هو حال الحكام العرب او حال اللذين يحكمون الان اقليم كردستان والمشاركون في حكم العراق .
وفي كردستاننا حيث العملية السياسية اصبحت تؤرق عامة الناس وذوي الاختصاص, في جميع المجالات, وعندما نقرأ للادباء والكتاب المختصين بالامور الاجتماعية او النفسية او السياسية, تتجلى لنا بوضوح في كتاباتهم و مقالاتهم وما تتفوه به السنهم في مناقشاتهم ان هناك امور اصبح السكوت عنها توازي اقتراف خيانة لا تغتفر, لان مثل تلك الامور اصبحت تدق نواقيس الخطر على مجمل العملية السياسية في كردستان , حيث بات المواطن العادي الذي يتطلع الى هذه العملية بكل حذر, مهموما غير امن على مستقبله ومسفقبل اولاده حيث تاخذه الذاكرة الى كل المعاناة التي عاصرها ومنذ اندلاع ثورة ايلول وانتكاستها وتواصل بقية الثورات, والقرابين والتضحيات التي قدمها لالشيئ الا لكي يرى كردستانه تنعم بالحرية والديمقراطية ,وتحكم من قبل ابنائها , کوطن تتنعم باستقراره الاجيال, وان يعيش هو وابنائه واحفاده في فسحة الديمقراطية الصادقة, للوصول الى الامل المنشود في وطن مستقل, هذا الامل ومع اشد الاسف كان لزاما ان يوفرها له ابناء جلدته من القادة اللذين يحكمونه الان , لاكن اللذي حدث انه صدم (بضم الصاد وكسرالدال وفتح الميم) بهم, حيث كانت ترن شعاراتهم البراقة في الحرية والكوردايه تي في اذنيه ولاكنهم بعدما اتو الى الامر الواقع بعد كل ذلك الصراع المرير والا بهم حفنة من اللصوص اللذين لايهمهم الا ملأ الجيوب وباي طريقة كانت.
حتى و لو وصل الامر الى الخيانة بكل التضحيات التي قدمها هذا الشعب المسكين والافراط بكل حقوقه كالذي لاحظناه في الايام السابقة,و من اجل بعض المصالح الخاصة مثل البقاء على سدة كرسي رئاسة جمهورية العراق,تمت التضحية بما لايقل عن 15 خمسة عشر مقعد من مقاعد البرلمان العراقي لمعرفة صاحب المصلحة المسبقة بعدم استطاعته الوصول الى ذلك الكرسي من خلال شعبه الذي اوصله اياه في المرة الماضية.
ومن هذه المقدمة البسيطة اود الولوج في صلب الموضوع, حيث قبل ايام طالعتنا الصحف المحلية بنبا اشبه ما يكون بمهزلة مفادها بان السيد جلال الطالباني رئيس جمهورية العراق والامين العام للاتحاد الوطني الكوردستاني يدين بشدة حالات اطلاق النار وجرح بعض المواطنين في مدينة السليمانية مطالبا الاجهزة الامنيةالمتمثلة بالشرطة والاسايش بملاحقة الفاعلين وتقديمهم الى المحاكم .
ومما يلاحظ على نص الادانة بانه لم يشر لا من قريب او بعيد عن من يكونوا هؤلاء اللذين تم الاعتداء عليهم او جرحهم او حتى قتلهم والى اية جهة ينتمون ولماذا فقط هؤلاء من مؤيدي وانصار حركة التغيير, ويهيب في نص الادانة على تنظيمات حزبه وحزب عدو الامس وحليف اليوم ومنضماتهم التي تسمى زورا وبختانا بالديمقراطية ايصال معلوماتهم حول مرتكبي تلك الاعمال الى الجهات المختصة , بالله عليكم الا يصلح هذا الرئيس ان يكون ممثلا او سينارستا مع احترامي الشديد لهذه المهن او مختصا بالتهريج لتفننه بهذه اللعبة القذرة لان الطفل الرضيع يعلم حد اليقين ما الذي يختص به سيادته , حيث لولا اوامرسيادته لااتصور ان هناك احد يستطيع ان يتجرأ على فعل ذلك حتى غلمانه ذوي الكروش المملؤة والجيوب المنفوخة والارصدة المتلتلة و اللذين برهبون افراد الشعب يوميا لايجراون على فعل ذلك الا باوامر سيادته الشخصية, كما كان يفعلها ايام الثورة ويتهم بها الان اقرب المقربين اليه ونائبه في الاتحاد الوطني الكردستاني انذاك .
حيث بعد قرائتك للخبر يتخيل الى القارئ الاتي من المريخ ان هذا الرجل يمثل ذروة العدالة لابل رجل العدالة الاول كما كان يلقب جرذ الحفرة المقبور .
ياسيادة الرئيس اتصور ان هذاالشعب لا تنطلي عليه هذه الالاعيب لاننا الان لسنا في ستينات القرن الماضي او سبعيناته نحن الان في زمن الانتريت واللفضائيات وعصر العولمة ولم تعد كوردستان كما كانت قبل 25 . 07 من العام الماضي حيث ناصر و اصطف مئات الالوف من الشعب خلف حركة التغيير, معلنين ضرب معاقل الفساد والضلم الاجتماعي والمحسوبية والمنسوبية واحتكار السوق من قبل عصابات الحزبين الحاكمين , من خلال صناديق الاقتراع, ونتيجة للفوز الكاسح لقائمة التغيير في معقل الاتحاد الوطني, وهذا طبعا لا يروق لسيادته ولا اللذين من حوله , لذا اخذ سيادته وحاشيته باتباع سياسة بث الرعب بين المواطنين ومؤيدوا الحركة, املا منهم بترهيبهم لاسيما ان الانتخابات البرلمانية العراقية على الابواب وان مرارة الهزيمة التي منيوا بها
لازالت عالقة في اذهانهم لاسيما هذه المرة ستكون هزيمتهم اشد واقسى , فهنا ينطبق المثل القائل بحقك سيادة الرئيس فانت تقتل القتيل وانت الذي يمشي في جنازته.
وليكن في علم سيادتكم ان شعب كردستان له علم اليقين بالفاعل المدان, ولولا مذكرة الاحتجاج الذي قدمها النواب البرلمانيون من كتلة التغيير الى جميع المنضمتات الدولية والبرلمان الاوربي وجميع الممثليات الدبلوماسية لماكنت كلفت نفسك بهذه الادانة .وانا هنا اريد ان اذكر سيادتكم وانتم سيد العارفين بالمثل العراقي القائل ان الذي يعيش بالحيلة يموت بالفگر .
05 .01 .2010
نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست