المالكي بين ملذات الكرسي و نهاية عمره السياسي
Saturday, 05/07/2014, 12:00
لم يعد احد منا يتامل خيرا لما ياتي من الظروف او مما نقدم عليه بعد تشبث المالكي بمنصب رئاسة الوزراء، سواء كان الدافع ناجما عن ضغوطات نفسيته و نرجسيته الشخصية كعامل خاص، او مفروضا عليه من الداعمين الخارجيين كتحصيل حاصل للحفاظ على مصالحهم من خلال الشخص المدعوم كهيبة او تحدي في الصراع الدائر بين القوى الاقليمية و العالمية اي بين المحاور المستجدة في المنطقة .
دخلت العملية السياسية في المتاهات التي يمكن ان لا نرى الا مخرجا صغيرا في الافق البعيد لها، و ليس في القريب العاجل كما نرى، اصرار المالكي على بقاءه غير طبيعي، و حتى اشارته الى عدم قبوله باخر من كتلته او بمن يمكن ان يقترح ترشيحه هو لهذا المنصب لبقاء ماء الوجه، دليل على ان الامر خرج من يده، و لم يعد الشخص قادرا على السياسة والمناورة بنفسه، و حتى يمكن ان تحدد حركاته اليومية الخاصة من الداعمين او المتحالفين الخارجيين .
هذا من جهة، اما من جهة اخرى يعتقد المالكي بان عمره و عمله السياسي قد ينتهي بخروجه من الحلبة، و سوف يتقاعد عمليا، و لن يتمكن من تحقيق طموحاته الجامحة على كل المستويات السياسية الحزبية و في السلطة التنفيذية بعد الان و التي عمل و صارع من اجله كثيرا و بنى قاعدة متينة لتحقيقه خلال الثماني سنوات الماضية من حكمه .
يعتبر اليوم بالنسبة لحياته السياسي الفاصل التاريخياو مفرق الطرق الذي يحدد له الاحتمالين اما التوغل اكثر فيما نواه استراتيجيا او نهاية مرحلته بشكل كامل و مطلق، و احلال البديل و انعدام الرؤية لما يمكن ان يعود به، و لم يتراء له الافق المبين سياسيا . حاول ان يناور قليلا، مقترحا بانه هو من يرشح الشخص الذي يجب ان يعتلي كرسي رئاسة الوزراء من كتلته ليضمن عودته، و لكن عاد و انسحب عن موقفه، بعدما عرف اراء القريبين داخليا و خارجيا . فهو الان محتار بين مصالحه الخاصة و طلب محوره، و الذي يدخل العراق في مازق اعمق و اخطر من جهة و بين المصلحة العامة و ضميره و التهدئة و الدخول في مرحلة اخرى من جهة اخرى . فعليه ان يختار و هو محتار، اما التضحية بنفسه و طموحاته الشخصية و الحزبية بعيدا عن كل الادعاءات المثالية التي يطلقها في بياناته او ادخال البلاد في معمعات اخرى لا خروج منها الا بفوضى جارفة عارمة، و مرحلة طويلة من سورنة العراق و تصفية الحسابات الاقليمية و العالمية الخطرة فيه، و التي لا يتحمل وزرها الا الجهات المتصارعة القوية على الساحة السياسية العراقية و في مقدمتهم المالكي و كتلته قبل الاخرين، اما الخارجيين من حقهم و واجبهم الحفاظ على مصالحهم، و الضحية اولا و اخيرا هو الشعب العراقي بكل مكوناته .
ان اصرار المالكي على معاداة كوردستان منذ مدة افاده شعبيا و سياسيا من الجانب الاقليمي، و هذا ما ادخله في اتون الصراع او المحرقة التي لا اعتقد سيتمكن من النفوذ منها دون حرق جزء كبير جدا من بدنه السياسي الشخصي و الحزبي في هذه المرحلة .
لا اعتقد بانه لم يفكر في مصيره الان، انه بين نارين، و المطلوب من الجهات الاخرى ان يساعدوه للخروج من الازمة باقل الخسائر كي يخرج العراق ايضا من المازق .
اما بقاءه، بالنسبة الى القضية الكوردية له سلبياته و ايجابياته الاكثر، ربما يعادي طموحات الكورد لفترة معينة و ليس لديه الاوراق الكافية كي تمكنه من ابعاد او تهميش الدور الكوردي، لانه لم يقدر على تشكيل حكومة الاغلبية التي وعد، و الصراعات المتنوعة تبقى على حالها و خلال هذه المدة يمكن للكورد اللعب بكل ما لديهم من الاوراق . ان السيد المالكي لم يدع لنفسه الاصدقاء الا قليلا، من كافة المكونات و حتى من بني جلدته، و عليه لو عامل الكورد بعقلانية و روية الوضع فان المالكي الرجل الوحيد الذي يمكن ان يبقى ضعيفا و يمكن ان يخضع للامر الواقع و يعيد اوراقه و يراجع نفسه في هذا الجانب، و ان لم يفعل فانه ينتهي، و ليس في السياسة صداقة دائمة و انما مصلحة دائمة كما نعلم، و من مصلحته تطبيع العلاقة مع الكورد و ان يعيد احد اعمدة اصلاح و تثبيت الذات من هذا المنفذ، وما يفيد الكورد هو قدرتهم على ان يتمكنوا من التقدم خطوات اخرى في تحقيق مبتغاهم خلال المرحلة المقبلة، لحين تتمخض جيدا الارضية للوصول الى الهدف النهائي و الفرصة السانحة ستكون في الوقت المناسب . اما الصراع بين المكونين السني و الشيعي سيبقى على حاله او اكثر و ربما يشتد، و على ما يتنبا الكثيرون فان نظرية بايدن ستتحقق في الدورة ما بعد هذه لحكم العراق، فما نرى اما ثلاث اقاليم حقيقية في ظل حكم لامركزي حقيقي او انفصال المكونات و انبثاق ثلاث دول جديدة في المنطقة . و للماكلي الفضل في ذلك بشكل غير مباشر دون ان يعلم، و سياتي يوم في المستقبل القريب يشكره من يبتغي ان يتحقق هذا الهدف قبل غيره .
نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست