أجهزة المخابرات الحزبية،وقمعها الوحشي لأكراد العراق!
Sunday, 21/11/2010, 12:00
مركز دراسات الامة العراقية ـ ميزوبوتاميا / جنيف
هنالك في كردستان العراق، جهازان أمنيان تابعان للحزبين العنصريين: جهاز (باراستن _ المخابرات) التابع لحزب الديمقراطي الكردستاني،وجهاز(زانياري _ الاستخبارت) التابع للاتحاد الوطني الكردستاني، في ادائهما على أجهزة الأنظمة البوليسية التي طالما تحدث الاكراد والمنظمات الدولية المعنية بحقوق الانسان عن الفضائع التي كانت ترتكب في دهاليزها على مرأى ومسمع من العالم المتمدن والمنظمة الدولية من دون أن يتحرك أحد أو جهة لإنقاذ المعتقلين من تلك المظالم والانتهاكات الفريدة من نوعها في تاريخ البشرية.
وجسد منتسبوا وضباط باراستن والزانياري الذين هم أتباع الأحزاب الطرزانية اذ يتفنن القائمون على هذين الجهازين الامنيين وحسب أقوال العديد من الضحايا وتقارير المنظمات الدولية المعنية بحقوق الانسان المهدورة في العراق، في ابتكار أساليب تعذيب مرعبة عجَّزَت العقلية السادية، مثل وضع الضحية عارياً في حوض ماء مثلج وتسليط تيار كهربائي صاعق عليه أو تمديده على الارض عارياً ومكبل الاطراف ووضع قالب من الثلج على صدره أو تعليقه في سقف الزنزانة مكبل اليدين من خلاف وتعليق جسم ثقيل في (...) ووضعه في زنزانة انفرادية وتجويعه لعدة أيام ثم تسليط أحد المجانين ذي جسم بدين وعضلات مفتولة وقلب ميت من ضحايا السجن ذاته لينهال عليه ضرباً بكل ما أوتي من قوة..!
أو تهديد الضحايا باغتصاب نسائهم أمام أعينهم ما لم يعترفوا بالتهم المنسوبة اليهم أو تسليط مكبر للصوت على زنزاناتهم ليبث موسيقى صاخبة على مدار 24 ساعة من دون انقطاع ناهيك عن أساليب التعذيب النفسي كإرغام الضحية على التغوط في نفس الماعون الذي يأكل فيه أو سجنه في مرحاض قذر ذي رائحة كريهة.
هذه الحقائق المرعبة صارت في الآونة الاخيرة حديث الشارع الكردستاني وحديث الجلسات على المقاهي والاوساط الثقافية والسياسية والاجتماعية بل وحديث العوائل في معظم أرجاء الاقليم لاسيما ضمن محافظة السليمانية، خصوصاً بعد أن نشرت تقارير بهذا الصدد في احدى الصحف الكردية الاهلية الصادرة في السليمانية والتي يقال بأنها مسنودة من أحد أكبر الشخصيات في الاتحاد الوطني، أما لماذا نشرت تلك التقارير وما الغاية منها؟ أو هل أن القصص الفظيعة المرفقة بها حقيقية أم مفبركة لأسباب أمنية أيضاً؟
هذا وتم الالتقاء سراً بمعتقل تم الافراج عنه مؤخراً بعد سجنه خمسة أشهر على ذمة قضية أمنية في سجون جهاز (الاسايش) بالسليمانية، والذي أكد بالفعل صحة وجود تلك الاساليب المبتكرة في تعذيب الضحايا لانتزاع الاعترافات منهم عنوة، بغية ارغام القضاء على اصدار الاحكام التي يبتغيها (الاسايش) لضحاياه .
وأضاف الضحية الذي لم يبلغ العشرين عاما انه تعرض شخصياً لتعذيب مهين من قبل المحققين في (الاسايش) الذين كانوا ينهالون عليه ضرباً بالكراسي الحديدية وخراطيم المياه المعدنية والهراوات البلاستيكية المحشوة بالاسلاك الحديدية هم وأفراد حمايتهم لانتزاع الاعترافات منه، وقال لقد سلطوا عليَّ ذاك المجنون المدعو دانيال الذي يقال بأنه فقد عقله جراء التعذيب فتم الاحتفاظ به في (الاسايش) وترويضه لصالحهم بغية تعذيب المتهمين الذين يرفضون الاعتراف بالتهم المنسوبة اليهم. وأضاف ان المخبول الجلاد شخص فارع القامة وبدين وعريض المنكبين ومفتول العضلات ومنصاع جداً لأوامر أسياده في السجن لأنه يعلم بأنهم سيقطعون عنه الطعام اذا لم ينفذ مايريدون، وهو أشد أنواع التعذيب بالنسبة اليه لذلك يلبي الاوامر صاغراً.
وتابع الضحية (هـ . م . ش)، وضعوني عارياً في زنزانة التعذيب وحثوا دانيال المخبول على ضربي لكنه رفض تنفيذ الاوامر بقدرة القادر، وكأنه شعر بمدى مظلوميتي وعدم قدرتي على تحمل صفعة واحدة من كفه الشبيه بالمسحاة، فاستبدلوا المخبول بجلاد آخر لا يعرف الرحمة فقام بالمطلوب.
ويقول ضحية آخر في اعترافات أدلى بها لصحيفة (هاولاتي) في عددها الاخير انه تعرض لتهديد بالاعتداء الجنسي عليه أو على نساء اسرته مالم يعترف بالتهم المنسوبة اليه في احدى زنزانات جهاز(الزانياري _ الاستخبارات) لذلك اضطر الى الاعتراف بتهم لم يرتكبها أصلاً حفاظاً على شرفه وشرف أسرته، ويقول الضحية (س) وعمره 24 عاما في اعترافاته للصحيفة انه سجن في أقبية جهازي (الاسايش والزانياري)، ويتابع (عندما ساقوني الى سجن زانياري معصوب العينين تعرضت هناك لضرب مبرح بمختلف الاساليب، ثم اقتادوني الى الاسايش وهناك تعرضت للضرب بالركلات الحادة على بطني ليلة 21/ 3/ 2007 بتهمة التجسس لصالح جهة سياسية أخرى فأصبت بالتهابات داخلية وفي ليلة 28/ 3 تم نقلي الى المستشفى لأجراء عملية جراحية، وبعد شفائي أعادوني الى سجن زانياري ونزعوا كل ملابسي وهددوني بالاعتداء على شرفي أو اغتصاب نساء أسرتي ما لم أعترف بالتهم المنسوبة اليَّ، فاعترفت بما يريدون حفاظا على شرفي، وبعد عام وأربعة أشهر من الاعتقال والتعذيب صدر قرار بالعفو عن السجناء فأطلق سراحي) .
أما العميد (حسن نوري) فقد نفى كما هو متوقع تلك الاتهامات جملة وتفصيلا وقال (نحن لا نلجأ الى اتباع أساليب التعذيب لإرغام المتهمين على الاعتراف لأن ذلك مناف لمبادئ حقوق الانسان بل نستند دوماً على الادلة والقرائن الثبوتية التي تدين المتهمين، ونفى ان يكون الضحية (س) قد تعرض للضرب على بطنه ثم اجراء عملية جراحية له لإنقاذ حياته(...! .
وقال ضحية آخر مازال معتقلا في بلدة خانقين بتهمة ارتكاب جريمة قتل انه تعرض للتعذيب الشديد وأرغم على الاعتراف بقتله شخصاً يدعى أياد صالح، في حين ان الشخص المذكور مازال حياً يرزق وهو معتقل في أحد سجون السليمانية.
ويقول معظم الضحايا ان المحققين لايدققون في ملفات قضاياهم منذ اللحظة الاولى لاعتقالهم، وان الكثيرين منهم اعتقلوا بلا أوامر قضائية أو أدلة تثبت ادانتهم أو تورطهم في الجرائم المنسوبة اليهم.
ويقول أحد المعتقلين في سجن الاصلاح والتهذيب الكائن في معسكر السلام على طريق السليمانية _ كركوك ان القضاء يعتمد فقط على تقارير جهاز (الاسايش) أثناء اجراء المحاكمات، في حين إن غالبية ضباط (الاسايش) تم ترفيعهم الى رتب عالية جراء انتمائهم وولائهم الحزبي فقط لذلك فهم لايكترثون بحقوق الانسان وحقوق المواطنين، مؤكداً بأنه يحتفظ بأسماء العشرات من صغار المفوضين الذين يتقاضون الرشاوى لقاء تغيير الاقوال والاعترافات وتمزيق الملفات.
والطامة الكبرى هي ان مستشار وزير حقوق الانسان في الاقليم يعترف بوجود انتهاكات لحقوق الانسان، وممارسة العنف والتعذيب ضد المعتقلين ويقول (سلطاتنا محدودة ولا تسمح لنا بمنع ممارسة التعذيب بحق المعتقلين رغم مطالبتنا بذلك مرارا ولكن بلا جدوى).
ويرى بعض المتابعين والمهتمين بالقضايا الامنية بأن الغاية من نشر هكذا معلومات وقصص مرعبة عن الاجهزة الامنية، على صفحات الجرائد وفي هذا التوقيت بالذات، هي بث الرعب والخوف في صفوف الناس كأحد أساليب الحرب النفسية الاحترازية التي ترمي تخويف المجرمين أو من يحاول الانزلاق نحوها، لكن النماذج الحية من الضحايا أكدوا بالملموس صحة اتباع ممارسات التعذيب في سجون ودهاليز جهازي (باراستن والزانياري) .
نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست