کتێبی بیرەوەرییەکانی کاپیتان موحەمەد مەولودییان بە دەنگ گوێی لێبگرە (کوردبوون)


بعد الارتماء في الحضن الاطلسي و العربي بدات بحربها الداخلية

Saturday, 26/12/2015, 23:37


من يتابع ما يجري في كوردستان الشمالية في هذا الوقت و يجد مدى ضراوة الحرب الدائرة في هذه المرحلة  التي اشعلها اردوغان وحزبه، يسال لماذا يريد اردوغان التطاول في هذه المرحلة بالذات على الكورد ، و هل يستغل الظروف التي تسيطر عليه و تحصره في زاوية ضيقة و لا يجد طريقة اخرى للخروج من المازق المترامي الاطراف الذي وقع فيه، وهل يريد التعامل مع ما يجري في المنطقة بتحركات داخلية مغطية لما يقدم عليها في المنطقة كما فعل من خرق سيادة العراق المهزوزة اصلا، ام نتيجة فشل ذريع مني به في الفترة الاخيرة و تقدم مخنوعا مخذولا متنزلا للجميع و خاصة  ازاء الحلف الاطلسي الذي عاند و لم ينفذ ما اراده منه، و غير حتى  من استراتيجيته التي اتخذها طريقا كتصفير المشاكل مع المحيط الاقليمي، و غض الطرف عن الدخول الى الاتحاد الاوربي او بالاحرى بعد فشله في ذلك، وتوجه نحو ايجاد البديل له في المنطقة، مع ايقاد جذوة طموحه القديم الجديد؛ و هو استغلال الغليان في المنطقة من اجل تمادي باسم الاستقرار فيما يضمر في نفسه العقيدة العثمانية الجديدة .
تريد تركيا ان تمر مرور الكرام من المرحلة دون ان تتضرر، و هي تحلم، و تتوقع ارتفاع منحنى قدرة وثقل و امكانية الكورد بجميع احزابهم و منهم حزب العامال الكوردستاني بعد توسع المجال امامهم باستخدام عدة اوراق في صراعهم مع تركيا الاردوغانية بعد المستجدات الاخيرة، و هي لا تطيق هذا و تفزع منه و تريد اجهاض ما يتم لصالحهم باي شكل كان .
نحن نعلم و نتذكر جيدا كيف كان موقف تركيا ازاء حرب سقوط الدكتاتورية في العراق، و من ثم بعدها كيف تعاملت مع اقليم كوردستان و الدولة العراقية و استغلت ضعف موقف الاقليم، ولحد الان اردوغان يلعب على هواه فيما يخص مستقبل الاقليم و يستغل سذاجة القيادة الكوردية لامرار نواياه بحيل مختلفة . ان تركيا تحفظت في كثير من الخطوات لبقاء خط رجعة لها في التعامل مع المتغيرات مستقبلا من جهة، و امكانها ان تقف موقف المتفرج المحايد كي تكون حكما لا خصما في ادارة امور المنطقة من جهة اخرى، بعدما انغصت كثيرا في شؤون منطقة الشرق الاوسط  بعد الثورات العربية وتلقت ضربات قاضية نتيجة اخطائها المتكررة وانحيازها هناك لصالح الاخوان المسلمين، و تراجعت كثيرا ايضا، بعد ان تلقت ضربات سياسية موجعة بعد تغيير الواقع في مصر و تونس و سوريا بشكل ما .
الان كوردستان الشمالية تغلي، و تُقتل فيها يوميا العشرات ان لم تكن المئات منذ ايام، و لم نشهد الا تعتيما اعلاميا من قبل الجميع! و لم نلمس تغطية مناسبة لما يجري من قبل حتى اعضاء المحور الاخركايران و العراق و السلطة السورية و روسيا و حتى ارمينيا .  اين تكمن السبب؟ و ما هو موقف كل منهم، و لماذا هذا الصمت المطبق ؟
تنازلت تركيا مذلولا مخذولا مخنوعا مركوعا لاسرائيل، و هذا اول الاهداف الذي كان يهم امريكا و السلطة الحقيقية فيها، و هي تحت ضغوط اللوبي الاسرائيلي، لم يكن التنازل بسيطا، بل حتى اتخذت تركيا قرارا ضد ثقة الناس بها،  من خلال طرد قيادات حركة حماس التي كانت حتى الامس تدعي بانها تدعمهم ضد اسرائيل، يا لها من خنوع و خضوع و اذلال لدولة  لم تهتم بسمعتها و قيمها، و هي عديمة الارادة في موقفها الضعيف المرحلي و وقعت على وصولات ضعفها لمدة اطول . اصطدمت تركيا بالنظام السوري بعد الموقف الذي اتخذته من اجل مصالحها و ليس الشعب السوري كما تدعي، و اعتقدت انها ستكون لها اليد العليا في تركيبة النظام البديل لحكم سوريا و انها لم تحسبه جيدا . عدا الصدامات الداخلية و ما فعلته جراء اعادة الانتخابات البرلمانية اخيرا، فانها لم تجد الا الخوض في التشويش الداخلي من خلال محاربة الكورد .  و بعد اسقاط الطائرة الروسية والاستنجاد بالاطلسي الذي رفضت التعاون معه  من قبل في اجرائاته في المنطقة، و هي تعلم انها العضو من الدرجة الثانية فيه، اصبح ارتماءها في حضنه و التحالف العربي مخذولا في هذه الظروف التي وقعت فيها،  و لم يعير اكثر الاعضاء في الحلف اية اهتمام بهذا الموقف، عدا امريكا  و السعوديا التان تريدان ان تستغلهاا في اهداف تنتظران تحقيقها في المنطقة، و اخيرا خضعت تركيا للامر الواقع في التنازل كثيرا دون اي ثمن و على حساب كرامتها و قيمها التي تفاخرت بها كثيرا من قبل .
اما على الصعيد الداخلي، فان تركيا لم تستفد شيئا من التنازلات التي قدمتها للحلف و امريكا واسرائيل و الدول الاوربية العديدة، الا فيما استغلت مدى تاثير تنازلاتها على ما تقدم عليه من الحرب الداخلية ضد الشعب الكوردي، و هي نجحت في كتم الاصوات الدولية ازاء الجرائم اليومية التي ترتكبها ضد المدنيين العزل في كوردستان الشمالية فقط لحد ما . بينما هي لم تعرف مكانتها في الاصطفاف الجديد الحاصل في المنطقة و موقفها الهزيل الذي لا يمكن ان يضعها في موقع ذات اهمية لمستقبل المنطقة، لذا اقدمت على عدة حركات بهلوانية كما تدخلت بشكل مباشر في الموصل كي تقول انها موجودة و لها اهميتها، بينما اصطدمت باعتراضات كبيرة من كافة الجهات الداخلية عدا جزء من سلطة اقليم كوردستان التابع لها، لذا تخبطت في حركاتها.
فان كل المؤشرات تدلنا على ان تركيا لم تنجح في الامتحان المرحلي كما فشلت من قبل اثناء سقوط النظام العراقي، لذا فهي تبحث عن موقع قدم لها مستقبلا، و استغلت اسرائيل هذا و فرضت عليها ما تريد و اكثر . 
اما حربها الداخلية ليس الا اشغال الداخل عما وقعت نفسها فيه، و هوالتخبط في موقفها و عملها و تعاملها مع الاحداث و المستجدات، و مدى عزلتها بعد اسقاط الطائرة الروسية و تعامل روسيا العقلانية مع الحادث، و ما فرضت عليها من بعيد و انزلتها الى القاع في صراعات المنطقة و موقفها المشين . يمكن ان نشبه تركيا بانها و بعد ان اوقعت بنفسها في قعر الوحل بانها في الاحتضار السياسي الحقيقي لها في المنطقة، بينما هي  تريد و تصر على ان تنعش نفسها بحركات بهلوانية خارجية و داخلية، و حربها الداخلية واحدة منها اضافة الى ما سبقتها من التدخل المباشر في شؤون العراق و الموصل بالذات لالفات النظر عن وضعها الداخلي واخطائها المتكررة . و السؤال هل تنجح تركيا في كتم اصوات المعارضين داخليا و دول العالم ابان ما تقترفه من  الجرائم ضد الانسانية في كوردستان الشمالية . الايام المقبلة ستجيب عن هذا السؤال و ما نتوقعه هو تحفظ امريكا و سكوتها مع الدول الاعضاء في الحلف الاطلسي لاسبابهم الخاصة البعيدة عن الانسانية التي يدعوها، اضافة الى دول المنطقة من المحور الذي تنازلت تركيا اليه و دخلت بقوة فيه باسم التحالف الاسلامي وليس كذلك بل انها التحالف السابق و اضيف اليه الاسم الاسلامي فقط، و هو تنازل كبير و مخزي، و عليه يمكن ان تسكت الدول الموجودة فيه ايضا، و لم يبق الا دول المحور الاخر و على راسهم روسيا وايران و العراق و ربما ارمينيا يمكن ان ترفع صوتها ايضا او تحتفظ شيئا ما لعوامل خاصة بها . .


نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست






کۆمێنت بنووسە