من كان حرا يكون قويا ام العكس صحيح ؟
Saturday, 26/12/2015, 23:35
ان ناقشنا من يدعي القوة و الحرية في ان واحد، يقول بانهما متلاصقان او لا يمكن ان يكون اي منهما على حقيقته دون الاخر . قال رونالد ريغان في حينه؛ ان امريكا قوية لانها حرة . و كان بالامكان ان تكون اليابان اكثر قوة لما يتحلى بالاخلاق و الحرية و الذكاءاو الصين لما تتمتع بالقوة و الكثافة البشرية او روسيا لما تمتلك من القوة البشرية و المساحةاجغرافية او اية دولة اوربية حرة اخرى من ما تمتاز بالحرية و الامكانية اكثر من امريكا ربما . هنا من الممكن ان نتكلم عن الدول النامية او الفقيرة التي منها قوية بامكاناتها الضعيفة و حرة بمعرفتها و نظرتها الى الحرية و ان لم تحصل عليها بعد كما هي في تلك البلدان . اما الغنى و الثراء التي تتشدق بها امريكا ناتجة من مسار التاريخ ونظامها الجشع و ما تعانيه الطبقات التي انقسم عليها شعبها اكثر من اي بلد اخر اثر الفرق الشاسع بين الفقراء و الاغنياء و ما موجود من المرتمين في الشوارع في كل حدب و صوب منهاـ وما اكثر ما يستكعون في جوانب الشوارع و يستنجدون و يستجدون للقمة عيش التي تضم هذه البلاد اكثرالناس بؤسا و شقائا في العالم .
ربما يقيس البعض القوة بالغنى، و الاخر بما يمتلك من الامكانية العسكرية و البشرية للحفاظ على النفس، و ما يؤمن البعض بالقوة و العزيمة بما يتسم به من كافة النواحي الانسانية و الفكرية و ما يعتقده فكرا و فلسفة على الارض . الا ان القوة التي تحافظ على النفس، و من اجل مصالح الانسان والبشرية جمعاء لا يمكن ايجادها في جعبة نظام راسمالي قح جشع كما تؤمن به امريكا و تدعي قوتها . لانها لا يمكن ان تقاوم العزيمة التي تفرضها الايمان بالحق و الحقيقة و المساواة و العدالة الاجتماعية في كل موضوع .
بعدما ذاقت امريكا مر العذاب في حربها الداخليةو ان لم تصاب كبلد في الحربين العالميتين، و انما ظلمت في نهايتها القوى الاصيلة التي غطتها القوة النخبوية العاملة استنادا على العقل البرجوازي و النظام الراسمالي، لم نر من السكان الاصليين اما اختفوا في غياهب الغابات او انقرضوا بعد دمجهم بقوة بالمهاجرين و عاشوا لعشرات السنين تحت ضيم التفرقة العنصرية، و منهم ما زالوا مبتعدين عن المدنية والحضارة .
ان كنا نعرف الحرية على انها التفكير و السلوك و التعامل المفيد بالانسانية ضمن حدود، فانها ربما تحتاج الى تبعات توضح ماهو التعدي على حدود الاخر و من يحددها و اين مكمن الحرية في العقل و التعامل مع الحياة . اليس مصلحة و سعادة الانسان هو الاهم و المبتغى في الحياة، ام الحرية كاسم دون التطبيق على الارض بما تهدف اليه هو الاهم لدى هذه الانظمة العبثية في مضمونها و مصلحية في تطبيقاتها و لم تنفذ مضمون الحرية باية مقياس او معيار معبّر للحرية لمصلحة الانسان بشكل عام .
فان الحرية و القوة يمكن ان تختلفان من شخصية او بلد او كيان او مكون لاخر، نتيجة وجود خصائص خاصة بكل منهم تختلف من حيث المحتوى و تراكمات و متوارثات التاريخ و المعنى مختلف من مكان لاخر او من حامل و متمتع بهما من شخص لاخر . اي قوة دولة اوربية في مدى ديموقراطيتها و نتاجاتها و استثماراتها و صناعاتها، و فوق كل ذلك مستوى معيشة الشعب او الفرد، و الدخل او ايراد الفرد، و مدى سعادته في الحياة .
ان كانت امريكا تتشدق باحترامها للحرية كرمزها في الحياة، و اهتمامها بالحرية كهدف، الا انها يمكن ان تعنت على انها بنت هذه الحرية الخاصة بها على دماء السكان الاصليين من جهة وعلى حساب مصالح الاخرين خارج حدودها و داخلها من جهة اخرى . لانها لا يمكن ان تعيش بنظامها المعتمد، الا على حساب مصالح الاخرين و امنياتهم و انسانيتهم ، فان كان النظام الراسمالي لا يقيم الا على خراب الاخر و الفروقات الشاسعة بين حياة ومعيشة الناس والشعوب، سواء داخل البلدان هذه ام فيما بين البلدان، فان نهاية هذا النظام محتومة في المدى البعيد دون اي شرط . لذا ليس بالمكان ان يكون كل حر قويا و لا عكسه ايضا، لانه سيخسر في النهاية بهذا المحتوى المجوف للنظام الذي يستند عليه و خاصة في العالم الراسمالي .
من جانب اخر، ليس بشرط ان يكون القوي حرا دائما ايضا، فهناك من الاشخاص و القوى و الدول الدكتاتورية قوية و دون ان تتسم باية ذرة من الحرية، و هناك منهم حر دون ان يتسموا باية نسبة من القوة، اي لا يمكن اقتران القوة بالحرية اوالعكس في كل مكان و زمان . فالحرية حرية و القوة قوة بذاتها لا يمكن ان تدفع احداهما الاخرى او تبني على الاخرى فقط، بينما الحرية الحقيقية يمكن ان تولد القوة ايضا في جانب اخر . و هذا عكس ما تدعيه امريكا لانها تروج لنظامها فيما تنشره في العالم و ليس بشرط ان تكون صادقة في ادعائاتها، بما فيها من التضليل لاهداف خاصة بها فقط .
نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست