دراسة بحث في واقع المجتمع الكردي والحركة التحررية الحديثة ومستقبل التعددية السياسية والمعارضة في اقليم كوردستان
Tuesday, 24/08/2010, 12:00
الحلقة الثانية :اما من ناحية التطور الاجتماعي لا يزال الالتزام العشائري احدى السمات المميزة والغالبة في كوردستان , ولعبت العشائر الكوردية في اغلب الاوقات دورا عبر التاريخ الكوردي في الحفاظ على الوجود القومي للشعب الكوردي , بالاضافة ايضا على دور المفكرين والشعراء والادباء والمثقفين الثوريين في هذا السياق ايضا , مما ساعد على عدم صهر وانقراض الشعب الكوردي في بوتقة الامم الحاكمة لكوردستان , وظلت محافظة على خصوصيتها رغم انف العنصريين ومخططاتهم الاجرامية , ولعل من العوامل الطبيعية التي ساعدت الشعب الكوردي على البقاء شامخا في وطنه كوردستان , هو جبال كوردستان الشاهقة الشماء والصعبة المسالك والثلوج التي تغمرها على مدار السنة حيث يصعب على اقوى الجيوش من العبور في مسالكها ودهاليزها الصعبة , ويمتاز الشعب الكوردي باخلاقه الفاضلة وشجاعته وبأسه وجلده , ويتغنى بالمرأة وتتمتع المرأة الكوردية بقسط كبير من الحرية , ولا يميل الرجل الكوردي الى تعدد الزوجات الا ما ندر من بعض الاغنياء , ويحب الكوردي الرقص والغناء والرقص الفلكلوري .
اما التطور الاجتماعي والاقتصادي وتطور وسائل الانتاج , يعتبر المجتمع الكوردي مجتمعا مشوها , اذا جاز التعبير , نتيجة تشابك الظروف والاحداث عبر التاريخ , مع تواجد الحالة السياسية الشاذة , التي ما يزال يعاني منها , المجتمع الكوردي , وهي التي سببت التقدم البطئ لوسائل الانتاج وبالتالي القوى المنتجة , في المجتمع الكوردستاني , ومن تلك الظروف والعوامل الحروب المستمرة على ارض كوردستان , واستثمار الحكومات التي تغتصب كوردستان لخيراتها اضافة الى عدم كفاءة تلك الحكومات في الادارة والاقتصاد , وعزل كوردستان عن القوافل التجارية العالمية ( كطريق الحرير ) حيث تم فتح قناة السويس ,واضافة لهذا فقد ساد الريع العيني عدة قرون من الزمن , الذي ادى الى الاكتفاء الذاتي في الزراعة ولكون الزراعة المحور الرئيسي لعلاقات الانتاج فقد اعاقت بالضرورة نمو القوى المنتجة , كما برزت ظاهرة وهي انفصال الحرف عن الزراعة فتركزت الحرف في المدن , ولكن تدفق البضائع الاجنبية ادى الى انقراض عدد من الحرف الكوردية القديمة , وكانت التجارة مع السوق العالمية تتم عبر التجار الفرس والترك والعرب ... هذا وقد اجتذبت بترول كوردستان الاحتكارات البترولية ونشأت صناعة بترولية وهي الصناعة الثقيلة الوحيدة في كوردستان , ولكن دون استخدام الكورد فيها خوفا من نشوء طبقة عاملة الاكثر وعيا من الفلاحين وفي سبيل تحقيق ذلك نسرد على سبيل المثال لا الحصر, عملت تركيا على استخراج البترول من كوردستان ونقله عبر الانابيب الى موانئها على البحر الابيض المتوسط لتكريره وتصنيعه هناك بعيدا عن الايدي العاملة الكوردية وايضا مثال اخر في تدخل الدول الاقليمية والامم الحاكمة والمغتصبة لكوردستان , في عدم تحقيق التطور الاجتماعي المنشود في كوردستان , كان يتواجد في اقليم كوردستان وفي السليمانية بالتحديد مصنع لتصنيع الاسمنت , ولعرقلة نشوء طبقة عاملة كوردية , ووعي اجتماعي كوردي , قامت ايران بتصدير وضخ السوق الكوردية بالاسمنت الايراني , وبيعه بسعر اقل بكثير وبسعر التكلفة عن الاسمنت الكوردي , مما ادى نتيجة لذلك الى اغلاق مصنع الاسمنت في السليمانية , تلك العراقيل والعوامل ادت الى عدم نشوء طبقة عاملة كوردية من جهة , واستثمار النفط الخام يتم على ايدى الشركات الاجنبية والحكومات المغتصبة لكوردستان من جهة اخرى , فقد ادى ذلك ايضا الى عدم تكون ونشوء بورجوازية وطنية صناعية كوردية , اما الصناعات الاخرى بما فيها استخراج المعادن فلم تنمو نموا ملحوظا وذاك الشئ ينطبق على الصناعات الكمالية والمنزلية , ناهيك عن صناعة السجاد وبعض الصناعات الاستهلاكية .
فخلاصة هذا بوسعنا القول ان كوردستان بلاد زراعية فيها كميات هائلة من الخامات وتتحكم بها علاقات الاستغلال من قبل مستعمريها فكريا وسياسيا واقتصاديا , وقد جعلوا من المدن الكوردية سوقا تجاريا رابحا , فسلبوا خامات كوردستان وهم يبيعون لهم البضائع المصنوعة والمستوردة .
المراجع :لقاءات كاك نوشيروان مصطفى في الصحافة العالميةكتاب تصريحات هامة للمفكر الكوردي جمال نبزكتاب كردستان والكرد - وطن مقسم وامة بلا دولة للدكتور جواد ملا
نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست