مستقبل التعددية السياسية والمعارضة في اقليم كوردستان
Sunday, 05/09/2010, 12:00
الحلقة الخامسة :
ومن جهة اخرى عملت الحكومة البعثية على اضعاف الثورة الكوردية وعزلها محليا واقليميا وعالميا عن الاحزاب والدول التي كانت على صداقة وتساند الثورة الكوردية قبل تلك المرحلة الانتقالية المشؤومة , وبانتهائها في 11 اذار 1974 أصدرت الحكومة العراقية قانون الحكم الذاتي قانونا ممسوخا وبشكل مبتور واستفزازي ومن طرف واحد , مما حمل القيادة الكوردية الى رفضه فأعلن البعثيون الحرب , والتي دامت من أذار 1974 وحتى اذار 1975, فعقد النظام البعثي اتفاقية الجزائر الخيانية مع الشاه المقبور في 6 اذار 1975 السيئة الصيت , وبموجبها تنازل العراق لايران عن كل شئ وعن كل مطمع ايراني , ابتداءا من التنازل عن المرتفعات الكوردية الاستراتيجية على الحدود بين البلدين , ونصف شط العرب , والى التنازل عن عربستان وتسليم الشاه قادة جبهة تحرير الاحواز والنشطاء منهم اللاجئين في بغداد , والى السماح للنفوذ الايراني في التغلغل في منطقة الخليج , ونتيجة لذلك تم احتلال جزر طنب الكبرى والصغرى وجزيرة ابو موسى الاماراتية , مما اجبر قيادة الثورة الكوردية في اقليم كوردستان عن الاعلان عن توقف الثورة الكوردية بعد صمود وانتصارات وبطولات خالدة , وان الثورة لم تتوقف لهزيمة عسكرية وانما كانت هزيمة سياسية نتيجة مؤامرة دولية دنيئة , وسياسات خاطئة من قبل القيادة الكوردية وتقديراتها الخاطئة حول مجمل الاوضاع المحلية والاقليمية والدولية والاعتماد التام على ايران والارتماء باحضانها , والاعتماد على التناقضات الاقليمية في ادامة الثورة الكوردية . لقد عانى الشعب العراقي بصفة عامة والشعب الكوردي بصفة خاصة من سياسة الحزب القائد والحزب الواحد , بحيث لم يكن هناك اي دور للاحزاب الاخرى في المشاركة في العملية السياسية وابداء الرأى والمشورة , وحسبي تلك احد اهم الاسباب التي ادت الى النكسة حيث لا مكان للتعددية السياسية وتعدد الاراء , وبالطبع ان هناك اسباب اخرى ادت الى تلك النكسة , التي ما يزال يعاني منها الشعب الكوردي من تداعياتها.
في نفس العام وفي شهر يونيو بالتحديد من سنة 1975تم تأسيس الاتحاد الوطني الكوردستاني ردا على الهزيمة والمؤامرة ضد الشعب الكوردي , وكانت تضم ثلاثة تيارات وهي العصبة والحركة الاشتراكية والخط العام , وكانت العصبة الماركسية اللينينه قد تأسست اثناء الفترة الانتقالية وتغير اسمها فيما بعد الى شغيلة كوردستان , وتضم المثقفين الثوريين الديمقراطيين , ومن خيرة المناضلين الذين رفضوا الهزيمة واخذوا على عاتقهم باشعال لهيب الثورة الكوردية من جديد وفي جبال كوردستان .
وبعد مرور عام اعلن الاتحاد الوطني الكوردستاني الكفاح المسلح لمقارعة النظام البعثي الدموي والملفت للعيان ان الشعب الكوردي تخلص من عقدة الحزب القائد والحزب الواحد والى الابد , وبعد فترة قياسية تم اعلان تأسيس القيادة المؤقتة للحزب الديمقرطي الكوردستاني والتي كانت مقرها في كرج بايران وينسبون اليهم فعاليات الانصار الوطنية ويعلنوها باسمهم او باصدار اعلانات عن كفاحات وصدامات وهمية مع العدو البعثي , وتكونت لاحقا ايضا احزاب كوردية صغيرة اخرى , وتشكلوا في جبهات للقتال ضد النظام البعثي مثل جبهات جود وجوقد والتي كانت تضم الفصائل الوطنية الكوردستانية .
وفي سنة 1980 بدأت الحرب العراقية الايرانية والتي أتت على الاخضر واليابس من فقدان لموارد الدولتين و وفي عام 1988 بدأت تلوح في الافق احتمالات ايقاف الحرب العراقية الايرانية , فبدأت السلطات البعثية بتنفيذ مخطط شامل لحرق كوردستان , فضرب النظام الدموي البعثي مدينة حلبجة بالقنابل الكيماوية في 16 أذار 1988 وكررت هذا القصف في مناطق اخرى من كوردستان في بادينان ووادي باليسان وغيرها ...وفي صيف عام 1988 نفذ العراق عملياته المشينة والمعروفة باسم عمليات الانفال فكانت نتيجة هذه العمليات ان جمع النظام العراقي 182 ألف كوردي من الذكور الذين تتراوح اعمارهم بين 12 - 80 عام من مختلف المناطق والقرى الكوردية وتم حملهم في شاحنات وتم اخذهم الى صحارى الجنوب العراقي , حيث حفرت البلدوزرات حفرا كبيرة وعديدة وتم انزال الكورد المخطوفين فيها ومن ثم قتلهم وردمهم , أصاب المنظمات التحررية الكوردية انهيار تام حتى لم تستطع من ايصال صوت الشعب الكوردي والمجازر التي ارتكبت بحقها في 1988 من ايصالها الى الخارج والاعلام لانهم هم انفسهم لم يعد لهم اي صوت ... حتى ان بعض من المنظمات التحررية الكوردية أعلنت توقفها عن مزاولة النضال التحرري وخيرت مقاتليها بين الاستسلام او اللجوء الى الدول المجاورة ...
نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست