التمديد لرئاسة بارزاني!
Sunday, 12/07/2015, 19:59
المشهد السياسي في اقليم كوردستان يمر كل يوم نحو التأزم عن اليوم الاخر , حيث الاجتماعات المكثفة بين الاحزاب المؤيدة لتمديد سنتان اخريان لرئاسة بارزاني وبين الاحزاب المناهضة لتلك الخطوة, وتنقيح مسودة الدستور , وانتخاب الرئيس وفق الاقتراع المباشر من قبل الشعب الكوردستاني او من قبل البرلمان الكوردستاني ؟!
هنالك مشاكل عدة تعصف بالاقليم , وأهم تلك المشاكل هو التمديد لرئاسة بارزاني وتنقيح مسودة الدستور من جهة , ومن جهة أخرى تلك الآتية من المركز بغداد وأقصد قطع رواتب الموظفين والذي يضع الاقليم في وضع اقتصادي غاية في السوء وخاصة نحن امام هجمة شرسة من الارهاب الداعشي الذي يتحين الفرص للانقضاض على المكاسب التي حققها الشعب الكوردستاني في جنوب كوردستان , وكذلك تداعيات ذلك من وجود اكثر من مليوني مهٌجر على أراضي الاقليم والذي يثقل الكاهل الاقتصادي أكثر فأكثر مما يزيد الطين بلة .
ولاننسى الشخصيات السياسية الشوفينية العراقية والمعادية للشعب الكوردستاني وتجربة الفيدرالية في الاقليم والتي تتحين الفرص لتأليب احزاب كوردستانية على أخرى كوردستانية لدق أسفين بين الشعب الكوردستاني والوقيعة بينهما للوصول الى حد الاقتتال الداخلي لا سمح الله .
لدرء المخاطر والفتن عن كوردستان والحفاظ على المكتسبات , علينا التفكير بعقلانية والبعد عن الشعارات البهلوانية والتشنجات وتحقيق المكاسب السياسية الشخصية والتمجيد الشخصي على حساب الشعب الكوردستاني , علينا الاصغاء لصوت العقل والحوار الهادئ المباشر وأن نضع نصب أعيينا مستقبل كوردستان .
بعض السياسيين الشوفينيين الموتورون والمتشنجين في بغداد ينادون ويدعون وعلى العلن وفي وسائل الاعلام من الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي المتعددة الى ربيع كوردي على شاكلة الربيع العربي هكذا وبكل وقاحة , ان خطر هؤلاء اشباه السياسيين والذين يرددون ما يريده اسيادهم منهم حرفيا واصحاب اجندة سياسية خارجية , لا يقلون خطرا من داعش .
نقلا عن الاتجاه برس السيت 11/7 على لسان نائب عن دولة القانون علي معارج البهادلي " دعى هذا النائب مواطني اقليم كوردستان الى ما سماه ربيع كوردي , ودعى ايضا الحكومة المركزية الى ردع حكومة الاقليم " بمعنى الدعوة الى اعلان حرب على أقليم كوردستان .
ومن جانب اخر تحاول النائبة حنان فلتاوي الى تأليب المناهضين لتمديد رئاسة بارزاني على التصدى له وعدم الانصياع والتمرد عليه , من تصريحها ل واخ -بغداد " البارزاني يريد التمديد له لرئاسة الاقليم لسنتين , متسائلة " اين العقلاء في الاتحاد الوطني والتغيير , ولماذا سكوتهم وهم يرون البارزاني يقود الشعب الكوردي للهاوية " على حسب تعبيرها .
للعقلاء هذا تذكية لنار الفتنة وتأليب واضح جلي للعيان , تناسى بهادلي وفلتاوي ما يتعرض له الشعب العراقي من ويلات جراء هجمات داعش الارهابي , وتجاهلوا ما قامت به حكومة الاقليم من ايواء اكثر من مليوني مهجر عراقي والذي اصبح عبئا اقتصاديا يثقل عاهل حكومة الاقليم .وتجاهلوا التضحيات الجسام التي قدمها الشعب الكوردستاني في التصدى ومقاتلة الارهاب الدولي نيابة عن العالم بشهادة جل رؤساء الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة .
علينا ان نعي حجم المؤامرات والدسائس التي تحاك بالسر والعلن في هذا الوقت بالذات ضد التجربة الديمقراطية الفيدرالية في اقليم كوردستان داخليا وأقليميا وحتى دوليا , ونتصدى له بالتكاتف والاتحاد الداخلي وصيانة الجبهة الداخلية بالحوار الهادئ بين الاطراف والقوى الكوردستانية المتباينة فكريا وايدلوجيا لتفويت الفرصة على الاعداء والمتربصين .
وعلى رئيس الاقليم ان يعي ذلك , وأن يحاول تثبيت الديمقراطية في المجتمع الكوردستاني , وأن يؤمنوا بالتداول السلمي للسلطة والبعد عن الهمز واللمز والتهديدات المبطنة والمباشرة والتي لا تحمد عقباها .
أننا ننظر الى رئيس الاقليم ونتعامل معه تاريخيا على انه الجندي والفدائي الذي ضحى وسيضحي في سبيل كوردستان . وننتظر منه أن يتعامل حضاريا وديمقراطيا حول تلك التحديات .
أما من وجهة نظري المتواضع , حيث يتعرض اقليم كوردستان في الوقت الحاضر لمخاطر عدة من الداخل والخارج و يتعرض الى اختناق اقتصادي وعسكري من جراء التصدي للعدوان الداعشي وقطع رواتب الموظفين وايواء اكثر من مليوني لاجئ عراقي على اراضي الاقليم . وأن كان لا بد من التمديد له لسنتان اخريان فلا بأس على شرط توزيع صلاحيات الرئيس والحد منه , وتنقيح مسودة الدستوروتحويله من رئاسي الى برلماني , ولا ضير من انتخاب رئيس الاقليم عن طريق الاقتراع المباشر والحر من قبل الشعب الكوردستاني وليس من داخل قبة البرلمان الكوردستاني .
لسد الطريق على تخرصات اشباه السياسيين على شاكلة الفتاوي وبهادلي ومن والاهم .الذين يتحييون الفرص للانقضاض على مكتسبات اقليم كوردستان .
نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست