بين آب 1996 وآب 2012، البارزاني والمواقف اللاّوطنية
Tuesday, 07/08/2012, 12:00
في الثاني من آب 2012، بلى قد أعاد التاريخ نفسه فقد شرع السيد مسعود البارزاني بتكرار سيناريو الإستقواء بالآخر على أبناء جلدته ووطنه من أجل حماية نفسه وتوطيد سلطة العائلة البارزانية بدعوته وزير خارجية تركيا داود أوغلو للتسكع في كركوك دون إذن مسبق من الحكومة الإتحادية، ولا يخفى على أحد بأن السيد مسعود قد فعلها من قبل في آب 1996 عندما استعان بالحرس الجمهوري الصداّمي لضرب الشعب الكردي والمعارضة العراقية، وقد اخذ مثل هذا الحدث أبعادا عالمية من الممكن أن يشكل الإستعانة بتفاصيلها أساسا لمحاكمة دولية أو وطنية للسيد مسعود البارزاني، وأحد هذه الأبعاد هو تأكيد قانون تحرير العراق 1998 الصادر عن الكونغرس الأمريكي على هذه الجريمة، فقد عدّ (دخول الحرس الجمهوري ودعوة مسعود له) كأحد المبررات للشروع بإسقاط نظام صداّم فقد جاء في البند الثامن من هذا القانون مايلي :" بتاريخ 31 آب 1996 قام العراق بقمع العديد من معارضيه وذلك بمساعدة إحدى الفصائل الكردية في اجتياح مدينة أربيل".. وقد سقط صدام ولازال السيد مسعود البارزاني يعاقر الكؤوس اللاّ وطنية.
أن الجهود البارزانية المبذولة لتعبيد الطريق لزيارة أوغلو الى كركوك جاءت للتغطية والتمويه على ما قام به السيد مسعود البارزاني من إنتهاكات وتجاوزات بخصوص الكثير من القضايا سواء مايتعلّق منها في علاقته بالحكومة الإتحادية وإستفزازاته المتكررة لها أو تدخلاّته غير المحسوبة في الشأن السوري وإنخراطه ضمن الأجندة التركية في المنطقة واللقاءات المتكررة مع قادة مايسمى (المجلس الوطني المعارض) والإتفاق معهم على (( إجبار اللاجئين السوريين على ترك عوائلهم وأطفالهم في المخيمات والإلتحاق بمعسكرات التدريب قسرا))، وذلك ماحصل فعلا للاّجئين السوريين على يد بلطجية الحزب الديمقراطي الكردستاني واجهزته الأمنية (الباراستن). اليوم وبعد هذه الإنتهاكات فقد اختار السيد مسعود بارزاني الوقت المناسب للإستنجاد بالغول التركي لصرف الأنظار وتشتيت الأذهان عما يفعله من إنتهاكات قانونية وخروقات دستورية وفي نفس الوقت فقد إستهدف الوجود الرسمي للحكومة الإتحادية في كركوك خاصة وأن نفوذ الحكومة منسجما مع بقية الأطراف الكردية بإستثناء حزب البارزاني، الحزب الذي لازال ينظر بعين الاستحواذ والتزاحم والتنافس مع كافة الأطراف العراقية سواءً في الإقليم أو كركوك أو أي بقعة عراقية أخرى.
لقد أدرك الكثير من الساسة المنصفين خطورة زيارة أوغلو الى كركوك بهذه الطريقة الفجّة، فقد وصف النائب عن التحالف الكردستاني د.محمود عثمان زيارة وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو الى محافظة كركوك دون اخذ اذن من الحكومة الاتحادية بانه انتهاك واضح للسيادة العراقية.. وكذلك وصفته النائبة عن دولة القانون د. حنان الفتلاوي في القول.." أن زيارة اوغلو لكركوك "استفزازية"، وعلى الحكومة التركية ان تعتذر عن هذه التصرفات".. وكذلك تم استهجان الزيارة من قبل نواب عن القائمة العراقية أيضا، ألا أن البارزاني وحزبه يضاف له القوى السياسية العراقية المرتبطة بالخارجية التركية، فهؤلاء جميعا يرون بأن الزيارة طبيعية وليس عليها اي غبار ، رغم استهتار تركيا بالمواثيق والأعراف الديبلوماسية، وعلى الرغم من تدخلّها السافر في الشأن الداخلي للعراق.
لم يعد خافيا على أحد بأن أية حركة سياسية أو إقتصادية يقوم بها السيد البارزاني لاعلاقة لها بالمصلحة العامة بل تستهدف بالنتيجة إدامة حكم العائلة البارزانية وتوطيد أركانها السياسية والإقتصادية والعسكرية حتى وأن استدعى الأمر توريط أطراف سياسية كردية في مشاريع مشبوهة وحروب لا ناقة لها فيها ولا جمل أو توريط الحكومة الإتحادية في نزاعات هي في غنى عنها في هذا الظرف الإقليمي الخطير.
وختاماً نكرر ماقاله السيد جلال الطالباني في رسالته الى خصمه مسعود نهاية عام 1996 بعد انتهاء الحرب بين الحزبين حيث قال .."ان مسعود البارزاني متهم بقتل الالوف من اعضاء الاتحاد الوطني الكردستاني، وان الديمقراطية والعدالة تستدعيان تقديمه الى المحاكمة لغرض معاقبته مثلما تتم محاكمة اي مجرم آخر".. هذا من جانب (آب الأول).. أما بخصوص (آب الثاني 2012).. فنكرر قول د. حنان الفتلاوي .." ان زيارة اوغلو تعد انتهاك صارخ للسيادة العراقية وعلى الحكومة ومجلس النواب ان يتخذا موقفاً يتناسب مع هذا التجاوز وعدم الاكتفاء بالاستنكار لان تركيا بدأت تتمادى يوماً بعد اخر ,كما واطالب الحكومة بمحاسبة رئيس الاقليم ومحافظ كركوك ورئيس مجلس محافظة كركوك لتجاوزهم الدستور بعدم التنسيق مع الحكومة الاتحادية".
نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست