ارتباك واضح في تحضيرات العملية الانتخابية في العراق
Friday, 05/02/2010, 12:00
من يتابع ما يجري على الساحة العراقية في هذه المرحلة و لم يبق من الوقت الا القليل على الانتخابات النيابية العامة و ما نشاهده من التفاعل و ما يُعقد من وراء الكواليس و ما يتسرب منه في وقته او لاحقا ، يتاكد كل متابع من مدى التخبط و الارتباك الحاصل في التحضيرات الواجبة العمل فيها قبل الانتخابات و التكتيكات الحزبية و الاتفاقيات التي تحدث القلق و تثير اشمئزاز و حفيظة العديد من المراقبين المستقلين، و تخلق ارتباكا واضحا في نظرة الناخب الى ما يحدث حقا منذ الان، و ما يتلمسه من الاجراءات التي تقوم بها الاطراف المختلفة ، فتخلط الامور عليه. هنا هيئة المسائلة و العدالة و ما صدر عنها، و هذه الهيئة التميزية و ما جرى فيها و ما خرج عن محادثاتها او قرارها المفاجيء المسيس الى حد كبير ، و هنا الحديث عن دستورية تركيب هيئة المسائلة و العدالة و قراراتها، و هذا ما يقال عن قرارات الهيئة التميزية و ما هو مسندها الدستوري في التفاصيل التي تعتمدها و التاثيرات الجانبية عليها و على قراراتها، و السؤال الاهم و القاطع المطروح و المحير حقا هو، لماذا التاجيل البت في الطعن لمن شمله قرار الابعاد الى ما وراء اجراء الانتخابات و ليس قبلها و خصوصا هناك وقت و امكانية للتحقيق في ذلك خلال ايام، و هذا ما يثبت جازما ان قرار الابعاد كان سياسيا و لاهداف تكتيكية بحتة فقط و ليس احقاق الحق و السير في طريق منع عودة البعث ، و ان جرى ابعاد هؤلاء و منع الكيانات التي ينتمون اليها من طرح البديل، و كانت نسبتهم تحدث الخلل في تركيبة البرلمان القادم الم يضر بهيبة و عمل و قانونية البرلمان القادم منذ بداية انبثاقه . لقد تسربت العديد من الاخبار و ما قيل عن الصفقات السرية بين الجهات الداخلية و الخارجية و فرضت مواقف و اراء و ضغوطات و شاهدنا تدخلات و سمعنا تصريحات في غاية البجاحة ، و اليوم بانت النتائج المنتظرة من المباحثات السرية التي حدثت بعد الرحلات المكوكية للمسؤولين و القوى العالمية و ما اتفق عليه من وراء الستار، و تدخل جميع هذه المواقف و القرارات في خانة الصراعات الحزبية و المصلحية الضيقة و ما تفرضه المصالح الحزبية و الدولية على الجهات الداخلية، و هناك من ينتفع منها و الشعب هو المتضرر الاول و الاخير. يبدو ان هذه المرحلة حبلى بالعديد من المواقف و القرارات الحساسة و التصريحات الساخنة من القوى المؤثرة و الثقيلة على الساحة السياسية و التي لم تقف ساكنة دون ان تعمل على توجيه ما يكون لصالحها صوتا و موقفا، و تبدي من التوجهات و النظرات حول القضايا و منها اجتثاث البعث لاهداف في غير صميم المسالة ذاتها، و هنا ترتفع الاصوات و المزايدات التي اهدافها معلومة للجميع. و لم تبق الجهات المتنفذة مكتوفة الايدي من هذه الاحداث السريعة و في هذا الوقت الحرج، و ستعمل كل جهة على ابداء ما يوفر لها المساحة الواسعة من القاعدة الشعبية لبقائها على ما هي عليه من المواقع و كي تحصل على الاكثر مستقبلا، و في كلا الجانبين.
الواضح في الامر، ان زيارة جو بايدن نائب الرئيس الامريكي المكوكية الى العراق و لقائاته و طلباته و صفقاته و ضغوطاته لم يخفى على احد، و ما اتفق عليه و بان في تصريحاته و من ثم اعلانه التكتيكي بعد اللقاءات عن مسؤولية هيئةالمسائلة و العدالة الحصرية في هذا الشان و اعلانه على انه امر داخلي ليس الا ذر الرماد في العيون،هذاكله حدث بعدما نفذ التخطيط الذي جاء من اجله و كانه لم يحدث شيء ، و كل ما جرى ماوراء الستار و لم يعلن عنه في حينه لقد بان اليوم و توضحت نتائج كل تلك المحاولات السرية من اعلان قرار الهيئة التميزية في تاجيل الطعن لمايخص المبعدين الى ما وراء اجراء الانتخابات البرلمانية العامة، و هذا امر لا يمكن ان يخفى عن احد ، ناهيك عن من يتابع سياسة امريكا في العراق و المنطقة يعلم جيدا هدف كل زيارة و مصلحة امريكا في توازن بين الكيانات و بقاء البعث في الصراع، و هذا الامر لا ينطوي على احد و معلوم الاهداف مسبقا.
لم يبق امام القوى الوطنية المتضررة من الصراعات السياسية الاقليمية و العالمية و الشعب معها الا ان تدرس ما طرح و استجد على الساحة بعد قرار الهيئة التميزية بدقة ، لان التاجيل بحد ذاته ضربة قوية للتغييرات و الاصلاحات و كسر شوكة المناضلين في هذا الطريق، و كسر و شرخ واضح للسد المنيع امام عودة الافكار الظلامية المتمثلة بالبعث و زبائنه، و ليس احقاق للحق فقط و انما منع لعودة الظلم و القهر الذي مورس من قبل من انبثق من وراء سترة البعث و ترعرع في محيطه و ارتزق من فتات ما استكثرها هذا الحزب على الشعب، و اليوم يفتخر بفكره و عقيدته و ايمانه بما ضمنته هذه العقلية الشمولية التسقيطية الدكتاتورية، و الرضوخ لمن لم يعتذر عن جرائم ارتكبه ضد شعبه بداية خطيرة لسقوط جدار الحكم الديموقراطي و تضييق للحرية و تسهيل للاعتداء على الاخر المختلف و الظلم بحق دماء الشهداء التي سالت في طريق التحرير و قدموا كل ما لديهم من اجل الخلاص من هذا الفكر و العقيدة و الايديولوجيا الشاذة ، و فدوا بارواحهم في هذا السبيل. و من جانب اخر يعود القلق و الارق الدائم لمن اعتقد بان البعث قد ولى الى الابد ، فيجب الا يمر هذا الحدث دون تصحيح واقعي نلائم للمرحلة. فان ضرب الديموقراطية باسم المباديء الديموقراطية و محاولة دفنها في اية فرصة سانحة لا يُقبل من احد، و يجب ان يتدخل الشعب في بيان رايه و ان سمح له ستشهد المدن احتجاجات كبيرة لا حد لها و يجب ان يوضع حد فاصل امام المتلاعبين بمشاعر الشعب العراقي ، و توتير الاجواء بالقرارات الجديدة و المساومات في هذه الفترة ليس من مصلحة احد و يضر بالعملية السياسية الى ابعد الحدود .
نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست