ما تريده السعودية للعراق و ما تفضله ايران
Saturday, 05/12/2015, 20:51
من المؤكد ان العراق لا يمكن ان يعود الى ما كان عليه في المستقبل القريب وفق ابسط تقييم او تحليل لوضعه و ما وصل اليه، و هذا ما يؤكده الجميع، و المتابعون متفرغون منه . لقد تعقدت حال العراق، و لم يبق منفذ الا و حاول المخلصون المرور منه لاصلاح امره، رغم قلتهم و لم ينجحوا في تصحيح مساره، و الاكثرية كانت متهفاتة على مصالحها الضيقة و عرقلت المصلحين في تحقيق اهدافهم .
ان ابتعدنا عن العوامل الداخلية لوقوع العراق في المستنقع دون امكان خروجه، و تكلمنا هنا عن التدخلات الخارجية، فاننا لا يمكن ان نعبر بسهولة عن اهداف و استراتيجات دول عدة و منها السعودية و تركيا من جهة و كل حسب اولوياتها المختلفة عن البعض و ايران من جهة ثانية و فق اولياتها ايضا . كما شاهدنا منذ عقد انه، اختلفت استراتيجيات كل دولة من مرحلة لاخرى، و اثبتت على ما هي عليه من نظرتهم و توجهاتهم و تحريض و حث الموالين لهم في سياساتهم و خطواتهم . فان المحورين الرئيسين لهما اهداف و توجهات تتقاطع مع البعض، سواء من ناحية فلسفة و منهج النظام الذي يمكن ان يتجسد في العراق مستقبلا او تجاه وحدته و سيادته او تجزئته على ما يكون افضل لدى اي منهم ليس حبا بمكوناته بقدر مصلحتهم الخاصة و تنفيذ استراتيجيتهم الخاصة في المنطقة شاملة .
بعد السقوط لم يندفع المكون السني بشكل قوي للاشتراك في السلطة و العملية السياسية بشكل عام باية طريقة كانت، لما تفاجئوا به وصدموا من عدم توقعهم او تصديقهم بان يكونوا هم في المرتبة الثانية من السلطة التنفيذية في العراق، و توقعوا ان تُعاد اليهم السلطة، آملين في منع الاخرين في مسيرتهم و هذا ما دفعهم اليه الكثير من الجهات الخارجية دون علم منهم او لغرض ما، فاستفاد منها المكون الشيعي بدرجة اولى وا لكورد بدرجة ثانية، فسيطروا على السلطة و تاخرت السنة الى ان اندفعت متاخرا في الاشتراك في العملية السياسية و حدث ما حدث . فساندهم في ذلك الكثير من الدول، و لكن بشكل منه خاطيء بحيث اتخذوا العنف وسيلة لدعمهم في سبيل فرض الاجندات من خلال عدم الاستقرار و الاعتراض بكل السبل و منها العمليات الارهابية، الا انهم لم ينجحوا و ازداداوا الطين بلة على نفسهم. الى ان وصلت الارهاب الى حده الذي لا يُطاق و اصيبوا هم ايضا بشرارته، و تراجع المكون السني عن توجهاتهم و بدئوا يعيدون النظر في خطواتهم و اكتفوا بامكان ادارة مناطقهم دون العراق اخيرا، واليوم يفضلون الفدرالية المناطقية و ادارة الذات، بعدما تيقنوا بان السلطة العراقية لا يمكن ان تعود اليهم باي شكل كان، و اثبت ذلك في الدستور العراقي و لا يمكن تعديله بشكل يكون لصالح المكون السني دون الاخرين كما جاء في بنوده .
اما المكون الشيعي بعدما استولى على السلطة فانه مرتاح في اراضيهم من حيث بعده عن الارهاب، و يريد ان تكون المناطق الاخرى حاجبا لهم و لعدم وصول الارهاب الى مناطقهم،و هم لا يقبلون بالفدرالية في قرارة انفسهم، لانها قد تؤطر سلطتهم او تحدد من مساحة حكمهم و هم يطمحون اكثر من الموجود . و هذا ما تؤيده ايران و ان حوصرت في زاوية في مراحل ما، يمكن ان تفضل الفدرالية الباهتة غير الحقيقية ان تمكنت من ذلك، و لكن بتطبيقها لا يمكن ان تكون ناقصة وفق الدستور النافذ .
و من خلال تلك التوجهات لا يمكن ان نعتقد بان هدف تركيا مماثلة للسعودية لما لها راي وموقف من الكورد، و تاثيرات وضعه على اوضاع تركيا الداخلية، فانها لا تريد ان تتطور السلطة في اقليم كوردستان اكثر من الفدرالية المرتبطة بالمركز ليس حبا بالدولة العراقية ايضا وانما لبقاء العراق دولة موحدة و يكون الكورد من ضمنه ليتوخى ما يمكن ان ينقل اليها في اي وقت كان .
اليوم و بعد التغييرات الجذرية التي حصلت في سوريا و المعادلات التي تفرض امورا ليس بيد دول المنطقة من حيلة الا قبولها اخيرا، و هي الهشاشة التي وصلت اليها الدولة السورية التي لا يمكن ان نعتقد بعودتها الى ما كانت عليه، كالعراق ايضا او اسوا، و انها اقل ما يمكن ان تصل الى حالة الفدرالية كحل وسط كما هو حال العراق، و عليه هناك تفضل ايران عكس ما تفضله سعوديا ايضا في العراق . اي الوحدة و السيادة كحجة حاضرة لما تفضله استراتيجية هاتين الدولتين تدعيانها في اية دولة تكون لصالحهما، و الا انهما لا تمانعان على حتى تقسيم البلد ان كان لا يعارض موقفهما و اهدافهما في المنطقة، و هما على العكس من البعض دائما، مع ما يمكن ان تكون تركيا في حال الوسط بينهما لما لها خصوصية و نظرة مصلحية خاصة بها تجاه الكورد التي تدعها مختلفة الخطى عن ايران و السعوية ايضا في بعض خطواتهما .
اذا، دعوة ايران او السعودية لاي من هاتين الدولتين سوريا و العراق سواء الاصرار على وحدة الاراضي و الحفاظ على سيادتهما كما تدعيان او محاولة تجزئتهما سرا، نابعة من مدى توافق المطلوب مع نظرتهما للبلدين و مستقبلهما من منظور ما يفدهما و مستقبل بلدهما، وهذا من حقهما بعدما وصل البلدان لهذا المستوى من كافة النواحي . و المؤكد ان هدف ايران و السعودية معاكسة للبعض في كل من العراق و سوريا لاختلاف واقع البلدين و ما يجري فيهما و ما ينتظر لهما مستقبلا ايضا ، و عليه تلعب كل دول من هاتين الدولتين بكل الحاح على ان يقع اي من هذين البلدين العراق و سوريا على واقع لا يخلخل ثقل هاتين الدولتين المتابعتين و الملمتين بامور المنطقة من المحورين الموجودين و ان لا يضر باستراتيجيتهما و توازنهما . ايران تريد دولة العراق الى حد ان يكون مستقرا كيفما كان نظامه، ال انها تريد تجسيد فلسفتها و منهجها من خلال الموالين مستندة على النهج الشيعي و على العكس من السعودية تماما . كما تريد السعودية و تؤكده و تلح عليه و باصرار في سوريا لانهما تعتمدان في قرارة نفسهما على نسبة السكان و المكونات في البلدين، و ما يصلا اليه مستقبلا لا يمكن ان لا يُحسب لهذا العامل الحاسم، مهما كانت سلطة اي مكون في كل منهما، فلا يمكن ان تستمر حكم الاقلية على حساب الاكثرية في اي بلد في المنطقة بعد هذا الوضع الذي نراه .
نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست