لازال الرجل يحلم
Thursday, 28/08/2014, 12:00
بداية اننا نتكلم هنا، ليس شماتة بماحصل و يحصل للمالكي و لا تمثيلا بالجثة ولا لعبا على من انتهى دوره، و انما من يسمع الخطاب الاسبوعي لهذا الرجل يتعجب من ما يسمع، و عليه يستحق الرد او بالاحرى يجب عليه الاستيقاض من الحلم الجميل الذي لازال متعمق به .
لم يتصور المالكي لحد الان انه خارج السلطة التنفيذية، او انه رئيس وزراء تصريف الاعمال في هذه المرحلة و حقا يعيش في حلم عميق، او انه يعيش في اضغاث الاحلام او بالاحرى احلام يقظة لم يستيقض منها بعد،او يلعب على نفسه ليريح نفسيته التي تعبت في الفترة الاخيرة، فدعوه يرتاح نفسيا لايام قلائل . بعدما خطط و نفذ ما كان في مخيلته من اجل هدف وحيد قبل اي شيءاخر طوال الدورتين من حكمه و هو بقاءه فترة اطول لتنفيذ ما في راسه ، و تثبيت ما كان ينويه( ما ننطيهة) و كأن البلد يعيش في سلام و امان و في جنة، و المواطن اخذ حقوقه و حقق امانيه كاملة، و لم يُقتل احد و تعيش الناس باخوة و سلام و لا توجد خلافات و لا نعرات طائفية و لا تعصب قومي، و كل ما موجود هو التطبيل و التزمير لبقاء من اوصلهم لهذا الرغد و العزة و الهيبة و الاطمئنان .
صدق من قال ؛ اذا لم تستح افعل ما شئت، فان المالكي لازال يعيش وكانه هو المكلف لتشكيل الحكومة المقبلة و لا يصدق بان العبادي هو المكلف و هو يعيش في حلمه . كل من يسمع تخرصاته الاربعائية و ما يريد ان يوصله الى الشعب هو ما يفيده هو لحد الان، و كل ما سمعناه سابقا هو الراي حول موضوع و بيان موقف لحدث سياسي ما ، و لم نسمع ولو مرة واحدة البرانمج الاسبوعي و ما تحقق خلال الفترة بين الخطابين، و هذا ليس بخطاب صحفي للسلطة التنفيذية و اعمالها و انما موقف حزبي شخصي ليس الا، و اليوم يتكلم عن شروط و كيفية انبثاق الحكومة، يا للعجب، انه رئيس حزب اعتلى عليه كما نعلم بشكل غير سليم و بحيلة اوصلته الى هذا المقام .
نعم خرج الينا بالامس و هو يفرض شروط انبثاق الحكومة الجديدة على الجهات و الكتل و كأنه هو من كُلف لهذا الامر، ام انه مع ذاته لم يصدق ماهو فيه او لا يريد ان يخضع لامر الواقع ولو يحلم، و انه يريد ان يبين لجماعته و حلقته الضيقة بانه باق و على قوته خيالا كما حكم طوال هذه السنين، و يريد ان يبقي من ماء وجهه لمن تملق له و وقف في عتبة بابه و سكت منذ تكليف العبادي و يريد ان يتاكد بان المالكي خارج السلطة التنفيذية من المعروفين على الصفات و الاخلاق و الافعال المتملقة من كل الاختصاصات و في مقدمتهم الذين يسمون انفسهم المثقفين و الصحفيين عدا اصحاب الرتب من القوة العسكرية و الامنية الحزبية و ليست الوطنية و مَن منٌ عليه المالكي ببركاته و يعيش في ابهة و رخاء و ترف ، و ينتظر هذه المدة كي يدير الوجهة نحو العبادي .
المعلوم ان المالكي استبعد عن هذا الكرسي بقوة و ضغوط داخلية و خارجية حتى وصلت لباب بيته و حزبه، الى ان تنازل عنوة، و لم يتمالك نفسه و تصرف بعنجهية و لو سمحت له الظروف لانقلب و لكنه حوصر داخليا و خارجيا سياسيا و عسكريا و لم يقدر على اتخاذ خطوة خاطئة رغم محاولاته العديدة في تخريب اللعبة و الملعب و لم ينجح، و الغريب هناك من كتاب العتبات و المرتزقة و المتملقين و بعد كل هذا التعنت العلني و ليس السري فقط، هناك من يقول ان اول من اعطى درسا في تداول السلطة هو المالكي، يا لهم من جاحدين و ليس لهم ذرة من الشخصية الثقافية .
شائوا ام ابوا، و من على راسهم و المالكي اولهم، ان المرحلة لم تقبل التعنت والتفرد و الدكتاتورية و العراق يعيش واقعا لا يقبل سيطرة فئة معينة او حزب او شخصية ما على اخرى، و اليوم كان ام غدا سيمكن ابناءه و المكونات كافة من تحقيق امنياتهم، سيقتنع الجميع بان الفدرالية الحقيقية هي الحل للمرحلة الانية رغم انف المعارضين و ليس هناك حل سواه و هو الذي يفرض نفسه على الراضي و الرافض و المعارض سيميل الى الحل كما حصل من قبل . و عليه، لم يبق سوى ايام ليستيقض المالكي من حلمه و يلمس على الارض بانه سيكون خارج الكرسي و ليس هو الحاكم المطلق بعد، و دعوه ليفرغ ما عنده في هذه الايام المعدودات، لحين الحساب .
نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست