ماالذي يجري في الكويت ؟؟
Wednesday, 04/07/2012, 12:00
المتابع للاحداث الجارية في دولة الكويت من اعلان امير البلاد الشيخ صباح الاحمد تعطيل مجلس الامة لاشعار أخر , لدليل على عدم تعاون بين السلطتين التشريعية والتنفيذية مما ادى الى هذه النتيجة التي قد تكون تداعياتها وخيمة على العملية السياسية في الكويت , ان الازمة الحالية لمجلس 2009 والمجالس السابقة لمجلس الامة ليست وليدة اللحظة بل لتراكم سنوات عديدة وأخطاء عديدة من قبل الاسرة الحاكمة والتي اشار اليها الدكتور عبدالله النفيسي في كتابه الكويت .. الرأي الاخر , حيث قامت الحكومات الكويتية قبل الاستقلال بانتهاج سياسية التجنيس العشوائية العامة لقبائل البدو الرحل معتقدة بذلك بانها سوف تكسبهم الى جانبها في اي حراك مستقبلي وتمت عملية التجنيس بعشوائية و بدون تخطيط مسبق وبارتجالية معهودة متناسية الحكمة القائلة ( انقلاب السحر على الساحر ) , وانتهاج سياسة المفاضلة في ذلك وأعني تجنيس قبائل معروفة واقصاء طوائف ومجموعات عدة , مما اربكت الحكومات المتلاحقة بعد الاستقلال لاحقا , ودشنت ظاهرة التجنيس هذه الغير مخططة اصلا الى ظهور كتلة او شريحة كبيرة تعرف ب ( البدون ) والتي لا زالت تداعياته مستمرة حتى هذه اللحظة .
مااريد الوصول اليه الى ان الحكومات الكويتية السابقة واللاحقة اسهمت سلبيا في تأسيس الديمقراطية في الكويت , للمراقب السياسي الذي يعي الامور جيدا و يعلم خبايا الامور في الكواليس والديوانيات الكويتية والتي تعتبر ترمومتر الديمقراطية في الكويت يكشف بأن الديمقراطية في الكويت ليست متأ صلة او متجذرة في واقع المجتمع الكويتي وانما هي ديمقراطية سطحية و صورية للاستهلاك الاقليمي والدولي , والا ماذا يعني التدخل السامي الاميري في تعطيل صلاحيات مجلس 2009 تمهيدا لحله نهائيا والاستعداد لانتخابات مبكرة , هذا المجلس الذي اسفر عن فوز غالبية معارضة ( 30 ) نائبا معارضا , بحجة الوضع الاقليمي والدولي الحساس وجهوزية الحكومة الكويتية التي سوف تقسم اليمين لاحقا في التدخل السافر في شؤون الانتخابات المقبلة من تقسيم الدوائر والتدخل الفعلي لاجل النواب المحسوبين على الحكومة او الموالاة كما يحلو للبعض تسميتهم , وكذلك تدخله السامي في المجالس السابقة في حله تارة وتتبطيله تارة اخرى .
ان تداعيات تعطيل المجلس الحالي الذي يعرف بمجلس 2009 لا زالت تلقي بظلالها على العملية السياسية في المجتمع الكويتي , من القاء اللوم بعض الكتل السياسية على بعضها الاخر , ومسؤولية جهة دون الاخرى , والتهديد بالاعتصامات والتظاهرات مما يذكرنا بظاهرة الربيع العربي , مما حدى بالمراقبون السياسيون بتوقع صيف سياسي حار في الكويت , وانهاء النواب لاجازاتهم الصيفية حيث يمكن توقع غير المتوقع .
انني كمراقب للوضع السياسي الكويتي ارى ان الحل يكمن في السلطة التنفيذية وتشكيل حكومة توافقية وتتكون من كل فئات وشرائح المجتمع الكويتي , للحفاظ على النسيج الاجتماعي الكويتي واتباع اسلوب المهادنة مع النواب الحاليين تمهيدا لاجراء انتخابات نزيهة بعيدة كل البعد عن الهمينة والاقصاء والتهميش , وابقاء تقسيم الدوائر كما هي , لانقاذ البلاد والمجتمع الكويتي من الذين يتربصون بها للتدخل في شئونها الداخلية مما قد يفلت الامور من زمام السيطرة والتحكم , وبعدها لا ينفع الندم واللوم , والاهم من هذا على أفراد الاسرة الحاكمة الذين لا ينتسبون للحكومة البعد نهائيا عن ممارسة العمل السياسي والضغط على نواب وتهديدهم بشتى الطرق والوسائل متناسين ان الوطن للجميع , مما يثير حفيظة النواب , بل هم اختزلوا الدولة بملكية خاصة تابعة لهم , شأنهم بذلك شأن الدول الشمولية .
الايام القادمة حبلى بالاخبار السياسية الساخنة والمثيرة كما هو متوقع , وعلى الحكومة ان تتعامل مع هذه التطورات برشد وعقلانية ونضوج سياسي .
نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست