بعد زوال اللعنة البعثية التي حلت على العراق بعد سقوط الدكتاتور, نهض الشعب العراقي من رماد الحطام ووقف وسط دهشة الاصدقاء والاعداء محاولا الوقوف على رجليه محاولا تضميد جراحه التي لاتزال تنزف دما جراء سياسة القمع والاضطهاد والانفالات التي راحت ضحيتها الالاف من ابناء شعبنا العراقي. وللتنافس على ادارة الدولة سلميا وبناء مؤسسات المجتمع المدني على اسس سليمة وترسيخ ركائز الديمقراطية , سلك العراق طريق الانتخابات ليتمكن الشعب الذي عانى من الدكتاتورية اختيار ممثليه بعد ان اعاد صدام البلد الى القرون الوسطى ... لكن المسالة وللاسف ليست رغبة ولا تمنيات بقدر ما اتضح ومن خلال جولات من الانتخابات، تداخل مصالح القوى المحلية والاقليمية والدولية في شؤون العراق لاسباب باتت معروفة لدى الجميع ... فخلال هذه السنوات اتضح بان مصير العراق ومستقبل الشعب يخططان من خارج الحدود البلد بعد ان اغلقوا على الشعب كل النوافذ التي فتحت بوجهه مع سقوط الصنم بسموم المحاصصة والمصالح الحزبية الضيقة والعرقية والمناطقية والطائفية المقيتة واصبح الكل يحاول ان يتربع على كرسي الحكم الذي اصبح حلما اكبر من العراق كما كان دائما وللاسف ....!!
الانتخابات وعودة البعث ...!
نعم من الممكن ان تبرز الانتخابات دكتاتور يتسلط على رقاب الشعب ولكن من الصعب ازاحته بالانتخابات بعدئذ, فنرى اليوم صعود بعثيين الى الصدارة بعد ان حصدوا اصواتا تؤهلهم للوصول الى مناصب سيادية مهمة في الدولة ، طبعا على حساب تراجع القوى والاحزاب والتيارات الديمقراطية واليسارية وكانما يعود بنا الزمن الى عهد الظلام والاستبداد ويعود التاريخ الى تكرار نفسه !.... والسؤال الذي يحيّرني كمواطن عراقي شارك في الانتخابات وعانى ما عانى من الظلم والقمع والاضطهاد من اعتى نظام عرفته المنطقة برمتها هو لماذا نجد افراد المجتمع العراقي بعد كل هذا الخراب والدمار والقتل المجاني والانفالات يتخلون وبمحض ارادتهم الحرة مرة اخرى عن مستقبلهم ومستقبل بلدهم ؟ لماذا تتقدم الكيانات العشائرية والاسلامية والبعثية على حساب تراجع القوى التقدمية ؟ هل العلة في البرامج الانتخابية كما يقال ؟ ام في اسماء الاحزاب ونهجها ومبادئها وشعاراتها ؟ وهل فعلا تم الانتخاب على اساس البرامج والعمل والفكر ؟ ولعل السؤال الاهم هو الى متى يستمر التخلي عن ممارسة الحرية من قبل الناخب ؟ والى متى تلحقنا لعنة المستبد للسيطرة على المشاعر والاحاسيس والتفكير ؟ والاهم من كل هذا وذاك متى يختار الناخب العراقي ممثليه على اساس البرنامج الانتخابي وليس على اساس الانتماء الطائفي والعشيرة والرموز ؟ الى متى نكرر الخطأ و وننتخب نفس القيادات الفاسدة ؟ اليس هناك فرق بين الحياة والموت ؟ يقال لايلدغ المؤمن من جحر مرتين ...وها قد لدغنا نحن ولحد الان 4 مرات ( هل فعلا لانحس باللدغات ونريدها ان تكون اقوى ام اننا لسنا بمؤمنين ...! ), الى متى ننتقد ونقدم الشكاوى ضد من انتخبناهم عن محض ارادتنا نتيجة خطبهم الطنانة واخفاقاتهم وفسادهم وغياب شعورهم بالمسؤولية حيال ابناء شعبهم ووطنهم بعد كل عرس انتخابي ؟ هل يستطيع الفاسد محاربة الفساد المتفشي في مؤسسات الدولة ؟ ماذا عن الايادي البيضاء الذين لم يحضوا بثقة الناس الذين يعملون من اجلهم ؟ وماذا عن برامجهم وافكارهم هل اصبحت قديمة وعفى عليها الزمن ؟ هل العلة فيهم حقا ام في قصر نظر الناخب وخوفه من لعنة المفسدين والمشعوذين ؟ هل فعلا يصحّ ما يقال بان الناس تستمع فقط الى زئير الاسد ؟ الى متى نبقى تحت شرائع وقوانين الغابة ؟ ومن عجائب الامور ايضا , اننا نكيل بمكيالين , وبالتالي نحصد ثمرة ترددنا وخوفنا ,ونصنع باصواتنا الإنتخابية دكتاتورا جديدا ونقدم الولاء للسيد الطاغية ...! هل فعلا الشعب بحاجة الى وقت لاينتهي للقيام بثورة او تحوّلات اجتماعية سياسية ثقافية لتصحيح ما ال اليه حاله من الخراب الفكري والثقافي والسياسي والاجتماعي نتيجة السموم الدكتاتورية ...... ام لا ، نريد ان نصفق ونهلهل ونهوس لعراق يقف على رجل واحدة ...!!
الديمقراطية و(ضريح ) الطاغية ؟!
الرابط هو لمشاهدة قصر طاغية العراق وسط مدينة تكريت بعد اعدامه والاغرب من ذالك وفي ظل هذا الواقع (الديمقراطي والانتخابي جدا ) فان القصر قد حول الى متحف واصبح خاضعا لحراسة مشددة من قبل عناصر جهاز الامن الخاص والحرس الجمهوري وكل الاداريين وموظفي استعلامات القصر الجمهوري سابقا باشراف من (امجد ياسين مجيد شقيق ارشد ياسين ) نسيب و مرافق الطاغية المعدوم. وبعد مشاهدة الفلم والصور اسأل كل من يهمه الامر ...هل تم لهتلر ما تم ويتم لصدام ؟ هل هذا هو الاعتراف بحق الاختلاف مع الاخرين ؟ ام هي التعددية (الحقيقية جدا ) في زمن التداول السلمي للسلطة ؟ من هو المسؤول عن بناء هذا المكان ؟ وما هي دور شركة البسام الاردنية للمقاولات الانشائية في بناء القصر ؟ وهل فعلا تم بناء وتشييد القبر بموافقة الحكومة العراقية ؟ هل فعلا العراق بحاجة الى هكذا (متحف) للحفاظ على سيف وانواط شجاعة وتاريخ القادسية المشؤومة وقصائد عن( شهيد العروبة) (للمقاتل احمد خليل النعيمي ) والصور وكراسي حكمه المقيت الملطخة بالدم الذي دام اكثر من 35 عام من القتل وجز الرؤوس والنهب والدمار ؟ هل يعلم وزير التربية والتعليم بان هناك زيارات لطلاب المدارس كوفود لزيارة ( قبر الريّس ) لتجديد الولاء للقائد المعدوم ؟ ماذا يعني بعد كل هذه السنوات زيادة الطلب على صور الطاغية الذي ادين بارتكاب جرائم ضد الانسانية ... في بعض المدن وبشكل علني ؟ من هو الاولى بالتعويض ورد الاعتبار الجلاد ام الضحية ؟
ماالفرق بين ارشد الزيباري وعلى الكيمياوي ؟
ان ما قام به المتهم ارشد الزيباري من القتل والاعتقال والجرائم بحق الشعب في الانفال ليس اقل مما قام به سيده الكيمياوي في كوردستان ...حيث كان هو و (رفاقه )من الجحوش والمرتزقة ادلاء اوفياء لنظام قام بالابادة الجماعية ( الانفال ) وكانوا جنودا رهن اشارة سيدهم الطاغية ومازالوا على العهد باقون الى ان (يحرروا العراق من المحتلين والعملاء والمخربين) على حد زعمهم ... ولكن الاغرب من ذالك هو ان هذا المتهم مطلوب للعدالة العراقية وتحديدا في قضية الانفال و الابادة الجماعية ، بعد ان اقر ذلك من قبل المحكمة الجنائية العراقية العليا .... يمثل العراق ويزور البلدان العربية بدعوات رسمية من قبل تلك الدول ويتكلم باسم الشعب الكوردي .....!! وانا اوجه سؤالي الى رئيس اقليم كوردستان السيد مسعود البارزاني ...ماذا تعملون بعد ان تحدث ومن جديد احد ازلام النظام البائد (وفرسانه الصناديد ) ارشد الزيباري باسم الشعب الكوردي امام سيادة القائد الفاتح معمر القذافي وقال بما يفهم منه (بان الشعب الكوردي ضد الحزبين الحاكمين اللذين يعكّران عيشه بشكل اخوي ومحبة و سلام مع اخوانه العرب في العراق وانه يتعهد بان يضمن هو وعشيرته ـ كما قال ـ تصحيح ذلك )؟ الم تكن الوعود ياسيادة الرئيس بعد ان تم الاعفاء عن الجحوش والمرتزقة بعد انتفاضة اذار المجيدة بان من يرجع للعمالة تُرفع الحصانة عنه ويقدم للمحكمة نتيجة عمالته ؟ كيف تتعاملون مع ارشد وامثاله ممن خانوا الوطن والشعب ؟ ماذا عن قرار المحكمة العراقية الجنائية العليا حول القاء القبض على المطلوبين للعدالة و منهم الزيباري ؟ انه سؤال الوجع العراقي ...وسؤال كل الضحايا وذوي الشهداء والمؤتفلين فهل من مجيب ؟ لسماع كلمة الزيباري اضغط على الرابط ...