ماذا تقصد امريكا من التهويل حول سد الموصل ؟
Tuesday, 01/03/2016, 18:45
ما نسمعه من امريكا و العبادي بانهما متناغمان على تصدع سد الموصل و يهولان على انه على وشك الانهيار، على العكس ما يصدره وزير الموارد المائية العراقية التابع للتيار الصدري: بان ما يصدر من الطرفين الامريكي و العبادي عار عن الصحة و لا نتوقع حصول التصدع و الانهيار، فيما اكد مقتدى الصدر من جانبه على التاكيد في عدم السماح لوزيره ان يشوه سمعة تياره بعدم اتهموه بالفساد، وصرح بانه هو من يوجهه الى هيئة النزاهة للتحقيق معه .
ماذا تقصد امريكيا من هذا الجانب و هل تنسق مع العبادي و هل الدافع مصلحة الشعب العراقي او سياسة امريكا الحالية التي تفرض تشويه الامر او التشويش على العمليات العسكرية و توقيت تحرير مدينة الموصل، و الاكثر اهمية هو الفات نظر حول امور اكثر اهمية منه، او غض الطرف عن ما يجري من الناحي العسكرية او الخروقات الامنية او العكس تماما ، او فرض ما يمكن من الظروف السياسية التي تجبر الحكومة العراقية ان تخضع للامر الواقع، ومن اجل ان تنادي الوقى الموجودة او تستجدي المساعدة منها بشكل مباشر، من اجل الالتفاف على ما تهدفه من اعادة انتشار قوة عسكرية امريكية في العراق، للتعويض عن ما خضعت لها و فرضت عليها اعادة كافة قواتها من العراق، دون ان تحقق هدفها النهائي، او قبل ان تحقق ما ارادت نسبيا او لم تات الوقت المناسب لتنفيذ مخططاتها من اجل تنفيذ عملية اعادة رسم او تنفيذ الخارطة التي تريد فرضها على ارض الواقع في المنطقة و العراق .
انها امريكا التي تريد ان تخلط الاوراق من اجل تنفيذ مهامها في العراق في هذه المرحلة . ارتبطت و تشابكت كل المهمات في المنطقة حول بعضها بشكل او اخر، من خلال معادلة معقدة مكونة من اطراف عديدة داخلية عراقية و اقليمية من جيران العراق و سوريا و العالميةامريكية روسية اوربية . اي تريد بهذا التهويل ان تحقق اهداف سياسية و ليس انسانية، و لا نستعجب ان حاولت من اجراء احداث معينة كعمل متعمد من هذا الجانب، ان فرضته مصالحها التي يمكن ان تحصل عليها من هذه الطريق الشائك و الملغوم .
يسال الجميع اين الحقيقة ؟ هل العباي و امريكا على تنسيق كامل حول هذه القضية و انها عملية انسانية مجردة ليس للسياسة يد فيها و هذا بعيد عن افعال امريكا و تاريخها و سمعتها، ام انها عملية سياسية باسم الانسانية او نافذة لتحقيق اهم المهامات السياسية، او انها للتغطية على تحقيق اهداف اخرى ؟
امريكا تدعو مواطنيها الى التهيؤ لمغادرة العراق بسبب احتمال تاثير التصدع على سد الموصل!! مع العلم انها تقدر ان لم تسعهم الارض بان تحميهم في حاملات طائراتها التي استقرت في البحر القريب من المنطق،ة عدا ما موجود من الاراضي التي تسع لسكان امريكا جميعا ان تبقى فيها دون ان تصل اليهم المياه و ليس رعاياها في العراق فقط .
التغييرات التي تحصل في الطريق و القريب من المحطة الرئيسية لوضع اللبنة النهائية لها، فانها تحتاج الى التغطية و التشويش في الوقت نفسه، تقاطع اهداف الكتل و محاولة امريكا الساعية الى فرض رؤس و وجوه متفقة عليها من قبلها و المساعدين لها من جهة، و من ثم اصرارها او عملها السري على بناء كتل و كيانات تابعة لها بشكل مطلق و تعتبر نفسها مستقلة و لكنها موالية لها منذ مدة ليست بقليلة و باسس معتمدة على العراق الموحد التابع لها باية حكومة اونظام كان، بعد ان فشلت في تحقيق ما ارادت عند سقوط الدكتاتورية في العراق .
اي، ان حسبناها داخليا او اقليميا او عالميا وفي المنطقة وهو اولا و اخيرا العراق و سوريا . و من ثم يحق لنا ان نستغرب بان يزامن اتفاق وقف اطلاق النار في سوريا مع ارتفاع الاصوات و التهويل لتصدع سد موصل الذي اصبحهو السوط المرتفع المهدد لضرب اي صارخ في وجههم، و من يريد ان يمنعهم عن السير وفق هواهم من جهة، و الحد من ارتفاع رصيد التيار الصدري بعد التظاهرات التي رفعته الى حد غير مقبول لدى امريكا و المتعاونين معه ايضا من جهة اخرى، و ليس لصالحهم ايضا لان التيار لم ينفذ ما يهدفون داخليا كان ام خارجيا . اما الارتباط الوثيق بين ما يجري في سوريا و العراق بعدما ابتعد اقليم كوردستان كثيرا عن الخط الامامي من الاهمية، فان سياسة امريكا اصبحت اكثر انفرادية و لا يمكن ان يعترض عليها احد على ما تريده، و تنفذه في العراق لسهولة الامر و لامكانها ان تنفذ ما تريد بما موجود في بغداد و دمشق على حد سواء، و حتى في انقرة التي خضعت للامر الواقع و لا يمكن ان تنطق بما لا يرضيها من التوجهات و هي في صراع مميت مع روسيا . اي ان امريكا هي التي تضخم الامر لامر اخر و تريد ان تنفذ من ثغرة و تغطيها اعلاميا و ليس لديها ما يمكنها من ذلك اسهل من الادعاءات التي تخيف الناس، و اليوم برز تصدع سد الموصل كاهم و اسهل الية لما تريد تنفيذه سياسيا و عسكريا، بعدما ابتعدت قوى كثيرة عن مراكز القرار و اصبحت من الحواشي .
توزيع الادوار اصبح مكشوفا، بعد الىهدئة في سوريا، فان التصعيد و التسخين وارد كما في حال الارهاب، فان سد الموصل ايضا وسيلة للتسخين ايضا، و ان التحديات التي تفرض نفسها نابعة من تخطيط عالمي في المنطقة بشكل كلي و كامل و لم يكن من اجل مسار داخلي او حبا بالانسانية للشعب العراقي وكما تدعي امريكا بانها مخلصة لهم اكثر من غيرها .
اذن، ان التصعيد في امر سد الموصل تهويل و تدويل لامر كبير غيره، اضافة الى امور اخرى تجري، و منها ارتفاع وتيرة الارهاب في هذا الوقت بالذات .
نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست