لماذا خسر التغيير في كركوك ؟!!
Thursday, 25/03/2010, 12:00
لقد انتهت الانتخابات البرلمانية العراقية وكنا نأمل الكثير من حركة التغيير الا ان هناك عدة عوامل واخطاء مفصلية ادت الى تدهور الاوضاع وقلبها رأسا على عقب لصالح الكتل المنافسة الاخرى ,سواء في الداخل او الخارج , الى جانب الهوة والفرق الشاسع بين ما تمتلكه وتنفقه السلطة وبين القوائم المعارضه كالتغيير وغيرها , حيث لم يتوانوا في شراء الذمم والنفوس الضعيفه مستغلين حاجة البعض وتعففها مما ادى الى حدوث الهوة والخساره, ونردد هنا المثل العربي الشهير ( لكل جواد كبوه) نأمل في المدى القريب ان تتعلم حركة التغيير من كبوتها وتشير بالبنان الى الاخطاء والقصور لتلافيها في المستقبل , وايجاد الحلول الناجعة للانطلاقة مجددا نحو التغيير المنشود دون كلل او هواده و الاستفادة والتعلم من اخطاءنا , لان الذي يعمل بجد ونشاط هو الذي يخطأ واما الذي يتصيد في الماء العكر وينتظر اخطاء الاخرين هو الذي لا يعمل , ليطلق سهامه نحو الذين يعملون.
لا اخفيكم سرا انني انصدمت واصبت بخيبة امل من نتائج حركة التغيير في الداخل والخارج , ولم اتعافى من صدمتي وخيبة املى سوى كتابة المقال لعلي بذلك اجد متنفسا ومخرجا من هذه الحالة , وكنت التقيت باحد الوجوه الشابة والمرشحة لقائمة التغيير عن مدينة كركوك عائدا للتو من هناك, في حفل كان من المفترض اذا كانت النتائج لم تكن مخذله , فحا بحق وحقيقة , ولكن كان لقاءا لم اجد نفسي فيه ولم استفج منه , سوى ذالك الشاب الكرمياني العائد للتو ليحدثنا عن الاسباب والظروف التي ادت الى هذه النتيجة المخجله للغاية, حاولت ان اكون متفائلا ولكن تجهم وجهي , كشفني وما احمله من خيبة امل واضحه للعيان.
ومن جملة الاخطاء والقصور نذكر منها البعض لعلنا نتستفيد ونعين ونعاون على ايجاد الحلول المناسبة ومن اهم الاخطاء , ان توقيت زيارة راعي حركة التغيير الى مدينة كركوك , لم يكن بالتوقيت الجيد ولم يهيأ له الادارة الجيدة للالتقاء بالنقابات المهنيه والعمالية ومؤسسات المجتمع المدني , ناهيك عن الالتقاء بالطلبه في المدارس والمعاهد والجامعات , واللقاء بالعشائر المتنفذه في محافظة كركوك, ولم يتفانى القياديين في المحافظة لخدمة التغيير سوى قياديين اثنيين والباقي كان منهمكا بحصة الكيكه وكم يكون له من الحصة, والوجوه المتكررة والتي كانت داخل الاتحاد الوطني هم الوجوه السائده ولم يعطى دور او مجال للاخرين ليثبتوا انفسهم , اي الانانية المفرطة, والاداره والاعلام لم يكن بالمستوى المطلوب ,ولم يعمل حساب للمرشحين الذين لا واسطه لديه , بحيث لم يتساوى المرشحين من اللقاءات التلفزيونيه و الاذاعيه على الرغم من تمديد ساعات فضائية كي ان ان , كان من المفروض من المرشحين الاستماع والدخول بين الجماهير لغرض استمالتهم نحو التغيير لا العكس, وكذلك وجود الافة المتكررة دوما وجود التكتلات ايضا مما اثر على السير نحو الهدف بطريقة مستقيمة وثابتة, وغرور البعض من قادة التغيير بانهم سوف ينالون الفوز لا محالة لانهم استطاعوا نيل خمسه وعشرين كورسيا في برلمان كوردستان ومن المؤكد نيل الكراسي الكثيرة في البرلمان العراقي , هكذا بكل بساطة غرور ما بعده غرور , يريدون نيل كراسي دون عمل مضي وتعب للوصول الى الاهداف القريبة والبعيدة , وكان من الاجدى عدم ترشيح العدد الكبير من المرشحين لمحافظة كركوك , والاكتفاء باثنين او اكثر قليلا لكي لا تتشرذم الاصوات وتتبعثر.
هذه جملة من الاخطاء والقصور من وجهة ذاك الشاب الكرمياني الطموح , والذي كان تماثرا لتلك النيجة بطبيعة الحال , وضد من ازرنا وانه ليس نهايه المطاف.
الى جانب تلك الاخطاء والقصور هناك حتما التزوير الهائل من قبل قائمة التحالف الكوردستاني حيث تم جلب اثنان وخمسين الفا من اصوات الذين شملهم التغيير السكاني وتم الاستفادة منهم لصالح مرشحي التحالف وفي وضح النهار وتهديد الاخرين في محطات اخرى و الى جانب شراء ذمم الذين كانوا من المفروض يكونوا مراقبين سياسيين للتغيير وفوجئنا , واثناء التصويت انهم بين ليلة وضحاها اصبحوا من قائمة التحالف الكوردستاني , مما بدأ التصويت في اغلب المحطات في كركوك من غير وجود مراقبين سياسيين من قائمة التغيير مما سهل بالنتيجة عملية التزوير وبسهوله تامة, حيث كانوا يخرجون الورقة الموقعة للتغيير ويحل محلها ورقة اخرى للتحالف هكذا وببساطة لعدم وجود مراقبين سياسيين للقوائم المنافسة.
ومن جهة اخرى وبينما كانت قائمة التحالف منهمكة في ان لا ينال قائمة التغيير الاصوات الكثيرة في كركوك كما كان من المرجو بينما كان كذلك كانت قائمة العراقية تقوم بتزوير الاصوات في المناطق العربية والاراضي المتنازع عليها كحويجة وغيرها لصالح العراقية هذا مما احدث تغييرا وارباكا في المعادلة الجيوسياسية في كركوك.
هذا مجمل ما استطعنا ان نستشفه من اخطاء وقصور لحركة التغيير في محافظة كركوك , لعلنا ساهمنا في القاء الضوء على بعض من تلك الاخطاء ومحاوله ايجاد الحلول الناجعة والمناسبة للانطلاقة نحو التغيير لمستقبل اولادنا وكوردستاننا.
خليل كارده
نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست