هل يسقط النظام السوري؟
Monday, 30/01/2012, 12:00
السؤال الذي يتردد مرات عدة يوميا في العديد من النقاشات في الاوساط المختلفة، وما ينتج في النهاية، الكل يدلو بدلوه في هذا الشان الخطير لهذه المرحلة، و ربما التحاليل المعقولة الموضوعية هي التي تكون وفق المستجدات و المواقف المختلفة من قبل الاطراف التي لها الدور الهام في هذا الشان وذات الصلة، و التي تظهرمن تلك المواقف المتناقضة منها ايضا يوميا حول ما يجري، و نمس من التفاوت الكثير في الرؤى حول هذه القضية .
منهم من يستند كليا على مجريات الربيع العربي و ما دار خلال الثورات من وراء الكواليس، و ما حدث امام انظار العالم ايضا من التحركات المختلفة، و من قبل اللاعبين الكبار بالاخص ، او من قبل من اوكلت اليه الادوار المختلفة وفق المصالح المتعددة المتداخلة في هذا العصر . و هناك من لا يقرا الا الحاضر و ما يجري بعيدا عما حصل و يقيُم واقع الحال بشكل مجرد و كانها مرحلة جديدة غير متواصلة مع سابقاتها، و هذا ليس بواقعي حتما، و يدعي الكثير من المراقبين اختلاف الظروف و التركيبة للانظمة و ما تعيش في الدول الثائرة من الشعوب ، و يعتقدون الحصول على نتائج شيئا ما مختلفة ايضا عما حصلت من قبل، مستندين في توقعاتهم على تقيم كل دولة على حدة وفق ما تتميز بها. و في هذا يحللون الارضية التي بنيت عليها السلطة السورية منذ سيطرة البعث و ما تلاه ، لحين مرحلة التوريث و ما يملك هذا النظام من الاوراق الداخلية و الخارجية العديدة التي يمكن استعمالها في الوقت المناسب ، و منها ما تعتبر من المفاصل الرئيسية الهامة لما تخص المنطقة بشكل شامل، و التي تعتبر الباب الرئيسي للانتقال الى مرحلة مغايرة تماما لما نحن فيه من كافة الجوانب و في مقدمتها الوضع السياسي، و هذا مبالغ فيه بشكل غير مسبوق .
لا يمتلك النظام السوري القاعدة الشعبية الحقيقية المناصرة له باي شكل، كل ما هو موجود و هو مستمر في حكمه معتمدا على التكبيل، و بالترهيب و الترغيب لحد هذه الساعة و من خلال الحلقات الضيقة من اصحاب المصالح التي معه . و ما يمكن التاكد منه هو ان النظام لا يمكنه اعادة المياه الى مجاريها مهما حاول و مهما طالت الفترة و المرحلة و مهما نجح في التماطل و التاخير، و باعتماده على الساندين الخارجيين من الدول ذات الثقل التي يمكنها ان توقف هذه السلطة على رجل واحد لمدة ربما تكون مختلفة في الطول او القصر لما قبلها. و هذه السلطة تراهن على ما تسمعه حلفائها و مايفعله المقربون ذات المصالح لها. الا اان الحقيقة الساطعة بائنة و كل المؤشرات تدلنا الى انه لار جعة من طريق الثورة و لا يمكن للثوار التوقف في هذا الوقت من وصولهم لهذا الحد ، و طبيعة النظام بذاتها تفرض عليهم الاستمرار الى النهاية و لحين التوصل لنتيجة واضحة و معلومة .
فهل هناك خيارات ، ام كل الطرق تودي بالشعب السوري الى روما و ربما في زمن اقل او اكثر و بشكل او اخر، هذا ليس بمسالة يمكن التوقف عندها وفق معايير الثورات التحررية. النماذج السابقة للثورات في تونس ومصر و ليبيا و المختلف عنهم شيئاما في اليمن امثلة واضحة تقع لصالح الثوارفي سوريا و ليس العكس، الا ان الدور السلبي الخارجي عقد الامر و اخٌر، و ربما يؤخٌر ما يجري لمدة معينة دون ان يكون له القدرة لوقف ما يجري، لان الشعب الثائر يعتمد على العوامل الموضوعية و الذاتية المساعدة للنجاح .ان ما يختلف ما يجري في سوريا عما حدث سابقا في الدول الاخرى ايضا وجود قوة كبرى عضوة في مجلس الامن لاتزال تدعم النظام من دون ان تفكر فيما يجري و هي تؤثر على مايجري في اروقة مجلس الامن، و هذا ايضا ليس بمانع كبير على نجاح الثورة وفق ما موجود من ارادة الشعب و تضحياته و بالاخص لو تعمق الباحثون في ارادة الشعوب و ما تفعله في نهاية الامركما علمتنا الثورات في التاريخ . اضافة الى شدة العنف و القمع غير المسبوقين اللذان يمارسان دون هوادة من قبل النظام و بشكل لم يدع الاعلام العالمي يطرح ما يجري الى الراي العام العالمي بشكل وافي . اضافة الى موقع سوريا الجغرافي و من يجاريها و دور الدول العربية و تردد العديد منهم في حسم امرهم في التعامل مع ما يجري و تاثيرات اسرائيل و ما يفرض وجودها . و قبل ذلك تاثيرات ما توصلت اليه الدول الثائرة التي سبقت سوريا من الحكومات بعد انتخابات عامة و التي اجبرت جهات عدة الى التراجع او اعادة النظر في توجهاتهم، و منهم من حزم امره في توجهه الى التريث في حسم تحديد تعاملهم مع ما يجري في سوريا .
على الرغم من كل تلك العراقيل و المعوقات الكبيرة ، الا ان الشعب السوري اثبت شجاعته و جراته غير السبوقة، و هو يستحق التقدير لما يقدم عليه من التضحيات اليومية، و ان كنا صريحن لم يكن من بيننا من يتوقع كل هذه القدرة و البطولة في النضال من قبل شعب يرزح لعقود تحت ظلم نظام شمولي. و هذا يدلنا الى ان نعتقد بان النتيجة ستكون لصالحه مهما طال المخاض، و باي سيناريو انتهت الحالة فنهاية الامر هو التغيير المطلوب و الوصول الى المبتغى و تحقيق الاهداف بنسبة مقنعة.
بكل المعايير و الماقييس المعتمدة لوجود و استدامة اية سلطة ذات سيادة فان النظام الوسري ساقط فعليا منذ مدة ، اما كيفيثة الوصول الى النتيجة و اليوم المنشود في معرفة نهاية المسالة فانها تتحمل اساليب و طرق متنوعة و مختلفة وفق ما تفرضه متطلبات العصر و خصائص اي شعب . و عليه، يمكن ان تطيل هذه السلطة القابعة على صدور شعبها من المرحلة المتنقلة ، او تتمعن جيدا فيما يحصل على الارض ان كانت فيها من يفكر بتعقل لتوفير الكثير من الدماء و الخسائر المادية على شعبها و تختار ما تناسب التضحيات و ما تحصل ، و هي تعلم جيدا بان الشعب لا يرضى باقل من رحيل النظام السوري و راسه، و يمكن لهذا النظام ان يختصر الطريق و الوقت اللازم لاستكمال العملية او العكس و في النهاية الطريق مفتوحة للوصول الى نفس النتيجة. و ربما يقول احد ان هذا كلام عاطفي بعيد عن المصالح و السياسة، و لكن مراجعة الذات و ما حصل خلال هذه السنة يسهل التوصل الى هذه النتيجة عند كل عاقل، و يمكن ايجاد الطريق و الوسيلة المناسبة للتغييرات المطلوبة .
نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست