هيئة دعم كركوك- لندن... الى اين؟؟
Thursday, 08/04/2010, 12:00
تعتبر محافظة كركوك احدى المحافظات العراقية الاستراتيجية المهمة ولها خصوصية مميزة عن باقي المحافظات العراقية , لتركيبة سكانها والتي تعتبر خليط , من التركمان والكورد والعرب , واقلية كلدوأشورية, وهي تشتهر بانتاج النفط ,و يقدر كمية المخزون الاحتياطي بحوالي عشرة مليار برميل .
وهي تعرف (بضم التاء) بمدينة التأخي , حيث كانت على الدوام موطنا للتعايش القومي والاثني والمذهبي بين مختلف اجناسها وشرائحها , من الكورد والتركمان والعرب .
ولاهمية محافظة كركوك الجيوسياسية , قام النظام المقبور ومنذ استلامه للحكم في بغداد , بسلسلة من الاجراءات المجحفة والشوفينية , اداريا وديموغرافيا , بحق سكانها من الكورد والتركمان , فقامت من ناحية الحدود الادارية بسلخ مدن جمجمال وكفري وطوز خورماتو وبعض النواحي والقصبات الاخرى , وضمها قسرا واجحافا بالمحافظات المحاذية لمحافظة كركوك , لتقليص مساحة محافظة كركوك.
اما من ناحية التغيير الديموغرافي فحدث ولا حرج , فتم تهجير الاف من من العوائل من ذات اصول كوردية وتركمانية من كركوك وضواحيها , الى محافظات جنوب العراق , والاتيان بعوائل عربية واسكانهم محلهم , مع دعم النظام لهم ماديا ومعنويا , الى جانب اتباع سياسية تصحيح القومية الشوفينية , والتي اضطرت الكثير من العوائل الى تغيير قوميتها الى العربية أملا في البقاء في كركوك.
وامام هذا التعسف من قبل النظام المقبور اضطر الكثيرين من ابناء كركوك وسكانها الى السفر والهجرة الى الخارج في اصقاع المعمورة , وفي لندن وقبل سقوط النظام البائد بفترة وجيزة , وبمساعدة بعض النشطاء من ابناء كركوك البررة , تم تأسيس هيئة دعم كركوك - لندن , وقد قاموا ومنذ تاسيس الهيئة بسلسلة من الاجتماعات واللقاءات وعقد الندوات , والكونفراسات , للتعريف بالهيئة , وحشد الطاقات لدعم مسيرة الهيئة وبرنامجها , وبعد سقوط النظام , ورجوع بعض الكوادر المؤسسة للهيئة الى كوردستان , اصابت الهيئة نوع من الخمول جراء , سبب عرضي مؤقت , وفي الانتخابات البرلمانية العراقية والتي جرت مؤخرا , نزلت الاحزاب والقوى والكيانات السياسية الكوردية بقوائم مختلفة ومتنافسة في كركوك , مما ادى ذلك الصراع الحزبي والفئوي والذي جرى في كركوك الى تشتيت الصوت الكوردي وضياعه , مقابل تماسك ولحمة ووحدة القوائم الاخرى المنافسة للقوائم الكوردية المتعددة , اي بمعنى أثر الكورد الاذعان الى الصوت الحزبي والفئوي لا الى الصوت القومي الكوردي , وبنتيجة ذلك تقاعس الكورد وأثر وبنسبة كبيرة منهم الى عدم الذهاب للتصويت , مما افقدهم الكثير من الكراسي لصالح الجهة الاخرى المقابلة والمتماسكة , ان ما حدث في كركوك يحتاج منا الى وقفة لا بل الى وقفات الى مراجعة الذات والموضوع وان نشير بشجاعة الى مواطن وبواطن الضعف والخلل , وايجاد الحلول المناسبة لعدم تكرار ذلك مستقبلا , لاسيما ان انتخاب مجالس المحافظات على الابواب , وليس هناك وقت كافي للتأمل بل الى العمل بجد ونشاط وايجاد الوسائل الكفيلة والناجعة والتي تشجع الناخب الكوردي في كركوك من الخروج من بيته للادلاء بصوته لمدينته وشعبه , ولان هناك الكثير من العمل ينتظرنا .
وقد رجعت هيئة دعم كركوك -لندن الى الواجهة من جديد ولكن بصورة متواضعة في الانتخابات البرلمانية العراقية والتي اجريت في الخارج من قبل بعض النشطاء منهم, وشاركوا بالانتخابات بصورة فعالة ومن خلال مؤسسات المجتمع المدني , وشاركوا كمراقبين سياسيين في اغلب المحطات الانتخابية للحيولة دون التجاوز على مدينتهم والتي بالتأكيد تعيش في وجدانهم ووجدان كل كوردي مخلص لوطنه وامته.
ولقد سمعت من بعض المقربين من وسط هيئة دعم كركوك - لندن ان بعض النشطاء منهم بصدد احياء نشاط الهيئة من جديد , وبصوره فعالة وكما في السابق ليتبوأ مكانته بين حركات وقوى المجتمع المدني وفي الصدارة . ونحن بدورنا نشد من ازرهم ونساعدهم بكل الطاقات والامكانات المتاحة , لتقف الهيئة من جديد على رجليها , وتاخذ مكانتها ولانها لبت نداء كركوك الان والتي تستغيث بابناءها البررة المخلصين لانقاذها.
انني اقترح ومن باب الحفاظ على هوية كركوك الكوردستانية , ولان انتخابات مجالس المحافظات على الابواب , ان تنزل الاحزاب الكوردية الى الانتخابات بقائمة موحده , وتكون هذه القائمة مفتوحة وتضم عناصر من جل الاحزاب ووفق القائمة المفتوحة , لتشجيع الشعب الكوردستاني في كركوك للخروج للادلاء بصوته , ويكون الذي يحصل في القائمة على اعلى الاصوات في المقدمة , ويكون وفقا للاستحقاق الانتخابي , وتسمى قائمة بابا كوركورعلى سبيل المثال,
لاستلهام عواطف ومشاعر الكركويين لما لهذا الاسم صدى لديهم , وقبل كل هذا وذاك علينا ان نعمل لقوميتنا ويكون مصير شعبنا امام اعيننا , ولان التاريخ لا يرحم ولن يرحم المتهاونين والمثبطين للهمم.
والاقتراح الاخر دعم هيئة كركوك-لندن ماديا ومعنويا من قبل كل هيئات ومؤسسات المجتمع المدني الكوردي للوقوف على رجليه من جديد , وان يباشر نشاطه من جديد بكل همة في لندن وكافة العواصم الاوروبية .
هل يذعن الاحزاب الكوردستانية لاستغاثة شعب كركوك و لصوت القومية والامة ؟!!
كلنا اذان صاغية , وبانتظار الرد , والكرة الان في ملعب الاحزاب الكوردستانية.
مصير كركوك على المحك , وتستغيث بابنائها البررة .
لا يخفى عليكم ان انظار العالم بانتظار ما تؤول اليه الاوضاع في كركوك , ان كانت نحو الامان ودون اتباع سياسية تهميش الاخر او الغائة , والعمل سواسية بكل فئاته وشرائحه القومية والمذهبية من اجل اسقرار الاوضاع, مما يشجع ويجذب المستثمرين الوطنيين والاجانب وجلب رؤوس اموالهم والاستثمار في كركوك , والرقى بالمدينة من كل الجوانب والميادين .
خليل كارده
نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست