کتێبی بیرەوەرییەکانی کاپیتان موحەمەد مەولودییان بە دەنگ گوێی لێبگرە (کوردبوون)


التعتيم الاعلامي على ما يحدث في كوردستان الشمالية

Sunday, 20/12/2015, 0:30


ما يحدث في كوردستان الشمالية في هذه الاونة، نتيجة طبيعية لما اسفرت عنه الاحتكاكات و المصادمات السياسية الداخلية و الخارجية لتركيا، و ما اقدم عليه اردوغان بخطوات متهورة و تراجعه عن ادعائاته السابقة حول حل القضية الكوردية التي لم يسمها يوما بمسمياتها الصحيحة الحقيقية . و من جانب اخر، عدم نجاحه في شعاره و هو  تصفير المشكال مع المحيط التركي، من الدول التي انقسمت اليوم على المحورين المنبثقين بقوة حديثا، و فشلت فيما نوت من التقدم نحو في سوريا و المنطقة  فشلا ذريعا، و به اضاعت على نفسها الهدفين؛ اي الدخول في الاتحاد الاوربي و ما ياست منها، و الالتفات الى ما لديها في الشرق الاوسط  من اعادة امجادها العثمانية في الوقت ذاته ، و لكنها بدات بداية فاشلة و انغمست في وحل اصطدامها مع الواقع غير المهيء لتحركاتها.
ما يكتمه الاعلام عما يجري في كوردستان الشمالية ليس بفعل ضغوطات داخلية تركية فقط بقدر ما تفرضه متطلبات مسار السياسة في المنطقة و المعادلات الجارية في هذه المرحلة من الصراعات المختلفة التي تفرض الدقة في التعامل مع اي حدث في اي بلد بشكل خاص و المنطقة بشكل عام . هذا من الناحية الموضوعية لما تخص منطقة الشرق الاوسط مابعد الثورات العربية بشكل عام . اما وضع الاعلام العالمي و ما هو مرتبط بمصالح القوى الكبرى، و الدول الداعمة له، و تاثيرات المال الاعلامي كما يقال مماثلا للمال السياسي فوق كل المؤثرات الاخرى.
مهما قلنا فان العلل التي تعاني منها تركيا لا تدع الدول الاوربية ان تفكر في تقبل سياساتها، و عليها ان تتاكد بانها لا يمكن ان تكون احد اعضائه في المستقبل القريب، و ما تخبطت به في الشرق الاوسط زادت عليها المحنة و عمقت من مشاكلها، و فقدت الثقة بها، فانها تريد ان تخرج منها باختلاق قصص و الفات النظر عن المسائل الاساسية التي وصلت في الغوص فيها لحد عنقها و تريد خنقها . فتمادت على الاعلام الداخلي لها و زجت الكثيرين من الاعلاميين في غياهب السجون، مجرد لطرح راي او مقال او كما هو الخبر على حقيقته دون رتوش كما تريد هي، ولاخفاء ما يدور في خلد قادتها . فانها تريد في هذه المرحلة بالذات اعلاما غير حر تابعا للسلطة،  و ان كانت اهليا غير حكوميا.
لو تكلمنا ما يجري في الجانب الداخلي التركي، لما تقدم عليه تركيا من احداث الفوضى لها اسباب و عوامل داخلية و خارجية، فالداخلية منها؛ كما نعلم ما تسير عليه منذ الانتخابات ما قبل الاخيرة و ما حاولته و اصرت عليه هو حصول حزب السلطة  على الاكثرية المطلقة من اجل فرض السلطنة و الحكم الاردوغاني  الجديدو ما يسلكه اردوغان المسار في العصر الجديد، و لم ينجح بدرجة يمكن ان تؤمن نجاح خطواته نحو هذا الهدف المصيري الحزبي الشخصي قبل الوطني . فتركيا اصبحت بين رفض الاعلام الحر و الضغط عليه محاولة تراجعه عن عمله الذي كان له اعتبار يحسب له من قبل الى درجة معقولة  . اما اليوم عن طريق الترهيب و الترغيب اثرت تركيا عليه و تراجع عن موقعه كاعلام حقيقي يؤدي دوره الاساسي داخليا . هذه من ناحية، اما من ناحية اخرى، يريد اردوغان ان يخفف الضغط عليه، من نجاح الكورد في امرهم اكثر من قبل او كسابقة لا يمكن ان يهضمه الفكر الاردوغاني نتيجة، ما يعتمده من درجة منخفضة من ايمانه بالديموقراطية و متطلباتها . و هو لم يفرق عن الاتاتورك سياسة و تطبيقا باسم الاسلام، وعليه يريد التماطل لتمرير المرحلة و هي ليست لصالحه . و ما يريده اردوغان هو الاعلام التابع و المحقق لمرامه و ما يبتغيه من ترسيخ ارضية لفرض سلطنته، و هو امر مكشوف . و هذا ما جعل الاعلام ان يكون غير حرا، و الحرية بكاملها  في خطر، و كل ما يصدر من تركيا مثير للريبة و الشك، بما يحتمل ان يكون قائدها محنثا للعهود و ضاربا للحرية والديموقراطية عرض الحائط، و مستغلا ثغرات القوانين و الدستور لصالحه، كما فعل في اعادة الانتخابات البرلمانية و بشكل اصبح ما يريده مضمونا بعد ثلاثة اشهر فقط و احدث تغييرا عجيبا في ميل المصوتين، و هذا من ما يستغرب له المتابعون .
التحالفات التي دخلت تركيا فيها و ترددت، و منها ما ارادت رئاستها و لم تنجح و سحبت، و منها وقفت ضدها لوجود اهداف خاصة بها لا يمكن ضمانها من خلالها . و اخيرا و بعد ان تيقنت بانها لا يمكن ان تقدم بخطوة ولو صغيرة في سوريا بعد مجيء روسيا مياشرة، ادارت وجهها و تشبثت بامريكا و هي صاغرة، و لكن لم تفعله ما فعلته في الوقت المناسب جدا، لان امريكا لم تنس مواقفها المسبقة و كيف صعبت عليها تحقيق اهدافها في المنطقة من قبل . فاردوغان اليوم محصور بين مضايقتين خارجية في المنطقة و داخلية وما اصاب نفسه به، وهو تراجعه عن الحل السلمي للقضية الكرودية في كوردستان الشمالية، وما وعد بامور لا تدخل في هذا الجانب وبه ازداد من اصواته من خلال المتطرفين المتعصبين الذين تركوا حزب القومي التركي المتطرف تصويتا و ادلوا به لحزب العدالة و التنمية، و به ازدادات اصواتها خلال هذه المدة القصيرة جدا . الوضع غير المستقر للمنطقة و استغلال تركيا للمرحلة الحالية، مستغلة لما يمكن ان تستفيد منها لاهدافها الاستراتيجية، و محاولة تصدير مشاكلها الداخلية اليها من اجل الفات الانظار الى ما هو غير المهم لازاحة المضايقات على سلطة اردوغان، و كما نرى من خلال تلك الارضية التي مهدتها تركيا اصبحت في واقع استبقت في علمية عسكرية في كوردستان الشمالية ، سواء خوفا من الاتي او لتسبق حزب العمال الكرودستاني في مبادرته المحتملة في نوروز هذه السنة من خلق حالة يزيد بها الضغوطات على السلطة التركية.
اذا، ما تسير عليه تركيا من الناحية الاعلامية هو التكتيم و التعتيم بكل معنى الكلمة، و زج المعارضين الاعلاميين في مسار الفوضى، و هي تضع في الاولوية منع ما  يمكن ان يخرق ما تفرضه و تخطط له، و كما راينا من المداهمات و غلق الصحف و المواقع و ما تخبطت فيه من هذه الناحية، و التي اُنتقدت عليه من قبل الدول الغربية بشكل لا يمكن ان نعتبره قويا، لانهم لم يدرعوها عن فعلتها بل تستمر لحد اللحظة، و لم تسمع العالم بسبب هذا التعتيم على ما تقدم عليه السلطة التركية،  والنظام التركي  يرتكب من الجرائم التي يندى له جبين السلطة التركية و اردوغان وحلفائه قبل غيرهم . السؤال الذي يراد الجواب الملائم له، لماذا الدول الغربية و في المنطقة توافقه او على الاقل لم تقترب من الحال الموجودة في كوردستان الشمالية، و لم يغطوا ما يجري في اعلامهم بما يستحقه، او بما موجود فيه على حقيقته بدرجة ولو قليلة على الاقل من ان يمكن ان يوصفوا بالاعلام الحر و ليس المستقل ايضا . انهم ايضا اسير المعادلات والدول التي لديها قضايا كبيرة شائكة في المنطقة، ولا تريد ان يضعف موقفها من ما يجري في سوريا والعراق، او ما يتصارع عليه المحوران في المنطقة، و هو الاهم له من القضية الكوردية في تركيا التي تعتبر فرعية مقارنة بما موجود، اي يمكن ان نشبهه بالوضع الكوردي والكوردستاني ما قبل سقوط الدكتاتورية العراقية و ثورات الربيع العربي، و لكن بتغييرات طفيفة . و لكن الواقع و الرقم او الثقل الذي يقع الكورد فيه بعد استبسالهم في محاربة داعش لم يفرض ما يمكن ان يبحث الدول المهتمة بقضيتهم في كورسدتان الشمالية بالقدر المطلوب، وبحال ما على الاقل طرحه في الاعلام كما هو، على الرغم من ادعاء الدول الكبرى باهمية الكورد و دوره في انهاء داعش و موقعه من المعادلات السياسية في المنطقة و ما يسيرون عليه  وفق مصالحهم . اي التعتيم لما يجري في كوردستان الشمالية هو لاسباب داخلية تفرضها الحكومة التركية، وخارجية تفرضها معادلات صراع المحاور في المنطقة مع اهمية تركيا من الناحية الاستراتيجية لللصراعات القادمة . فارجوا ان لا يكون الكورد ضحية التاريخ مرة اخرى.

نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست






کۆمێنت بنووسە