روبرت فورد ، یتکلم عن الغد ، دون أن یری هو الیوم
Wednesday, 21/06/2017, 0:29
یبدوا لی واضحا ، وضوح الشمس ، إن السید السفیر، یتکلم بلغة غیر لغته ، ویعبر أفکارا ، بعیدا عن فکره ، ولیس من طروحات مخیلته . وهو یتکلم عن روژاوا ، علی غیر عاداته السابقة ، عندما کان سفیرا فی دمشق ، وما تلته من أیام، وهو یتکلم عن الکورد ، فهو المعروف عنه ومنه بعدائه للکورد ، وبمعاداته لقضیتهم ، فعجبا هذه المرة یطل علینا السید السفیر ، وهو یذرف الدموع للکورد المخدوعین ، کما یعتقد هو ، ویلعب دور الناصح الأمین لهم ، ویحذرهم من مغبة غدر حکومته وزملائه فی الإدارة الأمریکیة بهم وبخیانتهم لقضیتهم .
إن ما صدر منه غریب عنه ، وما عبر عنه إنه بعید منه . إن أفکاره وتعابیره ، هی ذات طعم ونکهة ثقافة بیئة ومحیط ، غیر ثقافة بیئته ومحیطه ، وتکشف مدی تورطه فی لعبة دنیئة ، وعن عمق إرتباطه بجهات وأطراف ، معلومة ومعروفة ، لا للکورد فقط ، بل وللعالم أجمع .
إن هذه الأیام ، مثلما نعلم هی أیام الغرائب والعجائب ، لأن الدنیا فی هذا العصر ، هی مسرح محجوز ، أومأجور ، أومغتصب من قبل سیاسیین فاقدین لکل القیم والمعانی . من أمثال السید فورد وأردوغان ، وبشار، وبارزانی ، فهم أبطاله ، وهم یتحکمون به ، فلیس غریبا ، أن یحدث ما لم یری ولم یسمع به.، ولیس غریبا ، وبعیدا عن التصور ، إذا کان السید السفیر ، قد اجبر إجبارا ، لیتخذ موقفه هذا ، تحت تأثیر إما الإغراء ، أو التهدید . فهو إما اغری به ، بمبالغ ضخمة من الدولار ، قد جمد عقله عندما سمع به ، أو إنه وقع فی قبضة الدواعش الأردوغانیین ، ووضعوا السکین علی عنقه ، فأرغموه ڕغما عنه ، لیقف إلی جانب أعداء الکورد . وإنهم لقنوه ما ینبغی علیه قوله . ولیس شڕطا أن یکون السکین ، هو مشابها لسکاکین الدواعش ، فربما هو سکین من نوع آخر ، سکین مرن وملفوف حول عنقه ، سکین مصنوع من الدولار ، تورط به فی الماضی ، وإلا کیف یستطیع أن یقول کالببغاء ما لم یسمعه طوال عمره ، وما لم یفکر به طول حیاته .
إن وقوف السید فورد ، بجانب أعداء الکورد ، لعبة مشبوهة ، و لعبة معلومة ومکشوفة للکورد ، ومدفوعة الثمن مقدما . فإنه یری الکورد ، بعیون أعدائهم ، وینظر إلیهم کما هم ینظرون لهم . فأعداء الکورد ینظرون إلی الکورد بعیون الأمس ، ولیس بمقدورهم هم أن یرونهم بعیون الیوم ، ولیس ذالك فحسب ، بل إنه یعبر عما یدور بخلدهم وفکرهم ، أی أنه قد وضع عقله جانبا ، وأعارالعقل منهم ، لیصبح المعبر عما یدور بخلدهم . کما ویتهم السید السفیر المسؤولیین الأمریکیین ، ذوی العلاقة ، بتعاملهم مع الکورد بصورة ، یمکن أن یقال عنها بعدم مراعات القواعد الخلقیة . وهنا أود أن أسأل السید السفیر ، هل هو تصرف بصورة أخلاقیة ، تجاه الکورد وقضیتهم عندما کان هو فی موقع المسؤولیة لبلاده ، فی بلد عانی الکورد فیه ، علی أیدی المسؤولین فیه الأمرین ؟
ولکی لا یضع السید السفیرنفسه ، فی مواقفة محرجة ، وفی مآزق لا یحسد علیها ، وکما لکی یطمئن هو ، نقول إن الکورد الیوم ، هم لیسوا بکورد الأمس ، فلیس بمقدور أحد ، وکائن ما کان ، أن یخدع الکورد ، ویضحك علیهم . أفلا یری هو کواکب الشباب والشابات الکورد ، یتجهون إلی میادین القتال ، مع الدواعش ، بلهفة وشوق الذهاب إلی حفلات العرس . فهل فکر السفیر یوما عن هذا السر ؟ . ولکی لا یتعب السید السفیر نفسه بالتفکیر عن الجواب ، أقول له بأن کورد الیوم ، لا یرضون بغیر الحریة ، فمطلبهم وهدفم هو الحریة ، الحریة فقط .
أما عن قوله ، بأن الولایات المتحدة ، قد خان الکورد وغدر بهم لمرات ، فهو فی قوله هذا لعلی حق ، ولکن قد یعتقد بأن الکورد قد نسوا ، أو هم لیسوا علی علم بما فعلت أمریکا ، وغیر أمریکا معهم وبهم فی سابق الأیام ، لکن هذا لا یعنی بأن الکورد لا ینبغی لهم التعامل والتحالف معهم . بعبارة اخری للکورد حق الإحتفاظ ، بحق الدعوی بحقهم عندما یحین الوقت المناسب والملائم لذالك من أمریکا ومن غیر أمریکا .
وأخیرا ، ولیس اخرا ، أقول لسید السفیر ، أن الکورد ، قد عقدوا العزم علی نیل حریتهم ، وإنهم مستعدون للدهاب إلیها وانتزاعها مهما غلت الثمن . ولیس هناك فی الدنیا قوة ، بمقدورها الوقوف بوجههم ، أو منعهم من الوصول إلی هدفهم .
وعن قوله ، بأن أمریکا لا تحارب دفاعا عن قامشلی . إن الکورد لا یطلب من أمریکا ، أو من غیر أمریکا یوما أن تحارب بجانبهم ، أو دفاعا عنهم ، بل یتمنی أن لا یقف إلی جانب أعدائه . لأن إن وصلت الامور إلی ذالك الحد ، لأن الکورد قد وصلوا إلی مرحلة ، لا یمکنهم التغاضی لمن یقف حجرة عثرة فی طریقهم ، فإنهم قد یقلبون الدنیا ، وما فیها ، علی رؤس کل من یحاول أن یجعل من تضحیاتهم هباءا منثورا ، وتذهب سدی . وإذا لا یصدق السید فورد من کلامی ، فالیضع یده فی ید أردوغان ، والیذهب إلی رققة ، لیری بام عینیه ، کیف یقاتل الکورد من أجل الحریة ، الحریة ، ولا شئ غیر الحریة .
خالد قادر عزیز
سیدنی – اوسترالیا
٢٠/٠٦/٢٠١٧
نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست