اصبحت اللاسياسة سياسة في العراق
Friday, 08/03/2013, 12:00
كما هو المعلوم ان السياسة لها قواعدها و اصولها و اهدافها العامة المستندة على الحسابات الدقيقة للظروف الاجتماعية والاقتصادية و الثقافية في المكان الخاص بها . لا يمكن ان نعرٌف السياسة علميا و نعمل بها دون معرفة المباديء العامة لها و التي تعتمد اساسا على مصلحة المجتمع . و من يلمٌ و يخوض في هذه الواحة الغميقة يجب ان يتوافر فيه مجموعة من الصفات و المميزات التي يمكن ان لا توجد في عامة الناس، ان اردنا النسبة العالية من النجاح لها ، و الا سنصل الى ما نحن فيه من حال العراق و ما يجري فيه نتيجة عمل( السياسيين) خلال هذه السنين و ما قبلها من مراحل و عصر الانقلابات . لا يمكننا مقارنة ما يحدث على هذه الارض المعطاة اصلا بما يجب ان يكون عليه علميا ، ولكي نصل الى المبتغاة من تصحيح الامر، على الشعب الدخول في المحاولة لايجاد الحل و اداء المهام الواقع على عاتقه، كي يعيد ما هم يسمون انفسهم بالسياسيين الى جادة الصواب و فرض جوهر السياسة الحقيقية ،كما هو حال الاماكن الاخرى في العالم المعاصر . الهدف الاعظم من السياسة هو خدمة الانسان و المحافظة على سلامته و حياته و تامينها و التقدم نحو الامام من خلال تسييس الامور مع ما موجود، بحيث يجب ان تُتخذ الطريق الملائم لنجاح العمليات السياسية المتجزئة او اليومية من اجل نجاح الاستراتيجيات المرسومة، و التسييس الناجح هو الذي يزيح المعوقات دون ان يبرز منها الاضرار الكبيرة . كل هذا له اساليب و طرق متنوعة وفق خصائص الشعب و المنطقة التي تجري فيها من كافة النواحي، و يكون العمل معتمدا على الفكر الصحيح الملائم و المنهج السياسي العلمي الدقيق و العقلية التقدمية العالمة بمجريات الامور و دقائقها نظريا، و من ثم التجريب و الاستفادة من الاخرين دون ان تُُنسى الظروف العديدة الخاصة بمكان العمل، و التي يمكن ان تتطلب جهدا في ايجاد المنفذ للخروج من المآزق الناتجة جراء مسيرة العمل الجاري على الارض .
العراق، الذي يختلف شيئا ما عن المناطق الاخرى و حتى الدول الجوار ايضا ، تاريخه مليء بالاحداث، لا يمكن ان نتعمق فيه هنا، و لكن كلامنا يخصوص الحاضر و ما فيه. نرى ما يجري يوميا و ما هو الذي يمكن الاستغراب منه بمجرد تحليل بسيط لما يقع او قراءة الواقع من خلال المعادلات الخاصة بقياس ماهو الاصح لمكان التجربة و من اجل استبصار النتيجة المتوقعة فيه و كشفها للجميع و المحاولة لتلافي الاسوء في الامر و توضيح الحقيقة للجميع .
الفرد غارق في مشاغله و مشاكله و همومه، و هو يحاول جاهدا انقاذ نفسه من الصعوبات التي صنعتها السياسة الخاطئة للساسة الغرباء عن السياسة منذ فترة و اثقلت كاهله، و هو سالك لطريق صعب و مليء بالمعوقات التي فرضتها الحكم العشوائي للسلطات العديدة في العراق . هناك من المراكز المهمة و هي تدار من قبل من افرزتها الظروف الطارئة و الاحوال المنقلبة باستمرار و من طفى الى السطح بغفلة من الزمن . نرى من يدعي و يصرخ بانه صنع المعجزة من اجل الشعب ولكنه لا يعلم بما هو سائر عليه وهو قمة الماسآة في علم السياسة الحقيقية، و ان نتيجة عمله ليس الا الوصول الى الجهة المعاكسة لما هو الصحيح المطلوب بالضبط، و كل هذا لاسبابه المتعددة المعلومة للجميع؛ منها عدم المعرفة بجوهر و مضمون السياسة الصحيحة الملائمة المطلوبة على ارض الواقع، و دخول البعض في مضمار ليس من اختصاصه و من اجل المصالح الخاصة فقط، و هو يؤدي عمله بدوافع تنقض السياسة الصحيحة، و هو يتكيء على العوامل الرئيسية لتخلف البلد و انجراره الى الفوضى، و لكنه يفتخر جاهرا بعمله و كأنه هو المنقذ، و هو لا يعلم بانه اصبح سدا منيعا ومعوقا كبير و حاجزا رئيسيا لتصحيح الامور .
اننا اليوم في العراق نسمع اراءا و نلمس مواقفا و تتوضح لدينا افكرا لا تمت بصلة ما بالسياسة و ما تتطلبه و تفرضه على السياسي الحقيقي، و لا يعلم هذا بانه غارق في وحل التناقضات مع عالم السياسة وهو يسير بقطار اللاسياسة باسم السياسة و اهدافها النبيلة، هذه هي حال العراق اليوم، اصبحت اللاسياسة سياسة .
نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست