لماذا انكسر البيشمركة في سنجار ؟
Monday, 04/08/2014, 12:00
من يعرف تاريخ البيشمركة و صولاتهم و جولاتهم ايام الثورة الكوردية و كيف قاوموا الالوية و الفيالق المسلحة من جيش صدام الجرار، باسلحة بسيطة ، يشهد لهم شجاعتهم قليلة النظير في المنطقة و اشتهروا بالرجال الحديديين بما كانوا يمتلكون من القوة العقيدية، وسطروا بطولاتهم بالمقاومة البطولية لايمانهم المطلق بقضيتهم العادلة و اهدافهم الحقة وسجلوا تاريخا ناصعا بمدى استعدادهم التضحية من اجل حقوقهم السياسية و الانسانية .
على الرغم من عدم التكافؤ بين القوة العسكرية الدكتاتورية و قوات البيشمركة من كافة الجوانب، و منها الامكانيات العسكرية و اللوجستية و المادية المعيشية، الا ان الفرق في الايمان بالقضية جعل المعادلات دائما لصالح البيشمركة في اية معركة خاضوها، و سجلوا ملاحم عديدة يذكرها التاريخ .
اليوم و بعد تحرير كوردستان من دنس الدكتاتورية منذ اكثر من عقدين، اصبح البيشمركة قوة عسكرية نظامية و اختلطت و ترسبت فيها الكثير من الشوائب نتيجة الخلل الموجود في ادارته و الظروف التي تحكمه . عدا البيشمركة العتيدين، النسبة الكبيرة من البيشمركة اليوم لم يلتحق به الفرد الكوردستاني لكونه صاحب قضية و مؤمن بها و يضحي من اجل الدفاع عنها و يدافع عن مصيره و مستقبله، و يريد تحقيق الاهداف القومية و المصالح العليا للشعب، لا، اكثرهم التحقوا بقوات البيشمركة كي يعتاشون به و اتخذوه وظيفة لمعيشتهم و عوائلهم و من اجل رواتبهم الشهرية فقط .
و بما ان التاسيس و الادارة الذاتية لتركيبة الجيش فيها خلل واضح من حيث تكافؤ الفرص و الترفيع و الثواب و العقاب، و سيطرة المنسوبية و المحسوبية عليه في جميل المجالات مع التسليح السيء، اضافة الى سيطرة التحزب قبل الانتماء الى الوطن، و انتشار الصراع السياسي الحزبي و المناطقي، فان قوة البيشمركة لا يمكن مقارنتها مع ما كانت عليها اثناء الثورة الكوردستانية .
بالامس كانت العقيدة و الايمان بالقضية هي التي تحارب امام جيش دُفع الى ميدان المعركة دون رغبته و بقوة السلاح و الاعدامات، اليوم البيشمركة كجيش شبه نظامي و تشكيلة مختلفة الاطر و القاعدة و منبثقة عن قوة الاحزاب و هو يحارب قوة سلفية مؤمنة بالجنة و الحوريات، و تنفذ عمليات انتحارية و تفجر نفسها من اجل الوصول الى الجنة و الترغيب الذي مليء ذهنهم به لما يعتقدون ما يجدوه من الحوريات و الخمر الحلال و الحياة السعادة الدائمة فيها، لا يمكن المقارنة بين الامس و اليوم . و عليه يجب ان يُتخذ اجراءات عسكرية ادارية كثيرة من اجل الحفاظ على المكتسبات الكوردستانية المهددة اليوم، و منها: تقوية الجيش بالاسلحة و المعدات المتطورة، و مشاركة القادة بشكل مباشر في ساحات القتال، مع التوجيه و التعبئة اللازمة من اجل المقاومة و ردع داعش و كسر شوكها الى الابد في المنطقة .
نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست