هل التحالف الاسلامي مع اسرائيل ام ضده ؟
Thursday, 24/12/2015, 19:03
يبدو ان السعودية قد عزمت الامر حول تحالف جديد بعد ان ياست من التحالف القديم ، والجميع على اطلاع على من حالو من بعيد او قريب عرقلة انبثاقها كقوة مستقلة، و ما عرقلت طريقها او عدم تحقيق ما ارادتها من قبل كل من امريكا و تركيا و هما المشاركان بداية فيه كما نعلم . اليوم بعد ان ايقنت السعوية من ما يجري من وراء التحالف و الحركات الجديدة و بعد دخول روسيا المباشر و موقف امريكا و الدول الاخرى منها، غيرت السعودية من مسارها و ادارت وجهتها نحو تركيا، و تسارعت تركيا الى الانضمام بالسرعة القياسية بعد ان ادركت مدى موقفها الضعيف فيما يجري في المنطقة، املة ان تعوض ما خسرتها من حركة اردوغان البهلوانية الجنوينة لكي تكون لها اليد القوية في تحديد امر المنطقة اكثر من ايران ، الا انها لا يمكن ان تنجح فيما تبغيه . وان المملكة السعودية الان تتنافس و معها تركيا من اجل استقطاب اكثر عدد من الدول الاسلامية و لتنافس ايران او تقف بالمرصاد لكل حركة من المحور الاخر مهما كانت توجهها، وهذا رفع الحد الفاصل النهائي بين المحورين بحيث انهى احتمال التعاون مع البعض والتعامل فيما بينهما في تحقيق اهدجاف مشتركة . السعودية استغلت الحراك الجديد بعد اسقاط تركيا الطائرة الروسية، و ما شهدته المعادلات من التغييرات الجذرية و صعوبة موقف تركيا و خضوعها لامور كثيرة كانت تنكرها من قبل او تقف بعيدة عتها، نتجية اغترارها و نظرتها الاستعلائية الى ما يجري باعتبارها تنظر من موقع القيادة و ليس طرفا فقط في كل حلف او معاهدة او اتفاقية او تحالف ينبثق في المنطقة، لا بل اصرت من قبل على فرض شروطها، و هي تريد ان تنفذ اهداف استراتيجية ذاتية من خلال ما يدخل في عمل التحالف، لذلك انسحبت من الكثير منها بعدما تاكدت بانها لن تكون الاطراف الاخرى الموجودة صيدا سهلا لتحقيق مغامراتها البهلوانية، نتيجة الدوافع الشخصية الذاتية المبنية على النرجسية الاردوغانية .
و اخيرا خضعت تركيا للامر الواقع و عادت الى ما كانت عليه مخذولا مذموما مخضوعا، و محققا لمتطلبات اسرائيل بكل رحابة صدر رئيسها الذي تباهى بنفسه و مثّل كثيرا، و كل ما كان يقصده اردوغان من قبل هو بناء شعبية و ان كانت زائفة في العالم الاسلامي، ويخدعهم على انه الرئيس الذي يمكن ان يقف ضد عدوهم الكلاسكي اسرائيل و ما يدور فيما بين تركيا واسرائيل ليس ضد المسلمين، و ما يدور في المنطقة ليس الا من فعل اسرائيل لوحدها . و بعدما ضعف موقف تركيا و تنازل بشكل اصبح واضحا بانها تخضع لكل شيء و هي ما تبين مدى عزلتها و ضعفها امام اسرائيل الذي قتل من رجاله الكثيرين دون ان يهتم بموقفها و ما يمكن ان تفعله، فانه وافق حتى على طرد قادة حركة حماس ومن ادعى بانه يحميهم في بلاده، و لن يكون محررهم كما شغل اعلامه بهم . الم يذكر العرب وا لمسلمون كيف ارتفع رصيد اردوغان من تلك الحركة التمثيلية المجوفة البائسة امام بيريز، و لم يكن ورائها الا تضليل الناس فقط . فاليوم تبين ما كنا نقوله و نعلنه في حينه، ان هذا ليس من اجل عيون فلسطين و لا حماس و انما من اجل بيان ما تضمره الذات الاناني فقط ومن اجل تضليل المسملين العاطفيين .
اليوم و بهذه الظروف التي تحيط بالمنطقة و ما وقعت فيها تركيا و خضعت للامر الواقع، لا يمكن ان تتعامل مع ما يجري كما كانت، فانها سوف تعلم مكانتها و ثقلها في المعادلات . فعليه استغلتها السعودية و معها قطر من اجل انبثاق تحالف اسلامي و معهم دول تابعة لا يوجد فيهم الا الصغار المنعزلين او اصحاب اثقال غير موزونة او بالاحرى خفيفة بالشكل لا يمكن ان يحسبوا رقما، و ما التضخيم من السعودية الا من اجل استفزاز ايران و حثها على التحرك من اجل التنازل لتحقيق امور خاصة بهم في سورية و المنطقة فقط . و لم يكن الموقف من الحزب العمال الكوردساتي و الاتحاد الديموقراطي الكوردي الا لترضية تركيا من جهة و ضد ايران من جهة اخرى .
و عليه ان التحالف ليس الا مساعدة سخية من قبل من يضمن لاسرائيل مساحة اوسع في اراحة بالها، وعدم الاكتراث بما يجري بل ضمان ما يقع مستقبلا الا لصالحها، و ماتصنعه ايديهم لم يقف حجر عثرة في مستقبلها، على العكس من تحالف ايران ومن معها على الاقل ظاهريا . و تريد السعودية من خلال هذا التحالف بعد التحالف القديم الفاشل و ما تتلقاه من الضربات في اليمن، ان تبين قوتها غير الحقيقية المعتمدة على الاخرين، و استغلت تركيا مطية في اول لحظة ضعفها بعد موقف روسيا منها . و اجبرتها على الانضمام الى التحالف ضد ايران بعد ان كانت تتحفظ كثيرا، بعدما انسحبت من التحالف السعودي الامريكي القديم بشكل تدريجي .
و من الصراع الدائر في سوريا لا يمكن ان نعتقد بان هذا التحالف يكون له دور رئيسي فعال في التغيير المنتظر، الا انه عامل حاسم في اعلاء يد اسرائيل من خلال التنسيقات التركية والقطرية معها، في كل امرمن جهة، و التنسيق الروسي الاسرائيلي من جهة اخرى . و بهذا نتاكد بان اسرائيل تتدخل و تدافع عن نفسها و تعلي من شانها و ثقلها و تقف ضد من يعاديها بتدخلاتها السرية، و بما تدفع الى تاسيس تحالفات متناقضة فيما بينها من اجل الاحتكاكت و التضارب المستقبلي من اجل مصلحتها فق، و هي بعدما كانت تقف سيدة نفسها من بعيد، بينما هي الان سيدة المنطقة دون منازع .
نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست