لم يعد الحل بعد بيد حسيبة و لا نسيبة
Tuesday, 28/05/2013, 12:00
قالوا لي و العهدة على القائل، و من وحي التاريخ . كانت هناك قرية ذات منظر خلاب في سفح جبل من ارض الرافدين و سكانها من القوميتين، يعيشان متحابين و متوافقين دون اي غصة او منافسة على اي شيء. و دامت الحياة فيها الى ان اختلط عليهم الحسب و النسب بعد التقارب و التزاوج و لم يعدوا بانفسهم يعلموا حقيقة عرقهم، و هذا اجمل جهل للحقيقة المرة التي يمكن ان تؤدي الى خلاف . المهم في ذلك، انها كانت تدار في شؤنها العامة من قبل فتاتين جريئتين صاحبتي الشخصية القيادية باسمي حسيبة و نسيبة . فجاء القدر و وصل اليهم منادي ينادي و يطلب اللجوء خوفا من مَن اجبره على الرحيل، و استُقبل مكرما معززا الى ان استقر الدخيل و تزوج من حسيبة و ادار شؤنها، و بدوره و بعدما استقوى عوده ولم يصبر الى ان جاءت بنسيبة ذرة لشريكتها القديمة، و استبعد عن طريقه كل من اعتقد ينافسه من اهل الحل و العقد من الشيوخ باسهل الطرق، فتغيرت الحال و استقدم بنفسه من مكان مجهول من يمكن ان يقوٌي مكانته و يزيد ثروته فاستغل الوضع، وبقى السكان حيارى مشغولو البال لم يعدوا سعداءا كما كانوا و بدات التململ ينتشر في البلدة ، فتشاوروا كي يعيدوا الحال الى ما كانت عليه، و لكن لم يعد الامر كما كان و ليس بسهل ان تعود المياه الى مجاريها، فان تغير الوضع بفعل فاعل و زمان يصعب التقويم و التصحيح في الوقت المناسب . فقرر اهل القرية الاصلاء ان يجتمعوا و لكن عند باب التفكير في مثل هذا النوع من الاجتماع دب الخلاف على من يحضر من اي عرق او من هوقديم و حديث الوجود في القرية. فشاوروا الشيخ الكبيركي يجد لهم الحل، فقال بدوره؛ من دبر امورنا بات في حضن من لم يكن لاجئا بل مدبرا لما نراه اليوم و لم نعلم به الى ان وقع الفاس بالراس و ليست حسيبة كما كانت و لا نسيبة لتنقذانا كما كانتا دائما، فانها الاحوال التي تغيرت من عدم خذقنا و فطنتنا منذ البداية، اننا تعاملنا مع الغريب بما تعاملنا مع بعضنا به، اننا السبب، و ليس امامنا الا ان نساير ما يجري الى ان نربي و تبرز عندنا حسيبة و نسيبة اخرى من عندنا، و هذا ما يحتاج الى تدبير و تنظيم ايضا لنفشل من استدبر لنا الحيلة منذ البداية. فاليوم حال العراق كما كانت القرية و ان انتظرنا بعد التغيير و ازاحة الشواذ التي سيطرت على البلد طوال العقود، ان يُدار بسلاسة و حرص و اخلاص دون تخطيط و مؤآمرات مسبقة، فاصطدم الجميع بما لم يكن متوقعا و تغيرت الاحوال، و تغيرت حسيبة و ذرتها نسيبة مع التغيير الكامل في ظروف المعيشة و الحياة العامة للناس ، و نحتاج لمن يُدبر الاموربما يتوافق مع العصر و ما يحتاجه، ومن يبرزعند الضرورة ليضمن مستقبل البلد و يعيد حالته الاجتماعية المتجانسة الى ما كانت عليه على الاقل .لنصرخ؛ وا حسيبة و نسيبة العاقلتان المدبرتان خيلكما انقذونا .
نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست