الفارس الاسمر ...
Tuesday, 14/06/2011, 12:00
كنت قد عزمت العقد منذ فترة ليست بالوجيزة على الذهاب في زيارة خاصة وسياحية الى مدينة السليمانية وخاصة انه ليس لي احد من اقربائي يسكن هناك , ولكن لي صديق وهو ما زال يمضي اجازته في السليمانية في مسكنه الخاص , فكلمته عن رغبتي المجئ اليه فرحب بي بادئ الامر فلم انتظر طويلا خوفا من تردد صاحبي !! لاني اعلم انه قد وافق وهو ليس في وعيه , انه بصريح العباره من النوع الحريص جدا , كل شئ عنده بمقياس ووزن , فلم اثني فذهبت مباشرة للحجز والتجهيز للسفر من شراء بعض الحاجيات لزوم السفر , وتجهيز طلب صديقي وشراء الهدية له , فبعد اسبوع اصبحت جاهزا للاقلاع , واقلعت فعلا من مطار( جيت واي) الى السليمانية مرورا ب ( مالمو ) , وعندما حطت الطائرة بعون الله ورعايته ارض السليمانية غامرني شعور غريب بالغبطة مصحوب بالمرارة , وبعد الانتهاء من عملية التدقيق والجوازات اوصلنا باص ( كوستر) الى صالة الانتظار , لقد توقعت ان صديقي ينتظرني في المطار ولكن خاب ظني , انني اعلم انه من النوع الحريص كما اسلفت , ولكنني لا اعلم ان حرصه يفوق التصور فانتظرت طويلا , حتى ان البعوض المنتشر بكثافة لا متناهية في صالة الانتظار وحولها اخذ مني مأخذ , فأصبحت احك جسدي من أثر البعوض , حتى ان احد الاخوة الموظفين في الصالة تعاطف معي, وقال لي متسائلا اليس لك احد يأتي لكي يصحبك اليه , قلت له مجاوبا نعم لي احد الاصدقاء هنا في السليمانية سوف يأتي لكي يصطحبني الى منزله , قال وهو متأكدا انه لن يحضر , لا اعلم كيف استنتج ذاك الموظف هذا التأكيد , فعلا لقد كان مصيبا , قال لي ثانية متسائلا اليس لك رقم هاتفه , قلت له مجاوبا , بلى لدي رقم هاتفه , قال اعطني اياه , فبادر الموظف متصلا به مشكورا , وقال له صديقك بالمطار في صالة الانتظار وقد اخذ منه البعوض مأخذ وهو مازال امامي يحك بجسده , فاجابه صديقي صدقني لا علم لي بوصوله , فاخذت منه الموبايل وقلت لصديقي الحريص جدا ( البخيل ) موبخا , الم اقل لك انني سوف اصل اليوم الفلاني والساعة الفلانية ؟؟ فقال لي سوف ارسل احد السواق ( سائق تاكسي ) لجلبك الى المنزل !! وبعد ساعة او اكثر من الزمن حضر السائق واوصلني الى منزل صديقي الحريص , ولم استمر بمنزله سوى اربعة ليالي , ولكي اشتري حريتي واتخلص من حرص صديقي الشديد استأجرت فندق بوسط مدينة السليمانية , ومنه كانت الانطلاقة , في اليوم الاول من الانطلاقة الاولى ذهبت الى مقر عمل زميلي مفاجأ , فرحب بي ايما ترحيب , قلت اريد منك اذا تريد ان ترتب لي لقاء مع ( كي كي ان ) لعمل مقابلة لتوضيح بعض الجوانب المخفية عن مهجري كورد الكويت , حيث اننا شاهد حال حول بعض ملابسات الاحداث , فما كان منه الا ان وفر لي هذا اللقاء مشكورا , والانظلاقة الثانية هي ان زميلي عدنان يرتب لي لقاء مع راعي حركة التغيير كاك نوشيروان , وبعد جهد مضني , رتب لي هذا اللقاء , الذي كنت في الحقيقة اريدها , لكي استطيع احدد قناعاتي وترتيب اموري السياسية والذهنية .
بادئ ذي بدأ , لقد قيل الكثير عن كاك نوشيروان , واحيط حوله جملة من الامور والطلاسم , اردت كمهني ان افك بعض هذه الرموز , اوصلني الى بيته بسيارته المبدع كاك ازاد رش فانتظرت في صالة بيته المتواضع المؤجر , اي انه لا يملك هذا البيت , حتى ينتهي من لقائه الصحفي , وما ان قالوا لي حان دورك للقاء كاك نوشيروان , فصعدت السلم الى الطابق الاول برفقتي كاك ازاد , وقال لي انتظرك في الاسفل حال الانتهاء من اللقاء بكاك نوشيروان , قلت له حسنا , وما ان طرقت الباب مستأذنا للدخول اليه , دخلت رأيت رجلا فارع الطول ممشوق القوام , استقبلني بحفاوة , وحدثته عن نفسي وعن مهجري كورد الكويت , لقد فاجئني انه ملم بجزئيات تفصيلية عن الاحداث , وانه فعلا مطلع على جل وسائل الاعلام , وايضا ملم بصفحات التواصل الاجتماعي , وقال لي انه اطلع وقرأ مقالاتي , وطلبت رأيه , انه في الحقيقة رأيت انسانا شغوفا محبا لشعبه ومطلعا على الامور بجزئياتها , ومن هذا اللقاء ادركت انني كنت محقا في كتاباتي وان هذه الشخصية الفذة يستحق منا كل التقدير والاحترام , واننا لم نعطه حقه , في احدى الزيارات لاحدى القيادات في حركة التغيير الى لندن , وقد كان يشغل عضو مكتب سياسي في الاتحاد الوطني الكوردستاني , عرفني احد الاصدقاء به , وقال مقدمني اليه انه يكتب في الصفحات العربية , فقال من الان فصاعدا سوف اواظب على قرائة مقالاته , اما كاك نوشيروان فقال لي انني قد قرأت مقالاتك , وهذا دليل على حس واطلاع هذا الانسان المتواضع انه فعلا يستحق منا الكثير هذا الفارس الاسمر , وانني فعلا قلمي يستحق ان يوصف هذا السياسي المحنك كاك نوشيروان او الفارس الاسمر .
نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست