الحاح المالكي صغٌره في عين الجميع
Monday, 04/08/2014, 12:00
صدام جاء الى الحكم، كما اكتشف اخيرا بالدليل القاطع، بدعم المخابرات الامريكية و بانقلاب عسكري داخلي في زمن لم تكن الثورات الشعبية تبرز القائد المدني، و الديموقراطية كانت غائبة في هذه المنطقة بشكل قاطع، و لازال العدد الكبير من الدول تسير تحت طائلة حكم الدكتاتورية سواء كانت جمهلكية ام ملكية، و لاسباب موضوعية معلومة و النفط و السياسة العالمية من ابرز دعائمهم . اما بعد سقوط الدكتاتورية العراقية و التغييرات التي جرت كبداية و حجر اساس لما يمكن ان تستقر عليه المنطقة مهما طال الزمن و واجهت الزمات و العراقيل، لا يمكن ان يعتقد احد عودة عقارب الساعة الى ما كانت عليه، التعقيدات التي حصلت لم تدع اي كان مهما كانت شخصيته و قوته و من وراءه و الكاريزما التي يتمتع بها، لا يمكن ان يسوغ لنفسه المبررات التي تدعه يحتكر السلطة و الحكم بنرجسية و العقلنة الفردية و الحيل السياسية السابقة .
جاء المالكي بعد ان اعتلى رئاسة حزبه في ضربة قاضية بعدما كان مجرد مستشارا لرئيسه السابق، و عمل على بقاءه فيه بكل ما يملك من الحيل و الخطط في الصراعات التي لا تختلف عن اي حزب علماني، و اراد ان يكمل فعلته و يسير بها في حكم العراق ايضا، فتصرف و كما يعتقد بان العراق بمكوناته المختلفة هو مثيل التوجهات و الكتل المختلفة في حزبه، اراد استغلال جهة ليستخدمها ضد الاخر ليبقى هو الاعلى دائما، و نجح في مواقع عدة و استغل الامكانيات الدولة المتوفرة تحت يده و بصلاحياته التي وفرها الدستور و هي نقطة ضعف و ثغرة الحكم في العراق لحد الان، و خضعت له مجموعة من الضعفاء من حوله ممن كان تاريخه لا يسمح بان يتقدم بخطوات طبيعية، فنجح في بناء حلقة ضيقة سياسية مجردة من اي فكر و فلسفة التي كان يتمتع بها حزب الدعوة الاصيل. فراوغ بين امريكا و ايران كما فعل في حزبه و في السلطة، و منذ مجيئه افتعل ازمات و حاول ان يستثمر اخرى لصالحه الشخصي مخططا لبقاءه لمدة طويلة و كان هدفه الاسمى البقاء لدورات غير محدودة في الحكم و عمل وفق هذا الاساس منذ البداية، و لم يكن هذا العمل و التوجه و النية بدراسة واقعية منه و كان من غير المتوقع من قبل اي باحث او مراقب سياسي ان يتصور بان المالكي يعيش في زمن ما قبل تحرير العراق،او ربما تغيرت افكاره و توقعاته و نظرته بعدما واجه المشكلات و الازمات العديدة و اعتقد بان العراق لا يمكن حكمه الا بدكتاتور عادل كما قال مبارك بعد تحرير العراق سنة 2003، الا انه لعب و اجتهد و ناور و جمع من القيادات غير الكفوءة ممن يمكن ان يسيطر عليهم لتخطيط ما يخصه فقط، دون النظر الى الظروف الموضوعية و الفروقات و التغييرات التي حصلت في المنطقة و العراق، و التي جعلت الاوضاع لا يمكن ان تسير كما كانت قبل عقدين او اكثر، و ان يسيطر شخص و حزب على كافة الامور دون ان يحصل ما يهزه . فلم يحسب حسابات دقيقة، و اعتقد بانه يخرج من الازمات كالشعرة من العجين كما نفذ منها في المرات السابقة و ان لم تكن الازمات السابقة كبيرة و معقدة بشكل تهز كرسيه . اما بعد مجيء داعش، كان عليه ان يعيد حسابات جديدة قبل ان يسلك بشكل يؤدي به الى متاهات، وكان بالامكان ان يخرج من الحال بماء وجه، و على الرغم من النصائح الاطراف الخارجية التي كانت مستندة على مصالحهم فقط فجعلته يكرر اخطاءه خلال مدة قصيرة، فانه جعل من يثق به من قبل ان يعيد النظر فيه و حتى من المتحالفين و القريبين منه. فالحاح المالكي على البقاء في كرسيه ليس بامر معقول بعد ان تدخلت المرجعية و اظهر رايها في التغيير الواجب و عدم التشبث بالكراسي و الحكم وفق المقبولية، انكسر اخر مسند لبقاء كرسيه الذي حكم به . كان بامكانه ان يترك المكان لكتلته و يعيد هو الحسابات البعيدة المدى ليبقى في الساحة السياسية، اما باصراره لقد فوت على نفسه و انهى تاريخه السياسي بشكل مخزي . و كان لابد ان يعترف انه سقط من البناء الذي بناه هو و لابد ان يبنيه غيره و ممن كان يثق به بديلا له و لم يتصرف بحنكة و عقلانية في اللحظة الحاسمة .
نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست