الهدف الغاء البعض لاكتساح المنطقة مستقبلا
Sunday, 13/12/2015, 3:11
لكل من ايران و تركيا مشروعهما المعلوم عنهما، انهما تريدان تقيٌد بعضهما للبعض في نهاية الامرعلى اقل تقدير، هذا ان لم تتمكنا من الغاء البعض او ابعاده عن المنطقة الحساسة التي تهمهما في المنطقة . يبدو ان امريكا تركت الصراع الدائر في المنطقة للواعيب الصغار بعد ان تاكدت منذ اتفاقية الطاقة النووية الايرانية ان اسرائيل امنة لا يمكن مد اية يد اليها، فيما و هي تسرح و تمرح و تراقب من بعيد ما يجري، و لا يمكن ان يشكل اي طرف خطرا عليها في المستقبل القريب، بعد ان ابتلي الجميع بالتعقيدات الكبيرة التي حصلت ما بعد ثورات الربيع العربي، و تركزت اخيرا التداخلات في سوريا دون ان تظهر اية نتيجة خلال الاربع سنين الماضية .
المحور الروسي الايراني العراقي السوري يقوى شانه و تتكثف امكانياته و يتدخل بشكل اوسع في تنفيذ مهامه و يثبت اركانه يوميا من جهة، و يُبعد عن طريقه المعرقلات الصغيرة التي تبرز هنا و هناك الى ان وصل الى ازاحة اكبر عائق، و هو تركيا، شيئا فشيئا كما يحصل من فشلها في شمال سوريا من جهة اخرى . و اليوم الضغوطات جارية على قدم و ساق لتحديد خطواتها، اي تركيا في العراق على الرغم من وجود حليف سهل تنفذ به ما تريد و ما تنوي و هو السيد مسعود البرزاني، مستغلة اقليم كوردستان و السلطة شبة المستقلة لتمرير نواياها الخطرة . السؤال هو، هل تلعب تركيا اللعبة جيدا و تستفيد من اخطائها كما تلعبها ايران بكل اتقان؟ هذا ما يمكن الكلام عنه باسهاب، اي عندما نرى ان ايران تجيد اللعبة الاقليمية جيدا، وهي تقدم على اية خطوة تريدها، و ان كانت غير قانونية بشكل لا يمكن ان يقع عليها اللوم، فانها تفعله و تمرر ما تريده دون ان يحس به احد، هذا ما يمكن ان نؤكده فيما تعمل عليه ايران في العراق و سوريا مستخدمة ولاء السلطات فيهما لها، و هي النقطة القوية للعبتها، بينما تركيا ليس لديها سلطة رسمية في ايثة دولة في المنتطقة لتعتمد عليها الا اقليم كوردستان، و هوايضا غير مستقل لحد الان لتنفذ جيدا ما تريده تركيا و قطر بعيدة عنها، وعليه لا تدخل اية خطوة تتخذها قانونيا و تخرج بها من الدائرة، و يكون الاعتراض عليها قانونيا و يمكن ان يسنده الجميع كما حدث من التدخل التركي الاخير في الموصل في هذه اللحظات الحساسة التي كانت تقدم علي مثل هذه الخطوات من قبل في اقليم كوردستان دون ان ينبس احد ببنت شفة ، و لم نر اعتراضا قويا كما نراه اليوم .انها مرحلة متنقلة للجميع و لكن تهم ايران وتركيا قبل غيرهما، لما تضمران من اهداف خفية، تحاول كل منهما بواسطتها ان تميل كفة الميزان اليها في مستقبل المنطقة و ما تقع عليه .
السياسة التركية العامة تسير بخطأ مستمر سواء نتيجة اعتمادها على تراكمات الاخطاء التي ارتكبتها في الماضي القريب ام نتيجة تهورات اردوغان و طموحه، او نتيجة الاستراتيجية الخاطئة التي تعتمد في علاقاتها الدبلوماسية مع دول العالم و المنظمات السياسية وفي مقدمتها الاخوان المسلمون، التي تعتبر نفسها راعيه دون ان تتمكن من ان تقدم له شيئا و اخرجوه من الباب في مصر، و ليس موقفها الا صادر عن ايديولوجيتها و فلسفتها التي تعتمدها من خلال حزب العدالة والتنمية .
النهضة او الهبة العراقية في وجه دخول القوات التركية القليلة نسبيا لحد الان، و قبل مجيء المزيد لو قورنت مع ما اقدمت من قبل الى اقليم كوردستان، تدل على ماوراء الموقف من الصراع الايراني التركي وليس من خاصية الحكومة العراقية النائمة منذ سقوط الدكتاتورية .
تركيا الان في وضع لا تُحسد عليه، انحصر في شمال تركيا تواجهت موقف قوي من البديل الذي اتخذه من قدومها الى شمال العراق، الوضع الاقتصادي الصعب نتيجة خطوات روسيا، علاقاتها السيئة مع الدول المؤثرة مثل مصر نتيجة موقفها من اخوان الموسلمين، علاقاتها الفاترة مع السعودية نتيجة تعمق علاقاتها مع قطر و ما تختلف عنها السعودية استراتيجيا، علاقاتها المتذبذبة مع امريكا و دول الغرب على العموم من ما تقدم عليه من التكتيكات، كي تؤثر عليهم نتيجة ابعادها عن باب الاتحاد الاوربي، كما فعلت من فتح ابوابها الحدودية امام اللاجئين لدخول اوربا و استفادت من حركتها هذه شيئا . كل ذلك تحدث لديها تخبطا لا يمكن الخروج منه بسلام في النهاية، و هذا كله لصالح خصمها و منافسها الاكبر و هي ايران .
من جانبها ايران دخلت بالقوة في تسيير سياساتها العامة في المنطقة بعد توقيع اتفاقيتها النووية مع امريكا و التحسن النسبي في وضعها الداخلي نسبة الى الماضي القريب، فانها من جانب اخر اقنعت روسيا على الدخول بقوة في سوريا سواء بتخطيط استراتيجي و عمل متقن و هدف مستقبلي تفيدها، او كانت روسيا هي المرتبصة لاقتناص مثل هذه الفرصة واتخدتها خطوة لاعادة مكانتها و امجادها حتى دوليا بعد سبات و انعكاف طويل نسبيا، لاسباب موضوعية و ذاتية داخلية خاصة بها . ايران التي وضعت حد لطموحها الواسع بحرب الثمان سنوات اعادت الكرة بسياسة عقلانية، و ما اتيحيت لها الفرصة بعد اسقاط خصمها الاكبر الدكتاتور العراقي و تدخلت بشكل كما كانت تنتظر بلهفة هذه الفرصة منذ ثورتها التي سيطر عليها الاسلام السياسي . فهي لا تريد ان تقف عن حد في هذه المرحلة و ان تبق متوازيا مع القوة المنافسة لها تاريخيا و هي النزعة العثمانية الجديدة بثوب اخر، . انها الان في طور تقدمت واحتلت مكانة ربما تجاوزت تركيا ماقبل سقوط النظام العراقي . و هي الان تتقدم بخطى واسعة وتريد ان تنشر فلسفتها و مبادئها المذهبية، و تزيد من هيمنتها من خلال التعصب المذهبي التي تديره بعقلانية و حكمة .
اليوم و نحن بين قوتين مستاويتين تقريبا، و باعتلاء شان ايران لحد ما، فانهما تريدان و تخططان لالغاء الاخر او تقليل من شانه لحد يمكن لاحداها ان تفرض ما تريد فرضه من كافة النواحي لمرحلة
نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست