يشمل التغيير كافة جوانب الحياة اينما كان

Saturday, 20/02/2010, 12:00


انها سيرة الحياة الطبيعية و مشيئتها ان تتغير يعد كل مرحلة و تنتقل الى اخرى مغايرة بشكل ما قليلا كانت ام كثيرا، و تكون بمواصفات و سمات اكثر تمايزا عما قبلها، و تكون في اكثر الاحوال متطورة و متقدمة عليها ان لم يصبها عطل اوتحدث فيها مفاجئة ، او تتعرض لقفزة و تترك فراغا تجبرها العودة بعد حين لملأ المساحة المفقودة الحاصلة من جراء القفزة، و انها لامر طبيعي و مثبت علميا ان ترتقي الحياة العامة للكائنا ت و لكن ببطأ ، و ما يمنع التلمس بها من قبل الانسان اثناء معيشته و بشكل واضح هو قصر عمره، و انما التسارع واختصار الزمن فسح المجال الكثير للتيقن من التطورات الحاصلة بعد مراحل متعددة، و ان كانت قصيرة نسبة الى عمر الكون و مدى الانتقالات و وضوح التغييرات في الشكل و التركيب و التدرج الفصيلي و الرتبي لكل ما موجود من المادة و ما يتعلق بها.
و من هذا المنطلق العلمي المدروس و استنادا على البحوث و النظريات و التجارب التطبيقية لما يخص الطبيعة ، يمكننا ان نقيٌم ما يحصل لما يمس حياة الانسان من كافة جوانبها الاجتماعية الاقتصادية الثقافية السياسية الفكرية العقلية و نظرته الى الحياة، و كل منها تحتاج لبحوث و دراسات و التعمق اكثر في مضامين التغييرات لتوضيحه بتواضع و سهولة لكافة الفئات و المكونات و العقليات البشرية ، و هذا لا يعني حدوث تطور و تجديد و تحديث و اصلاح و اخيرا التغيير في جانب ما و توقفه او جموده في الاخر، لا بل هناك علاقات و روابط متلازمة بين الظروف و الحالات و الجوانب التي يحصل فيها التغيير في النهاية، و تتكون او تنبثق نتيجة ذلك معادلات معقدة لربط كافة المتغيرات و ما يحصل ليُستنتج بعد كل مرحلة واقع مغاير متميز و اكثر تطورا من سابقه. هذا ما يثبته لنا التاريخ في كافة بقاع العالم و ما توصل اليه كل موقع او منطقة و كيف انتقل و تجاوز الامور و خلف ورائه المراحل و الوقائع و تلمست الاجيال ما ترسب منها و كيف عمد على ازالة المضر السلبي و تمسك بما هو المفيد الايجابي.
اليوم لو اختزلنا ما نريد الغوص فيه في جهة من ناحية او حالة واحدة و درسنا الواقع و ما يتطلبه من ضرورة الاصلاح و حدوث التغيير، لابد ان نوسع في كلامنا ليشمل ما يخص المجتمع، و لو نتعمق و نضيق المساحة لكي نكون عمليين في الطرح و الكلام و المواقف و نحصر التغيير الشامل في واقع المجتمع في منطقتنا لابد ان ندرس ما يتصف به ظروف كل مجتمع و واقعه و اختلافاته عن الاخر لننجح في التقييم و الدراسة و التشخيص.
اذن الجانب الرئيسي المسيطر على كافة الفروع و ما تشمله الحياة ،والذي بتغييره يتاثر ما هو مرتبط به بشكل طبيعي هو ما نعرفه اليوم بمفهوم السياسة العامة لاي موقع او بلد ، و النظام السياسي العام الذي يرتبط به كافة الجوانب الاخرى المعرضة للتغيير. لو القينا نظرة عابرة على اي نظام لاي بلد، و ما هو فيه من المميزات لابد ان نرتبه و ندرج مستواه من حيث التوافق مع متطلبات الحياة العصرية التي تسير عليها الدول و المناطق المتطورة الاخرى، و بفضل المستجدات و التماس المباشر معها بفعل العولمة و الاتصالات، و ما يحتك به الجميع مما يثير الجوانب الاخرى لما يهم حياة الانسان في التحرك بهذا الاتجاه و السير الصحيح نحو الامام .
ربما يقتصر احد ما التغيير و ما يشمله في الاصلاحات البسيطة هنا و هناك او يلصق الاسباب و الموانع بتيار او حزب او تجمع استقرت حاله في البقاء و التعلق على مستوى و مكان، و لم يتمكن من مسايرة ما يجلبه التطور و ما يفرضه تنوع و اختلاف الاجيال و سماتهم ، و هو يختزل التغيير و يؤطره في حال و ظرف من اجل هدف ما ، سوى كان سياسيا او اقتصاديا او ثقافيا، و لكن ما يفرض نفسه هو سعة مساحة التغيير بعد حاصل جمع الاصلاحات في كافة النواحي ، و ان كانت السياسية هي المؤثرة على الاخريات ، و هذا ما يفرض علينا ان لا ننظر الى متطلبات الحياة العامة من الاصلاح و التغيير المطلوب من زاوية الصراع السياسي و المصالح الشخصية و ما يستغلونه من اسم و مضمون هذا المفهوم المتعدد الجوانب و المكامن و المظاهر دون الخوض في تحليل و معرفة ما يجعله متفاعلا و ما يفرزها من المعطيات و التداعيات و ما يريدها من المتطلبات و العوامل المساعدة لنجاحه ، و همٌ هؤلاء الوحيد هو حصر هذا المفهوم و اختزاله بكل قواهم في الصراع السياسي الذي تربوا عليه منذ تعومة اظافرهم و يعتمدون عليه كوسيلة لمنافسة الاحزاب و القادة المنافسين، و استغلاله كعامل او ورقة رابحة في التنافس و الصراع.
لو حدث هذا و ان كان لاهداف ليست في محلها، فانه سيؤدي الى الاختلال في الوضع المعيشي العام نتيجة تقدم في مسيرة حالة و جانب دون ان تلتحق به الجوانب الاخرى التي يجب ان تلزمه في التراكب و التوازي و التعلق .
اذن، لو اصر اي منا على ضرورة اجراء الاصلاح السياسي العام و ما ينتج عنه من التغيير، لابد من الاصرار على التغيير الشامل الكامل الواسع النطاق في جميع الحالات و الاطر المعيشية للانسان و في كل مايخص هذا المفهوم الذي يفرض نفسه على الجميع و ما ينشده الكل في كل زمان و مكان.
و من هنا لابد ان نتطرق بشكل واضح للتغيير السياسي العام الذي تتحدث به كافة القوى و الاطراف السياسية لاغراض مختلفة ، سوى كانت من اجل اعتلاء السلطة او للتنافس مع القوى الكبرى.
بداية لابد ان نعلم ان حياتنا المعيشية بحاجة ماسة الى تنظيم و ترتيب و اعادة نظر في توجه عما مثبت و قديم ،و محاولة التجديد و التحديث و الابداع في خلق ما تتوازى عليه الحياة لدفع معيشة المواطن البسيط نحو ما يبتغيه من خلال اداء كافة الجهات المرتبطة به ، و عندئذ يمكن ايصال المجتمع المعني الى مصافي المجتمعات الطبيعية المعيشة، و يمكن العمل حسب الظروف و السمات الخاصة لكل مجتمع و لكن بعد تخطيط و دراسة و بحوث و تعيين مواقع الثغرات و تشخيص السلبيات و الاعتماد على الاختبارات و التجارب العلمية الصحيحة. و ما نراه من المحاولات المتعددة سوى كانت بحسن نية او لا ، ام كانت لاغراض و اسباب سياسية قد تؤثر بشكل متواضع على السيرة السياسية العامة، كاتخاذ الحيطة و الحذر من قبل السطة و اجراء التعديلات و مراقبة عملها و المطالبة بالتغيير و الاصلاح السياسي كلما سنحت لها الفرصة كما تتطلبها المعارضة، لاا ان عملية التغيير شاملة متكاملة لا يمكن حصوله من جانب واحد و تبقى جوانب اخرى متخلفة، و لكن المطالبة الدائمة بالتغيير و الضغط المستمر و اثارة الراي العام و تكثيف جهود الاعلام و المنظمات المدنية مع التخطيط و طرح البديل بوجود الشفافية و الدقة في العمل التي هي من اولويات المطالب الرئيسية لنجاح التغيير بشكل جذري سوف ينجح التغيير نسبيا.

نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست






کۆمێنت بنووسە


HELP

The gallery can be navigated using the keyboard:

LEFT/RIGHT ARROWS: Prev/Next
SPACEBAR: Next
ENTER: Start/Stop slideshow
ESCAPE: Close gallery
HOME/END: First/Last image
H - This help panel

Close help