البرزاني يقامر على حساب الشعب الكوردي
Thursday, 10/12/2015, 9:02
من يدقق في كيفية تعامل الحزب الديموقراطي الكوردستاني و رئيسه البرزاني مع القضية الكوردية و الطريقة التي يتخذها مسارا في مسايرته للمستجدات الداخلية و الخارجية، و قرائته للوقائع بالشكل وا لخلفية التي يحملها، سوف يعلم ما يهتم بها و ما الاهداف العامة التي يتخذها من الاولويات و المعتقد بانها لا تكون لصالح الشعب الكوردي، كما مررنا كثيرا من التجارب التي تؤكد لنا هذا الراي.
الحرب الداخلية في كوردستان برزت و بينت عقلية و نوايا الاطراف و طريقة تفكيرهم و نظرتهم الى الشعب الكوردستاني و تضحياته و احلامه . ان البرزاني التجا في نهاية الامر، اي بعد ان حُصر في زاوية ضيقة الى الد اعداء الشعب الكوردستاني و هو النظام البعثي و استنجد بقواته و احتلبها اربيل و لم يخجل من نفسه ولو لحظة، و لحد اليوم لم يعتذر من الشعب الكوردستاني و القوى التي تضررت من دخول الجيش العراقي الى برلمان كوردستان على ما اصابهم في حينه . اضافة الى المساعدات المتعددة الجوانب من قبل تركيا التي رجحت كفته في قتاله مع الاتحاد الوطني الكوردستاني و كيف تنازل له و نفذ كل ما يؤتمر به من محارةب الحزب العمال الكرودستاني لحد مقاتلته .
بعد اكثر من عقدين من تحرر اقليم كوردستان فان الوضع افضل من ايامه الجاف ابان الحكومات العراقية، بشكل ما رغم النقص من كافة النواحي و ما اصيب به و الازمات المتكررة و عدم الاستقرار ، الا ان الواقع تغير بشكل جذري بعد سقوط النظام العراقي السابق، و اصبحت الطريق واسعة و الفرصة سانحة للقوى الكوردستانية في تحقيق اهدافهم وشعاراتهم، الا ان الصراع العلني والخفي بين الطرفين الرئيسين، و منافستهم و نزاعاتهم التي لم تنقطع، اثرت بشكل كبير على مسيرة نضال الشعب الكوردي . انقسم الحزبان المتنفذان على المحورين و قسموا اقليم كوردستان على الارض الى قسمين لحد الساعة ر غم وجود حكومة واحدة و برلمان موحد .
اليوم و بعد المعادلات المستجدة نتيجة ما حدثت في سوريا منذ سنين، و التغيير المفاجيء بعد دخول روسيا الخط بشكل اكثر و اقوى، فان تسارع الاحداث اصبح بشكل لا يمكن قراءة نتائجه بسهولة . و بعد اسقاط الطائرة الروسية و الارهاب الذي ضرب باريس و تدخل دول الغرب بشكل مكثف في المنطقة، فان التوجهات لم تبق على حالها من كافة الجوانب .
لقد ياست تركيا من فرض المنطقة العازلة في شمال سوريا، و تحركت بعد اسقاطها الطائرة الروسية و لا يمكن ان نعتقد بانها تتمكن من تحقيق ما اتفقت مع امريكا حوله، و بعد ان ركزت روسيا على قصف المناطق التي تتواجد فيها القوى التي كانت تركيا تعتبرها من استراتيجيتها المستقبلية في التعاون معهم او دعمهم . و كتكتيك يومي سريع لبناء موقع لها لتتخذ موقفا استراتيجيا، اتخذت تركيا خطوة مفاجئة من دخول قواتها بشكل اكبر من قبل و ما كان موجودا في اقليم كروستان و الان في منطقة الموصل، و كما اعلنت تركيا بعد اتفاق ضمني مع البرزاني، كما هو مستمر عليه منذ الحرب الداخلية الكوردستانية، و بغض الطرف من قبل امريكا و انفعال ايران و ازدياد ضغوطاتها على الحكومة العراقية للرد على تركيا، و التي اتخذت موقفا غير مسبوق اتجاه ما يحدث . و التحركات التركية التي وصلت الى ما يمكن ان نقول انها تريد ان تعوض عما خسرتها في سوريا جائت بعد عودة البرزاني من السعودية، و المعلوم عن المحور الذي يضم تركيا و القطر و امريكا، و السعودية بثقل اخف .
ان قرانا واقع كوردستان بعد هذه الخطوة من قبل البرزاني، و التي تعتبر مغامرة له و مقامرة بمقدرات الشعب و مستقبله و تضحياته، و هي غير مضمونة النتيجة، اي لا يمكن ان نجزم قاطعا في النتيجة التي تقع بعد التحركات التي تحدث في المستقبل القريب في المنطقة، و بالاخص ما يجاور اقليم كوردستان و سوريا ايضا . و عليه، لا يمكن ان نعتقد بان البرازتي قد يخرج منها سالما ان لم يكن قد حسب الاحتمالات النهائية، و لا اعتقد ان يفعله لانه لم يحسبها من قبل باي نسبة كانت، و الدليل؛ رغم تحالفه القوي مع تركيا، الا انها لم تحرك ساكنا عند توجه داعش نحو كوردستان، هذا ان لم تكن تركيا هي من دفعت داعش بشكل مباشر كان او غير مباشر نحو كوردستان، لتحقيق ما عملت عليه من قبل و لم تتمكن من تحقيقه، و تنوي ان تضرب به العصفورين بحجر واحد . اطاحة باقليم كورسدتانو تجربته و اعادة الوضع الى ماكان عليه، ليؤثر هذا على القوى الاخرى في كوردستان تركيا و لكتم انفساهم من جهة، و لتكون هي لاعبا اساسيا في رسم المنطقة بعدما اخطات بداية و هي لم تشارك في حرب تحرير العراق من جهة ثانية .
اي، ان السيد البرزاني و بمغامراته غير المضمونة قد وضع الشعب الكوردي على حافة النتائج المخيبة في الاحتمالات الخطرة المنتظرة في المنطقة، و لا يمكن ان لا نخشى شرا منتظرا كاحد الاحتمالات من جراء التغييرات، و ما يحدث من افرازات للتحركات القوية من قبل القوى الكبرى في المنطقة . فان مغامرة البرزاني ان كانت بدوافع حل المأزق الداخلية التي وقع فيها نتيجة الازمة الاقتصادية والسياسية، ام من خلال سياساته المشكوكة في تحالفه مع تركيا و دول الخليج دون ضمان يُذكر لما يؤول اليه الوضع، فهو مقامرة كبيرة على حساب الشعب الكوردي و تطلعاته .
نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست