ظاهرة الانتحار في كردستان، بقاء الجلاّد قد أحبط العباد
Friday, 23/09/2011, 12:00
قد لايتفاجئ العارف بخفايا الأمور من قبل وما آلت اليه من بعد، فالشعب الذي يتعاقب عليه الجلادون في الحكم، ويرحل جلاّد ليخلفه جلاّد من الطبيعي أن يصل به الإحباط الى الدرجة التي تجعل العقل الجمعي يستأنس بفكرة الإنتحار. فالطالب المتخرج للتو من رحلة دراسية دامت على الأقل 14 عاما لخريجي المعاهد أو 16-17 عاما لحملة البكالوريوس، يجد نفسه بعد عناء رحلة الدراسة الطويلة في دوامة الفراغ القاتل يدور في حلقة مفرغة من البطالة و رياضة جلد الذات.
الأمر هيّن لو كان الأمر شامل وعام.. ولكن الفاجعة حين يرى أبناء الذوات يمتلكون القصور الفخمة في عواصم الغرب بأموال الشعب وكما هو الحال مع قباد جلال الطالباني الذي التقى مع أبيه قبل أيام في نيويورك حاملا حقيبة تحتوي على مليوني دولار (اجور ايفاده لحضور اعمال الاجتماعات السنوية للجمعية العمومية للأمم المتحدة في دورتها 66 ) لتزداد أرصدة قباد فيصبح مؤهلا لإقتناء البدلات الفاخرة والحلي ومزيدا من القصور لزوجته اليهودية التي لاتعرف موقع العراق وكردستان على الخارطة. ولم يتوقف فخامته عند ملايين الايفاد بل يستخدم الأدوية الفاسدة في علاج مرضى الشعب في المستشفيات الخاصة المملوكة من قبله في السليمانية. فقد تم مؤخرا، ضبط كميات كبيرة من الأدوية الفاسدة والأجهزة المستهلكة الفاقدة للصلاحية منذ 2005 وكما هو الحال مع مركز عمليات القسطرة في مستشفى ( زيان ) الذي يديره الدكتور ( محمد قادر خوشناو ) الطبيب الشخصي لـ ( جلال الطالباني ).
بل يتعاظم على الشباب الأمر حين يسمعون بالأغراب الذين تجمعهم الانسانية بنا ينصحون صاحب الجلالة مسعود البارزاني "أن محاربة الفساد تبدأ بتنظيف المنزل" كما هو الحال مع الكاتب الأمريكي (مايكل روبن) الذي كشف فساد أبناء مسعود، وخاصة ولي العهد مسرور البارزاني وقصره الفخم المجاور لوكالة الاستخبارات المركزية الامريكية الذي اشتراه بـ 10 ملايين دولار سلبها من عرق جبين شعبه الغارق في البطالة. كيف ينظف المنزل ياروبن؟ ورب البيت نفسه وكما تشير وثائق ويكيلكس شريك في اختلاس أكثر من 400 مليون دولار مع بروسكا نوري شاويس ( رغم عدم اكماله لمرحلة الابتدائية عيّن من قبل المسعود أمينا عاما لوزارة الدفاع العراقية). المسعود الذي لايلتقي بأبناء جلدته وشعبه حين يزورهم إلا في المقرات التابعة لحزبه وكما فعلها بالأمس في خانقين.
ويزداد الأمر سوءً والفقراء إحباطاً عندما تبنى مئات الوحدات السكنية من قبل الشركات بإسم الفقراء وينظر المعوزين وأبناء الشهداء بلهفة لمراحل التشييد وتكتمل ليصبح ذوي الدخل المحدود خارج المعادلة ولتوزع فيما بعد على التجار والمسؤولين في حكومة برهم صالح. هذا البرهم (المشكوك في صلاحيته) يتحمّل المسؤولية أيضا في عملية الإحباط المتفشي في نفوس شباب الإقليم فما أكثر وعوده في التعيين والبناء وما أقل إنجازاته. وقد كان آخرها وعود تعيين 25 ألف جامعي في هذا العام ولم يتحقق من الوعد شيئا سوى الدفع بالفتاة الجامعية "بناز جواد" الى الانتحار.. وزيادة عمليات الإختلاس والتحايل على القانون في البنوك الحكومية في الاقليم وكما هو الحال مع اختفاء (23) مليار دينار عراقي مؤخرا من المصرف العقاري في أربيل والمضافة الى مصرف قلات.
ويصل الحال الى مرحلة اللاعودة في الاحباط عندما يرى الشباب اختفاء الأرقام الهائلة من واردات المعابر الحدودية لبرويز خان وباشماخ وحاجي عمران وابراهيم الخليل وتسربها الى جيوب أبناء الذوات وأزواج وبنات النخبة السياسية في الاقليم. أما قهر الصحافة والصحفيين ورجال المنابر والدين فحدّث ولاحرج، فلم يكن الحالم بإبنة صاحب الجلالة سردشت عثمان أول الضحايا ولن يكون لصحفي آسوس هردي آخر المستهدفين. أما رجال الدين فهم أيضا في القائمة السوداء في نظر الحزبين وامام وخطيب مسجد ( الحاج داوود ) في اربيل الذي أختطف مسبقا ليجدوا فيما بعد جثته مقتولا في أحد أحياء بغداد لم يكن أو الضحايا، كما لن يكون رجل الدين الملا اسماعيل السوسيي الذي أختطف نتيجة انتقاده مسعود قبل أسابيع آخر المستهدفين.
ولاشك ان الإحباط سيتأصل ويتعمق في النفوس عندما يرى الشباب شروعا بالإلتفاف حول الجلادين من قبل قيادة التغيير التي بنوا عليها الآمال في الخلاص وكما هو الحال في اقامة رئيس حركة التغيير نيشروان مصطفى أمسية عشاء فاخرة وليلة هارونية حمراء من ليالي ألف ليلة وليلة لرئيس الإقليم في نادي كردستان الاجتماعي وسط مدينة السليمانية، في الوقت الذي يؤكد فيه رئيس حركة التغيير لشباب الكرد (ونحن معه في تأكيده) عدم امتلاك حزبي البارزاني والطالباني لأي سياسة في إدارة الأزمة الحالية الناجمة عن القصف الإيراني والتركي لإقليم كردستان العراق، وافتقارهما لأي برنامج جدي للاصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي لشعب كردستان.
مثار القلق الحقيقي لايقتصر على سُحب الاحباط التي تلبدت في نفوس شباب الاقليم وحسب، بل هناك محاولات جادة لتصديره من قبل الحزبين الى الشباب الكرد خارج الاقليم، فالبارزاني ينفي ويؤكد العكس والطالباني الطالباني يدلي بتصريحات لأذاعة ( اي ام سي ) التركية يقول فيها ان مسعود البرزاني رئيس الحزب ( الديمقراطي ) الكردستاني ورئيس اقليم كردستان هو من قرر الغاء انعقاد المؤتمر القومي لجميع الفصائل الكردية في أربيل.
لذا نشدّ على أيدي النواب في برلمان كردستان العراق الذين ناشدوا رئاسة البرلمان عقد جلسة خاصة لبحث حالات انتحار الشباب في الاقليم ، والتي تحولت الى ظاهرة ملفتة وخطيرة في الاونة الاخيرة.. ولكن عليهم أن يتذكروا أن في بقاء الجلاد وجلاوزته في قمم السلطة احباط للشعب وتمزيق للبلاد.
نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست