کتێبی بیرەوەرییەکانی کاپیتان موحەمەد مەولودییان بە دەنگ گوێی لێبگرە (کوردبوون)


و جعلوا الكعبة بمثابة اصنام الجاهلية

Monday, 10/09/2012, 12:00




هنا لست بصدد ما يتردد يوميا عن مجريات الدين و متطلباته و ما وصلنا منه و تاريخه و كيف وصل بنا الحال منذ انبثاق الفكر المثالي جراء التفكير و التعمق و انعدام المعلومات و العلوم الى ظهور الاديان المختلفة الشكل و الجوهر و التركيب، لحين الوصول الى عبادة الالاه الواحد المتعدد الاوصاف الذي حل مكان التعددية و اصبح بمثابة الاه جامع لمجموعة من الاوصاف لما كانت قبله الاصنام التي تمتعت بها، لا يسعني هنا ان اكتب بالتفصيل لانه يتحمل نقاشات طويلة عريضة تصل لحد السفسطة في اكثر الاحيان، و اريد تجاوز القشور و ادخل الجوهر مباشرة . اما ما اود مجرد طرحه بعيدا عن اراء و مواقف و تشدد المتطرفين و من يتسمون بالغلو كما يقال بلغتهم في طرح الفتاوي و المواقف الدينية، هو ما يمس بالكعبة، هذا البناء المكعب او الغرفة الصغيرة التي تجذب العالم اليها!! سنويا و التي نعلم تاريخها و التغييرات التي حصلت لها و التحولات التي اجريت في تركيبتها و جوهرها و اغلفت بقصص و اضيفت اليها ما تزيدها هيبة و وقارا اكثر من مكانتها الفعلية و الحقيقية، و ابرزت دلالات و معطيات لها ربما يمكن ان نقول عنها مبالغ فيها و لا يستحق الدخول في تفاصيلها هنا، و اضيفت اليها التقديس المشابه لما كان اثناء عبادة الاصنام او قبل ذلك ايضا. و كما يقال انها المكان الذي بناه سيدنا المعظم ابراهيم، ان سلمنا جدلا كل تلك الروايات و الاقاويل التي لا تحصى و لا تعد .
لنسال ببساطة، ان عظمة الله و قدرته الخارقة و الخالقة و ما نعلم عنه في كل الاديان السماوية من المواصفات المهيبة له، ايعقل ان يكون له بيتا كما هو حال الكعبة و هو ليس كمثله شيء في الكون، و هل يختار هذا الموقع و المكان خاصة و الذي يتحمل كل الاوصاف من حيث التوصيف الكوني الا الطهارة التي يجب ان تكون من صفات مكان الطاهر الجميل العليم . و ان تعمقنا في تاريخ هذه البقعة و ما حصل لها و فيها من كافة النواحي الاقتصادية و السياسية و الثقافية، و ان اعدنا الى اذهاننا و انظارنا عصر الجاهلية و ما تعلمنا و قرانا حوله و ما وصلنا منه من النتاجات الادبية المحيرة للعقل قبل اي شيء اخر من حيث الرصانة و قوة الترتيب و التاليف و المعاني و الاشارات .
لو دققنا ايام عبادة الاصنام و ما كانت هذه المنطقة و السوق التي انتعشت فيها التجارة و اصبحت تدر اموالا و منافعا لا تقدر بثمن نسبة الى ما كانت عليه المنطقة في تلك الحقبة و الظروف العامة التي عاشتها الناس و الوسائل التي استخدمت في كافة المجالات .
لو نقارن موقع الكعبة و ماكانت البقعة التي عبدت فيها الاصنام و الظروف الاقتصادية في حينه مع ما يحدث اليوم من توجه الملايين اليها سنويا لحج بيت الله الحرام، فرضا من استطاع اليه سبيلا. و ان استبعدنا ريع النفط فرَضا في اقتصاد المملكة السعودية اليوم لتقارب الاوضاع مع الاخذ بنظر الاعتبار ما وصلت اليه الاوضاع في المنطقة و العالم . الم يبدر الى الذهن ما يمكن ان يشك في ماوراء هذه الاعتقادات التي خلطت المنفعة المادية و المعنوية معا سواء كانت بهدف او عفويا جراء مسيرة التاريخ و الامتداد الاسلامي نحو اقاصي العالم بقوة السيف و الحروب المتواصلة.
من يؤمن بالله خالق الكون العظيم لا يمكن ان يصغره و يسفهه لهذا الحد و يوجه العالم الى مساحة ارضية صغيرة كهذه كي يواجهه ولو نفسيا و ليسا ماديا ملموسا، و في مسيرة و طقوس اشبه بما حدث قبل مجيء و نشر الاسلام عند الاعتقادات الاخرى من حيث الحركات و التقاليد و التوجهات التي لا يعقل ان يطلبها الله من عبده وهي تزيد الشك لما وراءها و من افعال لا يمكن ان يقبلها العقل السوي .
ان وصلت الحال لانبثاق الفلسفة المناسبة و برزت عقلية ترفض ما تصنعه الايادي ذاتها كي تعبده اصحابها، و تطلب التطور العقلاني لحد حطمت الاصنام رغم الاعتراضات القوية و حدثت تغييرا جذريا رغم قلة الامكانية و لكن بتضحيات و بالاستناد ايضا على الغيب و الغائب غير المرئي كقوة ساندة للعقلية المفكرة . فاليوم لا يمكن تقبل ما يجري من قبل العقول الجامدة المتخرفة و يجب مواجهتها بالعقول المنفتحة العلمية الحقيقية المفكرة و بالفلسفة الاكثر تطورا بعيدا عن صعوبات الحياة و تاثيراتها التي تحجز العقول في زوايا و توجهه الافكار و العقائد بعيدا عن الواقع و الحقيقة، و بعيدا عن لتعقيدات الحياة المؤثرة على نفسية الانسان و الضاغطة عليه لحد استسلامه لماهو الغائب او غير الموجود على ارض الواقع و بالتالي يفرض عليه التقبل بما ينتسب الى المجهول الغائب و هوالسهل الى حد كبير نسبة الى الصعوبة في اكتشاف الحقائق دائما، و سهل لعدم التعمق في التفكير في مجرى اي امر و منه ما يخص بالكون و تعقيداته .
لو قارنا المستوى الثقافي العام و العقلية التي حدثت فيها كل تلك التغييرات الجذرية الطبيعية لمرحلة ابادة و تحطيم الاصنام، و هذه المرحلة الحالية من التقدم التكنولوجي و الاتصالاتي و الطفرة الحاصلة في تفكير و ذهنية و عقلية الانسان و ذكائه و ما تجري من الطقوس الدينية التي هي ليست باقل مما حدثت في الجاهلية . و بعد كل هذه العقود على بروز الاديان التوحيدية و تلك العمليات، تجري عملية فرض الاديان على الجميع بشكل و اطار و صورة اخرى، اي يمكن القول بانه حل صنم وحيد كبير محل العدد الغفير من الاصنام التي صنعتها تجار الفكر و المادة و المصلحيين بايديهم ، و لكن اليوم صنعوه باذهانهم و تفكيرهم . و الا فان العلاقة المثالية بين الخلق و المخلوق و الخالق لا يمكن ان تربط بطقوس و مكان و واقع معين، و العقلية التقدمية لا تقبل الزيف ابدا ان كانت بعيدة عن الخوف و الشروط و التكفير و القيود المتعددة التي وضعت على رقبة المفكرين و من يريد التعمق في مجريات امور الحياة و في شؤون الخلق و ما تفرضه الاديان ولو قليلا، و اني على يقين بان الظروف و العقلية و التوجهات و التطورات التي حطمت الاصنام الجاهلية في حينه في تلك الظروف، ستحطم التغييرات و المستجدات الحالية اي صنم في هذا الظرف و الحقبة و المرحلة و لكن المسالة تحتاج الى وقت و الزمان المناسب .

نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست






کۆمێنت بنووسە