المأزق الديمقراطي في الكويت ...
Friday, 18/11/2011, 12:00
قامت مجموعة من الجماهير الكويتية بالتجمع في ساحة الارادة المقابل لمبنى مجلس الامة وبمؤازرة نواب المعارضة المتمثلة في مجلس الامة الكويتي ويقدر عددهم اكثر من عشرين عضوا , وعندما زاد ت الحشود الجماهيرية , بدأوا بمسيرة تظاهرية متجهين الى مقر رئيس الحكومة الشيخ محمد الاحمد الصباح , والذي ترغب المعارضة البرلمانية باسقاطه , بفرض استجواب دومي عليه , وتم استقالة الحكومة لعدة مرات , ويتم تكليف الشيخ نفسه كل مرة , وهذا ما لا ترغبه المعارضة البرلمانية الكويتية , واثناء المسيرة التظاهرية نحو مقر رئيس الوزراء , قامت الشرطة والقوات الخاصة بضرب طوق حول المكان ووضع جدار حديدي للحيولة دون مرور الجماهير الكويتية المتظاهرة , وبعد اصرار الجماهير للمرور عبر الجدار الحديدي , استقبل بتدخل القوات الخاصة ومحاولتهم تفريق التظاهرة الجماهيرية عنوة وبقوة , مما ادى ذلك الى غضب الجماهير المتظاهرة , وادى ذلك الى ان تحيد الجماهير عن جادتها والدخول الى مبنى مجلس الامة واحتلاله لاقل من ساعة مرددين النشيد الوطني الكويتي , وبعدها خرجت الجموع الغاضبة من المبنى طالبين برحيل رئيس مجلس الوزراء الشيخ محمد الاحمد الصباح
يصادف هذا الحدث , الذكرى الخمسون للدستور الكويتي , الذي تم في عهد المغفور له الشيخ عبدالله السالم , اننا وفي هذه الذكرى نطالب الحكومة الكويتية متمثلة بالسلطة التنفيذية والبرلمان الكويتي متمثلة بالسلطة التشريعية بضرورة تنقيح الدستور , لان هناك مواد في الدستور اخذ عليه الزمن وشرب , ولكي يتوأم مع العصر الحالي , عصر العولمة .
خلال السنوات الاولى لاستقلال الكويت كانت القيادة السياسية تواجه عوامل داخلية وخارجية عديدة افضت بها الى القبول بالشكل الديمقراطي المحدود وعلى مضض , وهي لم تكن في اي يوم تنطلق من قناعات ديمقراطية ,ولاسباب سياسية ومنذ الايام الاولى للاستقلال , بدأت القيادة السياسية فس الكويت حركة تجنيس البدو ليؤمن لنفسه أغلبية مطلقة في البرلمان , مازال البلاد يعاني منها حتى هذه اللحظة لانها حصلت لسد الذرائع دون دراسة تخطيطية .
للخروج من الازمة الحالية التي تعاني منها الحكومة الكويتية , عليها ان تبدأ بتنقيح الدستور , والغاء نظام التجنيس المتبع حاليا , والغاء التمييز بين المواطنين , واقصد بهذا هناك فئات عدة من الجنسيات الممنوحة للمواطنين , الغاء الفوارق فيما بينهم , ولايكون هذا كويتي من المادة الاولى , وذاك كويتي من المادة الثامنة ... و الخ , ويكون المقياس مدى عملك وخدمتك واخلاصك للكويت .
اعطاء الجنسية الكويتية لكل من ولد وعاش فيها , وهذا الاجراء معمول به في كل دول العالم الديمقراطي الحر , نظرا الى انهم عاشوا وترعرعوا في ربوعها , وانهلوا من مدارسها , ويعتبرون انفسهم كويتيين حكما ان لم يكن فعلا .
ان اقرار علاوة اطفال , وعلاوة غلاء معيشة كان يجب ان تكون لكل انسان مقيم على ارض الكويت , فكان ان يصرف للمواطنين ويحرم على المقيمين مما احدث فجوة انسانية , يتذكرها كل انسان كان مقيما على ارض الكويت , فكان الوافد دون اية ضمانات للمستقبل وتقلباته .
وكما نطالب بمراجعة قوانين الاحوال الشخصية التي تهمش المقيمين الى درجة جعلهم عبيدا وليسوا بشرا , اي عمل يقترفه المقيم يعاقب بالترحيل الفوري من البلاد دون اية وجه حق , ودون النظر الى النواحي الانسانية وبأنه يفقد اسرته معيلهم الوحيد .
غياب سياسة تخطيطية و اقتصادية واجتماعية ادت الى ان تنحى الدولة هذا المنحى الخطير , نأمل الى العمل الجاد وتنقيح بعض مواد الدستور لاصلاح الخلل قبل فوات الاوان .
نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست