السليمانية.. عكس السير؟!
Saturday, 23/04/2011, 12:00
بيد السلطة وحدها يكمن مفتاح حل الاوضاع غير الطبيعية التي تشهدها مدينة السليمانية منذ اكثر من شهرين اثر اندلاع تظاهرات جماهيرية نظمت بموافقة اصولية دعما للثورات العربية بمصر وتونس ثم عكست مسارها نحو مقر الحزب الديمقراطي الكورستاني .. ومحصلة عمت المظاهرات اغلب مناطق نفوذ حزب الاتحاد الوطني الكوردستاني الحليف الاستراتيجي.. بعد سقوط قتلى وجرحى جلهم اطفال وسؤال مازال يفرض نفسه لماذا استهدف مقر الديمقراطي الكوردستاني وحده دون سائر الاحزاب الاخرى فيما لو كانت المظاهرات انطلقت اساسا لاحداث تغيير جراء تفاقم الاوضاع المعيشية والفساد بانواعه..
الجواب له ارتباط بسايكولوجية المجتمع الكوردي ومدى اتاحة اجواء الديمقراطية لنخب الثقافة الكوردية وجماهيرها في مدينة السليمانية كونها عاصمة الثقافة الكوردية مقارنة باجواء مدن نفوذ الديمقراطي الكوردستاني.. وان المظاهرة ضد مقر الحزب الديمقراطي سبقتها تظاهرات اخرى نددت به شجبا لعدة اغتيالات راح ضحيتها شهداء للكلمة وابرزهما سوران مامه حمه وسردشت عثمان الذي خطف نهارا باربيل ورمي بجثته في مدينة الموصل وما يمكن تنظيمه في السليمانية بوجود معارضة معلنة لايسمح به مطلقا في العاصمة الاقليمية.
السلطة لا المعارضة او الشعب.. بيدها الحل لاعادة الامور الى نصابها.. ليس عبر نشر اعداد هائلة من قوات عسكرية داخل المدينة تعكر صفو الحرية وتقمع المتظاهرين في مركز تجمعهم في حملات اعتقال طالت عشاق الديمقراطية من كتاب ومثقفين وطلاب وانما عبر تحقيق الحد الادنى من مطالبهم وتمثلت قبل رفع سقفها الى اقالة رئيس الاقليم ورئيس الحكومة وحل البرلمان.. المطالبة باحالة المتهمين في ملابسات الاحداث الى المحاكم وحتى يأخذ القانون مجراه فضلا عن اصلاحات واجراءات هادفة لتحسين الظروف المعيشية ومعالجة البطالة وبخلاف ذلك وكما يحدث من تصعيدات بينها وبين المعارضة من جهة والشعب من جهة اخرى.. وستكون متضررة لامحال والعبرة بتجارب الثورات الشعبية التي تعصف المنطقة وتحظى بدعم محافل حقوق الانسان العالمي والدول التي لم تعد مكتوفة الايدي تجاه حلفها من دكتاتوريات تفلت قبضتها تدريجيا من غضب شعوبها.
ان ازمة حزب الاتحاد الوطني بتداعيات التظاهرات في مناطق سلطته تبدو في التزاماته وفق مصالحه الاستراتيجية مع الديمقراطي الكوردستاني طالما مقراته لم تكن مستهدفة شعبيا ومع وجود معارضة حقيقية من ثلاثة احزاب تقترب اكثر من المتظاهرين يجعله الخاسر الاكبر من استمرار الاوضاع على ماهو عليه من عسكرة المدينة او قمع وسجن المتظاهرين وبذلك اختار الطريق الخطأ عكس ماهو الملزم لاستتباب السلام وتعزيز الديمقراطية ومحاسبة الذين اجرموا بقتل اطفال ساقتهم الظروف الى المكان الخاطىْ غمرة المظاهرات قانونيا.. ولان الانسان هو الاقدس والاثمن وفق جميع الشرائع القانونية والوضعية وهو الاغلى حتى من مقر حزب اي حزب او حتى مسجد!
[email protected]
نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست