ماذا نتوقع للعراق في السنة الجديدة
Thursday, 03/01/2013, 12:00
بدءا، لا اعتقد اننا سنكون في عالم اخر او تغيير جذري واضح و ان تحمل السنة ربما مفاجئات لم يتوقعها احد، الا اننا بعد قراءة ما يحدث الان و ما هو عليه العراق من كافة جوانبه يدلنا على النقطة الهامة التي يمكن الوصول اليها نسبيا، و ان استبصرنا منطلقين من واقع الحال و الحسابات ربما لا نطمئن على ما نحن نتمناه، خصوصا و الانتخابات على الابواب و طالت ايدي المتدخلين من كافة الاتجاهات . الفرح من التغيير المحتمل الممكن حصوله لا يبشرنا بالخير تماما مهما كان . اسئلة تدور في الذهن و بحاجة لجواب و هي مصيرية و ان كانت عامة،هل نخرج من قوقعه الخرافات العديدة التي نتمسك بها و هي تصنع الحواجز و تغلق الابواب امام العمل الجيد في طريق تحقيق الاهداف الجميلة و تفرض التراوح و عدم التقدم المنشود للخروج من الازمات المتكررة و التخلف الذي نعيشه و الظلم الذي نتحمله دون وجه حق .
ان اضفنا ملح الفاؤل على تفكيرنا قليلا و تكلمنا بموضوعية بعيدا عن العاطفة و الانحياز كما هو عادة العراقيين جميعا، انها ستكون سنة و تمر كمثل تلك الايام الخوالي التي مر بها العراق بين ازمة و اخرى و ربما نشهد حوادث يفرضها الواقع الجديد للمنطقة و هي في طريقها اليه و مسار التغييرات التي تحصل بشكل شامل في هذه المنطقة و ما تفرزه الى العراق ليس بخير و ليس باحسن مما حصل منذ سقوط الدكتاتورية، و لكنه يؤثر عليه بنسبة كبيرة . اما حسابيا و وفق نتائج المعادلات و فيها طبعا نسبة من الخطا، فان الوقت و مايدور و الحال التي نحن فيها و مجموعة من العوامل المؤثرة من الناحية السياسية الثقافية الاقتصادية يفرض علينا بشكل ما ان نقول بان هذه السنة ربما تكون حاسما من جوانب معينة و ربما تظهر ملامح مستقبل العراق و توجهاته و رؤيته و يمكن ان تتوضح امور يمكن استبصارنهاية النفق فيه قليلا. ان العراقيين تالموا كثيرا و لكن نسبة معينة منهم تعلموا، الا ان التفاؤل الذي يمكن ان نبني عليه كلامنا مبني على الموروث الحضاري الثقافي بينما التشاؤم التي يصده محكم ومبني من الخرافات المعقدة التي لا يمكن فكها بسهولة و انعشت في لمحة بصر و سدت الطريق امام السير بشكل غير مسبوق .
السنة الجديدة و ان كانت من حيث مرور الايام و مسيرة الزمن مجرد حساب و عدد ليس الا، الا ان هذا العقد الكامل من التغيير بعد سقوط الدكتاتورية و ما جرى في العراق يفرض على الناس اتخاذ المواقف و لم يدع الباب مشرعة للحياد الخانق الذي يقتل في اكثر الاحيان ، لان الكثير من الامور التي تحصل ستدخل من النافذة التي تسند الى المعركة الاخلاقية التي تستند عليه المصلحيين المستغلين لحياد الذي ياخذه العراقيين للهروب من المشكلة، و هي في جوهرها امورسياسية مصلحية بحتة نابعة من الاعتقادات ربما الدخيلة و الشاذة من الثقافة العامة للمجتمع العراقي .
اما من يتحكم على زمام الاموراخيرا، فليس امامنا الا ان نقرا الجهات الموجودة و الوعي العاام للشعب و المتغيرات كي نختار الجواب و خصوصا نحن نعلم كيفية الانتماءات العديدة، و بعد ذلك يمكن ان نستدل لما تؤول اليه الحال و من يمكنه ان يدير العجلة السياسية في العراق بما يحمله المسيطر على الوضع من الافكار و العقائد و الاهواء و اكثرها غير ملائمة لانها مدفوعة من ما تفرضه المصالح المختلفة و من الماضي غير المستجد . لا يمكن الخروج كليا من ما نحن فيه في سنة واحدة فقط و انما محاولة عدم اغلاق الطريق امام الناس للتغير في السنوات المقبلة هو الهدف الاني، لان الازمات المتكررة المتراكمة لافرازاتها و ما احدثت من التغيير للتوجهات يمكن ان تفعل فعلتها استنادا على العاطفة المؤثرة على عقول العراقيين بجميع مشاربهم . اذن لا تغير جذريا بما يمكن ان يُفرح الناس كثيرا و انما لن تكون هذه السنة كمثيلاتها خلال هذا العقد المنصرم. و السنة خطوة بسيطة من مسار التاريخ و نخطوها نحو المستقبل و العراق لم يشهد افقه كغيره من الامم التي تخطط و تنفذ و تنجح في الوصول الى ما يريد .
نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست