هل يصلح نجيرفان ما أفسده عمه مسعود !؟
Wednesday, 29/11/2017, 4:48
بداية لا بد من القول أن من حق الشعب الكوردستاني كبقية شعوب العالم أن يتمتع بإستقلاله وأن يمارس حريته على أرضه , حتى نفند اللبس الحاصل من أن الذي ليس مع الاستفتاء الحزبي الذي نادى به الحزب الديمقراطي الكوردستاني (البارتي) وبعض الاحزاب الكوردستانية الاخرى التي تسير في ركبها , من أن الذي ليس مع الاستفتاء فهو خارج عن الملة , كما صور أعلام البارتي ذلك للجماهير الكوردستانية المتعطشة للتحرر والضرب على الوتر العاطفي ومخاطبتهم من خلالها للسيطرة على مشاعرهم وعواطفهم وإستغلال ذلك للوصول الى مبتغاه الحزبي .
لماذا المعارضة الكوردستانية وجماهيرها العريضة كانت مع تأجيل الاستفتاء؟؟ للاسباب التالية , أولا بسبب عدم تهيئة الآرضية الملائمة داخليا وأقليميا ودوليا , ثانيا فرض قرار حزبي بدلا من قرار مؤسساتي شامل , ثالثا السلطة الحاكمة في الاقليم كانت مديونه وإلى الان بأكثر من عشرين مليار دولار لشركات النفط والغاز , رابعا البنية التحتية للاقليم لم يعمل على تهيئتها وتقويتها , خامسا البيت الكوردستاني كان منقسم على نفسه والبرلمان الكوردستاني معطل منذ سنتان ورئيس حزب البارتي فقد شرعيته منذ أكثر من سنتان ويمارس سلطته دون أية محاسبة قانونية أو دستورية لا من قبل الاقليم أو حتى المركز , سادسا قوات البيشمركة لم تكن موحدة ومنضبطة بل تأتمر من خلال قيادتين البارتي واليكيتي , سابعا الرفض الدولي والاممي للاستفتاء .
هذه حزمة من الاسباب الرئيسة لطلب المعارضة الكوردستانية لتأجيل عملية الاستفتاء وحتى لا نعطي مبرر للتدخل في شؤوننا الداخلية سواء من المركز أو الدول الاقليمية على حد سواء .
وقبل يومان من البدء بعملية الاستفتاء أعطت الادارة الامريكية الفرصة الاخيرة من خلال وزير خارجيته تيلرسون ونص الرسالة نشرتها (وكالة بلومبيرغ الامريكية ) وتنص على وعد امريكي بالوقوف مع حقوق الشعب الكوردستاني لاحقا وخلال سنة فقط ولكن ينبغي تأجيله في الوقت الحالي اي موعده المقرر من قبل مسعود في 25/9 .
وجاء في نص الرسالة حزمة من الوعود الجيدة للشعب الكوردستاني في جنوب كوردستان , اولا التفاوض مع بغداد سواء أكان يعني فيدرالية حقيقية أو نوعا من الكونفدرالية أو الاستقلال , ثانيا الشراكة مع التحالف الدولي لدحر داعش ثالثا تقرير حدود اقليم كوردستان عن طريق الحوار وفق المادة 140 وبإشراف الولايات المتحدة والامم المتحدة ,وتنفيذ الاتفاقات الخاصة بالسلطة والايرادات , رابعا معالجة المسائل الأخرى مثل البيشمركة والطيران الجوي المدني والممثليات الدبلوماسية والملفات العالقة الاخرى .
لكن مسعود برزاني رفض المقترح الامريكي وأمضى في الاستفتاء بسبب تعنته ومغامرته وعناده العشائري وأنه ليس لم يستطيع تشكيل دولة بل قتل حلم الدولة بغبائه وتعنته ومضيه في استفتائه رغم تحذير العالم له .
وأعطى بذلك مسعود برزاني المبرر للتدخل الاقليمي وبضوء اخضر امريكي والزج بمليشيات الحشد والقوات العراقية وأقتحام محافظة كركوك وجميع الاراضي المتنازع عليها في خلال ساعات قليلة وانسحاب قوات البيشمركة الى حدود 2003 وخسارة أكثر من نصف مساحة اقليم كوردستان وأستشهاد العديد من أفراد البيشمركة ونزوح مئات الالاف من العوائل الكوردستانية الى العمق في أراضي جنوب كوردستان .
المعارضة الكوردستانية حذرت من هذا المشهد الاليم قبل الاستفتاء ولكن تعنت وإصرار رئيس الحزب الديمقراطي ( البارتي ) أدى الى كارثة حلت بالشعب الكوردستاني .
على البارتي أن يعترف بأخطائه السابقة التي خلقت الازمات ولا تزال في كوردستان والاعلان عن مرحلة جديدة , والتنحي عن رئاسة الحكومة لانها كانت مشاركة في هذه الكارثة التي أودت باحلامنا الى الضياع .
على المعارضة الكوردستانية عدم الانصياع لهذه الحكومة المؤقتة ( نجيرفان وقباد) التي تحاول الدوائر الاقليمية والامريكية بث الحياة فيها لانها تحاول ان تترصد للشعب الكوردستاني والعراقي لابقائها كورقة لازالوا يرغبون بإستخدامها في المستقبل القريب أو البعيد .
ينبغي محاكمة هؤلاء الذين مازالوا يديرون هذه الحكومة الفاشلة بكل المقاييس بدلا من بث الحياة فيهم وفرضها على الشعب الكوردستاني لانهم ببساطة هم سبب ما اٌل اليه الشعب الكوردستاني من ويل ونكبات وما يعنيه من ضائقة مالية منذ سنوات من خلال قطع رواتبهم , وضعف القدرة الشرائية والاقتصادية والمعيشة الضنكة .
ينبغي على المعارضة الكوردستانية رص صفوفها ومجابهة الواقع الحالي بحنكة سياسية وعدم القبول بفرض الامر الواقع سواء من الادارة الامريكية او غيرها , وتشكيل حكومة انتقالية من تكنوقراط تأخذ على عاتقها صرف رواتب الموظفين والمتقاعدين وتحسين معيشة المواطنين ومحاربة الفساد بكل اشكاله , وتشكيل وفد حكومي مؤسساتي لمفاوضة المركز على المسائل والملفات العالقة , وتهيئة الارضية الملائمة لانتخابات شفافة بعيدة عن التلاعب بالنتائج والتزوير كما كانا يفعلا حزبا السلطة لانتخاب وجوه ونفوس جديدة قادرة ونزيهة .
أما الحكومة المؤقتة الحالية ( نجيرفان وقباد) ليست مؤهلة لقيادة المرحلة المقبلة لانها سوف تتنازل عن كل شئ في سبيل بقاء اسرة مسعود وجلال في سدة السلطة والحكم .
خليل كارده
نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست