لماذا الاحتضار الطويل للمالكي
Monday, 11/08/2014, 12:00
انه حقا انهى حياته السياسية بيده، و سلوكه خارج كل التوقعات، و اثبت انه فقط يهمه شخصه و ليس حزبه . و الدليل حتى لم يقبل بشخصية من حزبه بديلا عنه رغم اختياره من حزبه كبديل للمالكي . يا له من تعنت و تشبث .
هل الوضع العراقي يتحمل كل هذا الصراع و التعقيدات، فما اُعلن من قبل بانهم كانوا معارضين للدكتاتور من اجل الشعب العراقي ليس الا كلام لن يصل مداه مترا واحدا، لانهم كشفوا بانفسهم ان مزاجهم و نرجيستهم و مصلحتهم الشخصية فوق اي مصلحة عامة . فان وصل الاجماع الى رفضك ليس في البيت الشيعي فقط و انما من داخل حزبك و كتلتك البرلمانية لماذا كل هذا العناد اذن . لابد ان نبحث عن اشد الاسباب في هذا التصرف غير المعقول. الاحتمال الوحيد هو ان وراء التشبث مصير و الحياة او الموت فقط، اي ان المالكي تاكد بانه ربما لا يمكن ان يديم حياته السياسية لو كُشف ما فعله خلال هاتين الدورتين من حكمه . سيُكتشف المستور و به يُحرق كل ما يتصل بحياته و مستقبله و عائلته، و الا ان كان وحدة العراق يهمه كما يدعي، و لم يخبيء في مسيرته التنفيذية نقاط ضعف كبيرة و ينهي ما بدأه بخنوع، و ان كان الدم العراقي يهمه، و ان لم يكن طموحاته الشخصية هي السبب الاول و الاخير و الشعب هو الاهم عنده، فان الاكثرية الساحقة حسب ما موجود امام الجميع من الممثلين للشعب المؤيدين و الرافضين لادامة حكمه وفق عدد النواب و بعد ان ظهرت اخيرا ان كتلتين اخريتين منضويان تحت خيمة كلتة دولة القانون التي يتراسه لا يؤيدونه، او خرجوا عن الطاعة بعدما عرفوا استحالة نجاحه في البقاء او ربما جاءهم الايعازات هنا و هناك، لكان يتخذ موقفا هينا من ما يريده .
في هذه الايام القليلة الماضية بانت مستوى ايمانهم بالديموقراطية التي يدعونها و المقبولية التي يجب ان يلتزموا بها عرفا واخلاقا و ليس قانونا، انه هو رئيس للوزراء منتهية لمدة صلاحياته، اي يجب ان يعمل كمصرف للاعمال فقط، الا انه يهدد و يريد تازيم الموقف اكثر باكثر بقوله اللجوء الى المحاكم بدعوى خرق الدستور من قبل رئيس الجمهورية، حقا انه يحتضر لاخر نفس في جسمه، و هذا يوضح مدى لذة هذا الموقع السياسي، و كيف يحس بانه ينتهي كيانا و شخصا لو فك يده عن المنصب رغم كل شيء.
لابد هنا ان نشير الى ان العملية التي تعقدت بعد مجيء داعش، كان لابد ان يجعله ان يجد له منفذ و ان لم يستطع الاستقالة، للخروج بالحفاظ على ماء الوجه الذي له تاثراته في المجتمع الشرق الاوسطي و ان كان على حساب الشعب قاطبة . فلم يفعل و الغريب انه يتشبث بدل من النفوذ بجلده و الهروب دون ملاحقة قانونية .
فهل الآمر الناهي الخارجي وضعه في هذا المازق، ام انه تعلق رجله و يريد حتى النفس الاخير ان يقاوم الموت. و لكن المؤسف انه يعقد و يؤخر العملية السياسية و يشوه تاريخه اكثر فاكثر طالما تشبث و لم يتعض ، و لكنه انتهى سياسيا و ربما قانونيا ايضا و ان اعتلى اي منصب اخر في الدولة، لانه اوصل الخلاف الى بيته الداخلي و حزبه القائم على المصلحة الشخصية بعد ضربته القوية له عند ابعاد الجعفري بلمحة بصر عن رئاسته، و بعدما ارضى قادة حزبه الذين ساعدوه في تحقيق مرامه في اعتلاء الموقع الاول في الحزب بمناصب حكومية فلم يتمكن من ذلك بعد الان، و هذا خوفه الاكبر، لانه لم يجد احدا يلتزم به، و من ايده لمصالح فسيتركه لمصالح ايضا، اي انه اذا خسر رئاسة الوزراء يسخسر رئاسة الحزب و هيمنته وهيبته و قوة موقفه المعنوية، و به تنتهي حياته السياسي دون تحقيق ما كان يخطط له منذ تسلمه الدورة الاولى لرئاسته للوزراء . و عليه، من حقه ان يحتضر طويلا لانه يخسر الاول و الاخير .
نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست