تستغل الراسمالية و الاديان حتى الانبياء لاهدافهما الآنية
Monday, 17/09/2012, 12:00
الزمان و المكان الذي حدثت فيهما الازمة السياسية الدينية الحالية حول الفيلم السياسي الديني الذي تقف وراءه حتما المخابرات و المخططات الكبرى التي تعمل في الخفاء، لم يكن اعتباطيا و الذي يعتبر و كانه شيء فني ثقافي بحت كما تدعي الاطراف العديدة، وهوايضا ليس ببيان لمدى حرية الراي و التعبير و التوثيق في اي مجال كان، و هنايريدوا ان يبرز الفن كما تدعي اصحاب تلك العملية، و في المقابل كل تلك الضجيج و الهجيج و الفوضى التي حدثت (كما يقال جراء الرد الفعل العفوي) بينما هو من صنع الاسلام السياسي اصلا ليس لرد الاساءة لنبي محمد المقدس لديهم كما يدعون بل لثبيت اقدامهم و اعمدتهم الاساسية و تقوية شعبيتهم للحكم، و هم في بداية مرحلة حكمهم بعد تلك الثورات و ما طفح بهم الى السطح بهذه القوة . هم استغلوا الحدث لاغراضهم الخاصة و بالتعاون مع القوى الكبرى التي هي المخططة و المفكرة الرئيسية لالفات النظر و لاهداف بعيدة عن جوهر اعتقاداتهم العلنية اصلا .
الاحداث التي وقعت في مصر و ليبيا و اليمن بالذات دون غيرهم و حتى قبل ان يُعرض الفيلم على الملا بشكل واسع بل وصلت اخبار عن محتواه الى هؤلاء سمعيا، واعتقد و ان يشاهدوه لم يفهموا منه شيئا، و اختيار 11 من سبتمبر هناك لهذا الهدف و الحديث عن الممولين الاسرائيليين المتوارين عن الانظار و الاشارة الواضحة الصريحة لاول مرة الى احدى المقدسات لدى الاسلام و الذي لا تقبل المساومة عليها وفق كل الادعاءات حتى اليوم، كان لجص نبض الطرف الاخر، كل ذلك يثير تساؤلات عديدة و محيرة ايضا، لم نتلق جوابا واحدا الا ماهو مضموم في جعبة المصالح السياسية الاستراتيجية القحة و من باب ما يسمى صراع الثقافات و محاولة توجيه الانظار الى جانب من المسالة لتغطية السلبيات الكبيرة البارزة من تطبيق مجموع الفكرين المتحالفين و العقيدتين و النظامين القريبين جدا من بعضهما الى حد التطابق و هما الرسمالية و الاسلام السياسي، او الاستناد على الدين بالذات في الحكم، و لابعاد توجه العالم الى الحل الحقيقي او النظام الطبيعي الصح لخير الانسان او تغطية الافكار و المنهج و النظام البديل و الرافض لهم جملة و تفصيلا من الساحة، و لن يتمكنوا من ذلك الى النهاية حتما .
لا خلاف بين الاسلام و الراسمالية من اكثر الجوانب الجوهرية الرئيسية لهما سواء من الناحية الفكرية او الاقتصادية او السياسية، فان كانت هناك خلافات سطحية فهي تكون حول المسيرة الاجتماعية شيئاما وحول قشرة الافكار و المعتقدات لهما و لا غير، و هي جوانب مظهرية ايضا و لا يعني هذا انهما ينفيان البعض و لم و لن يكن احدهما بديلا للاخر، و هما متاكدان بان بديلهما واحد لا يطيقانه معا .
لذلك، ليس بغريب في هذا الوقت العصيب على الجانبين الراسمالي و الاسلام السياسي الجديد على الحكم ان يتفقا رسميا كان ام عفويا من اجل الخروج من ازماتهما الاقتصادية السياسية الخطيرة، و هما الاقرب الى بعضهما من اي طرف او فكر او عقيدة او توجه اخر، و هذا ما يفرض عليهما التعاون في جميع الشؤون .هناك مبررات لما يمكن ان يفعلاه من اجل الجماهيرية و محاولة ازدياد الشعبية لتدنيها نتيجة استلام الحكم و الصراع على السلطة، اما على الطرف الاخر فهناك ما تتطلبه الترويجات و الدعايات الانتخابية و السيناريوهات المخططة و المبرمجة من اجل ايصال اي كان من المرشحين الى الرئاسة الامريكية في الانتخابات القادمة .
في هذا الوقت الذي تعاني فيه الراسمالية العالمية من افرازات الازمة الاقتصادية و لم تخرج منها منذ مدة طالت عليها، و هي تتسلم اشارات عن امكان بروز التعددية العالمية، و بروز مكانة و قوة الصين و روسيا الجديدة خير مثال على ذلك ،و التي تعتبر مرحلة انتقالية لتجسيد الاقطاب المختلفة كما تفكر فيها الخزانات الفكرية الغربية، وهي تعمل ما تقدر عليه و باي شكل كان من اجل بقائها في القمة لاطول فترة ممكنة رغم معاناتها و هي تحاول بشتى الوسائل ان تبقى في الطليعة و في مقدمة من يستفد من النظام العالمي الحالي من اجل ادارة السياسة العالمية و ضمان مصالحها الخاصة، الا انها وصلت الى قناعة بانها لا يمكن ان تستمر الى النهاية و هي تحت ضغوط كل تلك الثغرات الواسعة التي انكشفت في جسدها المترهل . لا يُعقل ان يستمر الظلم و الاحتكار و انعدام المساواة الى البد و العالم يشهد موت الملايين جوعا اثر هذا النظام العالمي الذي تتشدق به الراسمالية و لم يختلف عنه الاسلام السياسي من حيث توجهاته الاقتصادية السياسية الفكرية بشكل كبير و من حيث الاهداف و الوسائل، قيد انملة، ناهيك عن خلافات و صراعات الاديان ذاتها و ما يعتقد منها بانه الحقيقي الصحيح و الاخر مزيف و ليس له الفرصة في الاستدامة، و هو الاخروي الغيبي و الاخر الدنيوي المصلحي ، انه خير للبشرية و الاخر المضر المكلف، لذا لم يبق امامهم شيء حتى وصلوا الى استغلال اقدس مقدساتهم وهو انبياءهم و مكانتهم بين الناس لتشديد الصراع و تقويته من اجل مصالح استجدت في هذه المرحلة، و هدفهم الاكبر عدا الانتصار على البعض هو لفت الانظار و عدم توجه العالم الى النظام العالمي الحق الصحيح و الواقعي الذي يجب ان يصل اليه الانسان اليوم كان ام غدا، نظام و فكر و برنامج و منهج يرسخ العدالة الاجتماعية والمساواة و يضمن الرفاه و السعادة للبشرية و يؤمٌن العقلانية و الدنيوية و التقدمية و يجسدها في عقلية و نظرة الانسان الى الحياة بعيدا عن جشع البشرية و انانيته . لذلك يجب ان لا يستغرب اي متتبع لهذين التوجهين المسميين بالراسمالية و الدينية من اي فعل مشين يقترفانه او اي افتعال لامرما لديهما لاغراض تكتيكية مهمته ابعاد الخطر عنهما و من اجل تاخير زوالهما، و هما يعلمان جيدا لا يمكنهما ان يمانعا الى الابد و هما يعانيان تحت نيروشر زيف ادعائاتهما من الافكار و العقائد و النظام الذي بنياه على تلك الاسس و هما وقعا في حفرة حفروها بنفسيهما .
نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست