الكرد و اليهود و الثورة السورية
Thursday, 16/06/2011, 12:00
باختصار يجب علينا ككرد مخاطبة العالم بصراحة، فإيران ليست دولة عظمى و إنما دولة منذ عام 1979 و إلى الآن تمارس الابتزاز السياسي بوسائلها الغير شرعية، بدءاَ من اختطاف الصحفيين في لبنان عام 1984 و ما بعد و حتى إلى اختطاف آخرين من رجال الأعمال، و منه و من غير ذلك من الممارسات الإيرانية ندرك بأن إيران تستمد عظمتها من الحالة و الموقف اللامسؤولين من جانب العرب و الأوساط الدولية.
هنا عندما أقول العرب أقصد دول الجامعة العربية بأكملها، و توجد أسباب لهذه الحالة لابد من شرحها، فإن ما يسمى بالأنظمة العربية المعتدلة هي أكثر خداعاَ لشعوبها من الأنظمة الدكتاتورية، لأن الدول التي تحترم نفسها و تكون دول مؤسسات و ليست دول عصابات تنقل الحقائق و اقناع شعوبها على تلك الحقائق و من ثم تقدم على الاتفاقيات و الحلول الخارجية. ربما يتعقد البعض بأنه من الممكن أن يكون الإسلام السياسي ديناَ و قائداَ للمجتمع، و لكن أنا أقول عكس ذلك، لأن الإسلام السياسي يعتبر خطر على العدالة الاجتماعية و هو كذلك يفتقد إلى النقاء و النظافة في الجوانب الروحية، فعلى سبيل المثال فإن كل رجل مسلم بامكانه الزواج من أي فتاة من أهل الكتاب و لكن هذا الحق في نفس الوقت محرم على الفتاة الإسلامية من الزواج مع رجل من أهل الكتاب، و هذا بحد ذاته يعني ظلم بحق نصف المجتمع (باعتراف الجميع) نصف المجتمع و ربما في بعض المجتمعات أكثر من نصف المجتمع، أما فيما يخص مايوصي به الإسلام على أن المؤمنين سواسية كأسنان المشط و لا فرق بين عربي و أعجمي إلا بالتقوى، فأنا ككردي استطيع القول بأن هذا خطأ كبير، لأننا نرى الواقع الفعلي و العملي غير ذلك، نعم، لأن ممارسة الواقع الفعلي كما نعلم يفرض بأن الجميع متساوون فعلاَ و لكن عندما يكون غير العرب و غير المسلمين يتخلون للعرب عن انسانيتهم و حقوقهم كأفراد و كمجتمعات، و هذه هي المساواة حسب الواقع الفعلي، أي المساواة المستسلمة، و المساواة التي تفرض على الأقلية الاستسلام للأكثرية، و منه لا بد لنا من التطرق إلى الوضع العراقي كمثال على ذلك، لو تابعنا ما يحدث في هذا البلد منذ قيام الجمهورية الإسلامية في إيران، سنرى أحداث كثيرة تثبت صحة ذلك، من ارسال الجمهورية الإسلامية في إيران مياه قاتلة للطبيعة قبل البشر إلى العراق، و حرب دامت ثمان سنوات مع هذا البلد (بغض النظر عن دكتاتورية صدام حسين و نظامه) نرى بأن المسألة هي إيرانية فارسية بعيدة كل البعد عن كل ما جاء في القرآن و كل ما نص عليه الإسلام، لهذا أعتقد بأن كل المسلمين و بجميع مذاهبهم يؤمنون و متفقون على أن قتل نفس بغير وجه حق كأنما قتل الناس جميعاَ، و في هذا الصدد لو سألنا كم نفساَ قُتلت بيد النظام الإيراني في داخل إيران، العراق، لبنان و في أماكن مختلفة من أنحاء العالم، سنرى بأن ذلك كله مجرد شعار مقدس إلا أن الممارسة المتبعة من قبل إيران دائما كانت مدنساَ لقدسية هذا الشعار، فإلنظام الإيراني قتل أطفال الكرد داخل إيران و من دون أي ذنب و حتى من دون أن يعرفوا ماهو مذهبهم (شيعة أو سنة)، أو من دون أن يعلموا هل هم أكراد أو فرس أو أي من القوميات الأخرى الإيرانية، و هنا نتسائل بأنه كم وفق المفهوم الإسلامي و كم من البشر قتلوا على يد نظام الملالي في إيران، و ما هو ذنب طفل يهودي أن يقتل، هنا أقول بأن حالة اللاعدل، جعلت من بعض أطفال المسلمين أن يتمنوا أن يُدفنوا في اسرائيل.
يوجد شعبين معرضين للإبادة في حال غادروا وطنهم أو ساهموا على وطنهم و هو الشعبين الكردي و الاسرائيلي، و لعل يسأل البعض لماذا؟ و الجواب هو أن خروج الشعب اليهودي من اسرائيل سيعرضه للفناء بين ثقافات وحشية تحيط به في كل أصقاع الأرض و كذلك الشعب الكردي أيضاَ في نفس الحالة، لأنه في حال ابتعد عن وطنه سيكون مهدداَ بالإبادة و التصفية، و ليست التصفية الجسدية فحسب بل حتى الفكرية و الحضارية...الخ. فالشعب الفلسطيني تشرد من وطنه إلا أنه في نفس الوقت لم يتشرد من ثقافته وعلى سبيل المثال هاجر إلى سوريا أو الأردن أو مصر و لبنان و غيرها من الدول العربيةإلا أنه لم يتشرد من ثقافته و حضارته، و منه علينا أن نكون منصفين، و بالمقابل لو تشرد اليهود (لا سمح الله) إلى هذه الدول سيُفرض عليهم أن يبتعدوا عن كل ثقافتهم و حضارتهم و أن يتكيفوا مع ثقافات أخرى مناقضة لثقافتهم، و مع أن القرآن و الدين الإسلامي يوصي بالإيمان بالله و كتبه و رسله و اليوم الآخر، و القضاء و القدر فإن القرآن يلزم أيضاَ بهذا القدر في التوراة و الإنجيل و الزبور، لهذا كيف لنا أن نتجاوز هذه الحقائق التي تفرض علينا و التي تؤدي إلى أن ننفجر بأفكارنا (أي ننفجر بأفكار منطقية واقعية حقيقية) التي تفرض علينا انتمائنا الإنساني قبل الفكري و الحضاري و العرقي، و لهذه الأسباب أعتقد بأن الخوف الموجود في العالم الثالث من الفكر، يجعلنا أن نتأمل بأن هذه العروش التي بنيت من الكارتون ستهتري و ان الفكر سيشق طريقه إلى الحقيقة، و هنا لا بد لنا من التطرق إلى شئ من التاريخ الحديث على سبيل المثال عندما بدأت حملة الإبادة الجماعية بحق الشعب الكردي عام 1937 اثناء اندلاع ثورة ديرسم في كردستان تركيا، حدثت القصة الرهيبة و هو أن طفلاَ كرديا قد رأى مجموعة من الجيش التركي و كان منزل الطفل نفسه مشتعل بالنار، و عندما صاح له أحد الجنود بأن يسلم نفسه، ما كان للطفل أن يرمي بنفسه إلى الهرب إلى داخل منزله بين النار الملتهبة بدلاَ من تسليم نفسه لذلك الجندي (أي تفضيل الوقوع في النار على الوقوع في أيدي ذلك الجندي التركي) المشهد المروع الذي أدى بعد هذه الحادثة مباشرة بقائد المجموعة العسكرية أن يصرخ قائلاَ: "ألهذه الدرجة أنا أرهب من النار!!؟؟" مما أدى هذا الموقف أن ينتحر الضابط لعدم تحمله موقف الطفل منه، و منه فإني أريد أن يفهم الآخرين مدى قرب حالة الكرد إلى الشعب اليهودي، فهذه المظالم هي جزء بسيط و مبرر، و بالرغم من ذلك هل كتب صحافي عربي عن هذا؟ أو هل كتب مثقفاَ إيرانيا عن هذا؟... إذاَ الجميع متفقين على ابادتنا ككرد و في الظلمات، و كذلك لو تمكنوا على اليهود لفعلوا بعم نفس الشئ، و لكني أقول بأن هذه المرحلة و هذه الوقائع أصبحت جزءاَ من الماضي و ليست جزء من المستقبل، و من حظ الشعب الكردي أن قادة الكرد قد خلقهم الأعداء، و كم أتأسف عندما نسمع بأن أعضاء الكونكرس الأمريكي يدينون وحشية الرئيس السوري بشار الأسد و ممارسة نظامه القمعية ضد شعبه و ان الكونكرس يعبر عن إدانته لهذا القمع أكثر من أي مكان آخر في العالم كنت أنتظر منه رد فعل على هذه الممارسات، و هو برلمان كردستان العراق!! و ما يؤسفنا أكثر هو أن أعضاء برلمان كردستان العراق أصبحوا لا يمثلون إرادة الشعب الكردي و هذه وصمة عار في جبين هذا البرلمان الذي فقد كل شئ حتى شرعيته، و لهذا و في هذا الصدد فأنا أعتقد و أعلم أن بعض أعضاء برلمان كردستان من سجن أبو غريب و إلى الآن أقول لهم بأنه كان من الواجب عليهم أن يكونوا محل ثقة ما أوكل إليهم الشعب الكردي الذي صوت لهم، و لكن للأسف فأنا لا أرى أي عضو في البرلمان يفعل هذا الواجب، و لا أدري بأي وجه سيلتقي عضو ما مواطنا كردياَ من سوريا و يقول له أنا عضو في برلمان كردستان، فكم كردستان عندنا!!؟؟ أليست واحدة!!؟؟ و كم شعب كردي عندنا؟ أليس هو أيضا واحد؟؟
و فوق كل هذا يصل بهم الأمر إلى أن يستخدموا العملاء المزدوجين على أنهم يمثلون الشعب الكردي في سوريا!!؟؟ إذا فهنيئاَ لنا نحن الكرد بانتفاضتنا في سوريا و هنيئاَ لهم بعملائهم، و إن المستقبل كفيل بكشف كل الحقائق، و لهذا فأنا أتمنى و حزين متأسف في نفس الوقت على ما أقول، و لكن ليس بإمكاني مخالفة إرادة شعبي و معاناته المريرة، فأنتم أصغر من أن تكونوا مؤتمراَ قومياَ وطنيا كرديا شاملاَ، و ليكن لكم ما لكم، و لنا ما لنا، لقد اخترنا رضا الشعب، و لكنكم اخترتم رضا المستعمرين و عدم اثارتهم من أجل بقاءكم، و لهذا فكونوا على ثقة، بأن المستعمرين ذاهبون و أنتم أيضاَ ذاهبون معهم و ربما قبلهم، وسنكون مستمرين في مسيرتنا، و مبروك عليكم اخيتاركم هذا، لأنكم لاتستحقون أكثر، و مبروك علينا، فليس لنا بديل إلا شعبنا.
رئيس مؤسسة اسرائيل كرد
--
--
IsraelKurd Institute
Web: www.israelkurd.com
[email protected]mobil: (00964)750 405 2788
Iraq-kurdistan
دەزگای ئیسرائیل-كورد
عێراق-كوردستان
نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست