ارجوا ان اكون مخطئا
Saturday, 25/07/2015, 20:36
منذ بروز داعش في هذه المنطقة و ارتفع رصيد الكورد كاقوى مانع له و لتمدده، نتيجة لما يتمتع به الكورد و كما كان تاريخيا من البسالة و القوة العسكرية العفوية التي هي من خصلته و مسته البارزة منذ نعومة اظافره و ورثها ابا عن جد لعوامل متعددة ليس هنا موضع بحثها . و اعترف العالم بما قدمه الكورد من تضحيات ومقاومة شرسة لاعتى قوة و ايديولوجيا ظهرت الى العلن من قبل تنظيم و هو يحمل تاريخ اسلافه و افعالهم منذ اكثر من الف و اربعمئة عام .
كان دور الكورد مشهودا له كعامل مساعد و ليس رئيسي في المعادلات السياسية التي مرت نتيجة الصراعات المتعددة المختلفة بين المحاور التي تتنافس على اثبات الذات و التقدم بدور اكبر لضمان المستقبل لهم بعد طول التنافس و بداية لمرحلة جديدة تظهر في الافق و لكن الدور العسكري فرض نفسه عليه و استغله القوى الكبرى و الاقليمية بتفادي خسائر كانوا هم قبل غيرهم يتكبدوها . انهم جميعا برعوا في خداع الكورد على اعتقادهم بانهم الطرف الرئيسي ضمن الدول المتنافسة و القوى الكبرى لحد اليوم في المعادلات السياسية، و لكن اليوم ظهرت ملامح لما تكن و تحمل هذه القوى من الافكار و ما يعتمدون عليه في صراعاتهم في المنطقة على اساس المصالح الكبرى و ليس التفاصيل الصغيرة التي يقع فيها الكورد دون دراية منهم . على الرغم من حساب البعض من الملمين للكورد و خاصة في كوردستان الجنوبية على انهم عبروا مرحلة متقدمة في قضيتهم لا يمكن رجوعهم الى المربع الاول كما يعتقد المحللون الا ان احتمال العودة ليست صغيرة .
لقد قاومت تركيا كثيرا و استخدمت جميع اوراقها في صراعات المنطقة و بعضها عكس التيار لبقائها هي على صدارتها في قيادتها للمنطقة او تمكنها في اعادة امجادها ان امكن للتغلب على المحور الاخر، و استغلت كل الطرق الملتوية من استغلال داعش و القوى المتخلفة المعادية للانسانية في صراعاتها و مسيرتها السياسية و العسكرية، و بعدما تاثر داخلها نتيجة الانتخبات الاخيرة فيها اعتمدت تغيير الطريقة و توجهت الى اعادة النظر في تعاملها مع الواقع الموجود بالخنوع لامريكا من اجل اعادة التوازن اليها و استسلمت كليا لامرها و هي الان بصدد التعاون التام ومن دون شروط معها والخضوع لتعليماتها و مطالبها في صراعاتها في المنطقة والعالم و هي تعيد الاوراق بعدما ياست من تحقيق اهدافها الخاصة بعيدة عن امريكا و ضرورتها التي تفرض نفسها على حلفائها قبل اعدائها .
و منذ المكالمة القصيرة بين اوباما و اردوغان التي اعلنت تركيا و تكلمت عنها و كانها تنفست الصعداء بعد طول عناء و ادعت بانها مهمة و ناجحة فبينت على السطح مدى التوافق الذي فرض نفسه عليهما و الاحتياج المتبادل لبعضهما في امور المنطقة، و كما شاهدنا حدثت حركات مخابراتية هدفها التبرير لعمليات كبرى اتفق عليها الرئيسان و ليس القصف التركي على داعش و الحزب العمال الكوردستاني الا بداية لتطبيق نتائج تلك الاتفاقية التي حدثت بمكالمة هاتفية نتيجة نضوج عواملها . اليوم ارتفعت نسبة الاحتمال الذي تكلمنا من قبل عنه و هو تهميش الكورد لحد ما في المعادلة الجديدة بعد دخول تركيا الخط بشكل مباشر و مساند لخطط و برامج امريكا ، فانها دخلت نتيجة العوامل الكبيرة وهي اصبحت من الاطراف الاكثر تاثيرا للوصول الى نهاية اللعبة، و ها نرى دخول تركيا الخط ابعد الشك عن انخفاض دور الكورد في ما يحصل، مهما تبجحت امريكا في قول غير ذلك و هي تسير على تكرار دورها القديم الجديد و سياساتها الخبيثة المصلحية التي لا تعرف للعاطفة و الاخلاق شيء يُذكر .
و لنا ايضا ان نقول ان المرحلة التي وصل اليها الكورد في كوردستان الجنوبية بشكلها الحالي تمكٌنه ان يكون له تاثير مباشر على عدم افساح المجال للقوى ان تلعب بحرية على حساب مصالحه، و ليس اليوم بالامس بشكل مطلق و لا يمكن تنفيذ ما ياملون بسهولة، بشرط التعاون و اتحاد الداخل الكوردي و بحث القضايا بعقلانية بعيدا عن المصلحية الحزبية الشخصية الضيقة التي لا نرى الجانب الايجابي لهذه المرحلة ولو نسبة قليلة منه حتى اليوم . و عليه، لنا الحق ان نكون متشائمين في توقعنا فيما نصل اليه و ما يحصل لنا مستقبلا ان كنا بهذه الحال، و ارجوا ان اكون مخطئا فيما اذهب اليه لمستقبل الكورد في المنطقة و دوره في المعادلات و ما يمكن تهميشه في نهاية الامر، و اتمنى ان لا يخرج من المولد بدون حمص و يضيع الجهد و دماء التي سالت كما هو العادة في تاريخه، لخير غير امة متنفذة في المنطقة .
نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست