٢٤ /٠٤/ ١٩٧٤ من الجروح التی لا تزال تنزف من جسد الکورد
Tuesday, 26/04/2016, 0:24
عندما یأتی الحدیث إلی جرح الکورد ، أو جراح الکورد ، بصورة أعم ، فکم هی کثیرة تلك الجروح ، أو الجراحات التی یتلوی الکورد ، ویتعذب من آلامها ، ومن عذاباتها . فبمجرد ذکر الجرح ، فالجرح یدفع بالجرح ، فالجراحات تتراصف ، ویطول خط الجروح ، ویترك الحاضر ، ویعبر الماضی القریب والبعید ، ویمتد إلی أعماق التاریخ .
لیس هناك فی الدنیا شیئا ، ألم وأمر للإنسان أکثرمن التکلم عن جراح الماضی وعن أوجاعها ، خاصة عندما یکون الجرح ، جرح الظلم ، جرحا فی النفس ، قبل الجسد ، أودون الجسد ، جرحا لا یتوقف عن النزف ، جرحا من جراحات طعنات الغدر، طعنات جراحاتها لا تندمل ، جراحاتها لا تعرف الشفاء ، طعنات قد تعبر القرون ، طعنات تسیر عكس الزمن ، طعنات تعاند أن تکون جزءا من الماضی ، طعنات ترفض أن تسکن فی وادی النسیان، طعنات ستضل وتضل تجرح وتجرح ، طعنات لا تتوقف عن الطعن مهما طال الزمن ، لحین الرد بطعنة أقوی منها عندها توقفها عن الطعن .
فقد حدث فی التاریخ کثیرا ، بأن ضربة سیف ، أو طعنة رمح ، قد غیر مجری التاریخ ،حیث إنها ترکت آثارا مؤثرة ، وانعکاسات جسیمة ، سلبا أو ایجابا ، فی حیاة الأقوام والشعوب ، فکم هی کثیرة تلك الضربات والطعنات التی حدثت منذ قرون ، وهی لا تزال تفعل فعلها فی الوقت الحاضر ، وستظل تفعل فی المستقبل ، أکثر مما فعلت فی حینها. وهناك فی التأریخ ، شعوبا وأقواما قطفت ، ولا تزال تقطف ثمار نعم هذه الضربات أو الطعنات ، منذ قرون وقرون ، کما وهناك شعوب وأقوام قد دفعت أثمانا باهضة ، أثمانا لا تقدر بثمن ، وکلفتها ما لا تعوض ، وإنها لاتزال تدفع وتدفع ضرائبها وأتواتها المتنوعة التی لا تعد ولاتحصی منذ زمن طویل ، وعلیها أن تسد فاتورات وکمپیالات لاتنتهی مهما مر الزمن ، إلا إذا تمکنت أن ترد الطعنة بمثلها أو بطعنة أقوی منها ، إن صفعات الهمج تردعها الإبر فقط .
أری من حقی أن أوجه سلاحی للماضی ، فالیوجه المستقبل صواریخه نحوی
نحن الکورد ، ینبغی علینا أن نعلم بأننا ضحیة هذا الداء ، وینبغی علینا أن نعترف بأن آباؤنا الأوائل قد خسروا نزالات تاریخیة ، ولاقوا هزائمة مشینة ، فی لحظات حاسمة ومصیریة ، وکما ینبغی أن یکون لدینا الجرأة والإقدام ، وکذالك الحزم والعزم ، لمعرفة الأسباب والمسببات التی سببت ، وکذالك من المسؤول ، ومن المسبب ، فی حینها لتلك الکوارث والمأسات ، وبعکسه ، إذا لم نؤدی نحن ، أبناء هذا الجیل ماعلینا أن نؤدی ، من مهام ومستحقات ، فبالتأکید سنضیع هذه الفرصة الذهبیة المواتیة فی هذه الأیام . وسنورث الأجیال القادمة ، ما أورثناها نحن من الأجیال السابقة ، إضافة لما نترکه نحن لهم من ثقل المهام .
نحن الکورد ، حتی هذه الساعة ، ندفع ثمن تلك الهزائم التی منی بها أباؤنا الأوائل ، سواء تلك التی حدثت فی زمن الماد ، أو التی حدثت عندما إحتل العرب کوردستان ، أو التی حدثت عندما تعرضت المنطقة لهجمات موجات المغول والتتر ، وغیرها وغیرها . فالکوردی الذی لا یحس ولا یشعر فی هذه الأیام ، من أعماقه بآلام وأوجاع ضربات سیوف ، وطعنات رماح ، کورش ، وخالد ، وهولاکو ، فهو بلا شك ، إنه یعانی من الإعاقة فی عقله ، أو إنه ینبغی أن یشك بإنسانیته ، کإنسان ، وککورد . والکوردی الذی لا یحس ولایشعر بأنه قد هیأت له القیود والأغلال لتورثها ، حتی قبل أن یولد ، فإنه إما یعانی من الإعاقة فی العقل ، أو إنه ینبغی أن یشك بإنسانیته ، کإنسان ، وککورد . فالکوردی الذی إن لم یشعر ولم یحس بإنه یعامل معاملة الغریب فی عقر داره ، بل حتی إنه یعامل کأجنبی ثقیل الظل ، وهوغیر مرحب به حتی کعابر سبیل ، فإنه بلاشك ، إما یعانی من الإعاقة فی عقله ، أو إنه ینبغی أن یشك فی إنسانیته ، کإنسان ، وککورد . فالکوردی الذی إن لم یشعر ولم یحس ، بأنه لیس فی یده ، أو تحت سیطرته أی أمر من اموره ، وإنه یحسب علیه حتی أنفاسه ، فإنه إما یعانی من الإعاقة من عقله ، أو إنه ینبغی عڵیه أن یشك بإنسانیته ، کإنسان ، وککورد . وکذالك الکوردی الذی لیس بإمکانه أن یتکلم بلغته ، وأن یؤتی علی لسانه إسم وطنه ، وأن یدعی بأن کوردستان وطنه ، ألیس من حقه أن یسأل لماذا کل هذه الآلام والمأسات ؟ . وألیس من حقه أن یسأل ، ما هی الأسباب ، ومن هم المسبب عن کل هذا ؟ . وأخیرا ، ولیس آخرا ، ألیس من حق الکوردی ، عندما یفتح عینیه أول الأمر فی الدنیا ، ویجد نفسه فی جحیم لا یطاق ، أن یسأل من الذی غدر به وظلمه ؟ .
إن الکوردی الذی لدیه ذرة من الإحساس ، وذرة من النخوة ، لم ولن یرضی بحیاة یتحکم بها الدواعش أو أحفاد الدواعش . والذی لا أفهمه ، ولا أستطیع أن أتصوره ، هو کیف تمکن آباؤنا الأوائل ، کل هذه المدة ، أن یتحملوا دواعش أیامهم ، الذین هم أسلاف دواعش الیوم ، الذین هم أکثر داعشیة ألف مرة من أحفادهم دواعش الیوم .
والکورد لا بد أن یسأل نفسه . ألیس من حق الکورد ، أن یفعل ما یمکنه أن یفعله ، لیسترد حریته ؟ . ولکن السؤال هو من أین یجب أن یبدأ ؟ . وأسئلة اخری تفرض نفسها لکل من یفکر بهذا العمل ، هی ، هل بإستطاعة المسافر ، أو الساری الذی ضاع طریقه ، أن یعرف إتجاهه ، إذا لم یعرف أولا من أی إتجاه أتی ؟ . وهل من مقاتل قدیر یقحم نفسه فی قتال ، ویغمض عینیه ویغامر بحیاته ، إذا لم یتأکد من الأمان التام فی ظهره وفی خطوطه الخلفیة ؟ . خاصة إذا علمنا ، إن الکثیر من الحرکات الکوردیة ، قد فسخت وتعفنت کالأسماك فی ڕأسها ، أو طعنت من الظهر بسبب خیانات من عناصر لها مسؤولیات مهمة ، وأدوار بارزة فیها . ولکی لا یضیف الکورد جراحا علی جروحه ، ولکی یکون لدیه ما یقوله للجماهیر ، ینبغی علیه أن ینقب فی التاریخ ، کما یعمل علماء الآثار فی البحث والتنقیب عن الاثار ، وأن یکون لدیه الجواب عن أسباب الفشل والإنحطاط ، فی جمیع الحرکات ، والتی أدت إلی الهزائم والإنتکاسات .
إذا أرادت حرکة ما ، أن یسلك سبیل النجاح ، وأن یلتف الجماهیر حولها ، ینبغی علیها ، أن یکون لدیها الأجوبة الکاملة والواضحة ، لجمیع الأسباب والعوامل التی أدت إلی فشل جمیع الحرکات علی طول التاریخ ، وذهبت بحار من الدماء والدموع هدرا . وعلیها کشف کل الأسرار والخفایا من الامور ، وتبیان الحقائق بصوركاملة ، حتی وإن احتاجت إلی تعری بعض الشخصیات والقادة من هالة القدسیة التی أحاط نفسه بها ، وینبغی إلغاء عادة أو حق الحصانة والقدسیة التی یتمتع بها کل القادة . ودون استثناء ، وفی حالة إثبات أی إهمال ، أو تقصیر فی أداء المهام من قبل أی واحد منهم ، ینبغی وضع روحه ، وإن احتاجت عظامه فی قفص الإتهام ، لیأخذ القصاص الدی یستحق ، حتی یکون عبرة لکل الخونة والعملاء الذین امتهنوا الخیانة والعمالة للکسب الغیر الشریف ، وکذلك لکل من تصول له نفسه المتاجرة بدماء ودموع الجماهیر الثائرة والمضحیة ، من الآن وصاعدا . وینبغی إلغاء القدسیة والحصانة من جمیع الذین قادوا الحرکات وفشلوا فی تحقیق ولو جزء قلیل من الأهداف . وینبغی من الآن وصاعدا أن لاتحاط أحد من القادة بهالات القدسیة ، إلا فی حالة إحراز النصر التام ، أو حقا الإستشهاد فی سبیل الشعب والوطن ، لا غیر . والآن ، لقد آن الأوان لکی نخطوا نحن الکورد ، خطوات نحو النصر ، لقد آن الأوان لکی نعرف أین نضع أقدامنا ، وإلی أی إتجاه نتجه ، ولقد آن الأوان لکی نکتب تأریخنا بأنفسنا ، وآن الأوان ، بأن لم ولن ندع من الیوم وصاعدا ، أن یکتب الأعداء علی أهوائهم تأریخنا ، وأن یلبسوننا کما فعلوا طوال الزمن ، کل داعشیاتهم وعنجهیاتهم ، کیفما أرادوا ، ومتی ما أرادوا . ومن هنا أری لنا الحق أن ، أن ندعوا بالقصاص لبعض من هم مسؤولین فی الأجیال التی سبقونا ، الذین کانوا سببا لکی یکتب الأعداء تاریخنا ، لذا أری من حقنا أن نوجه أسلحتنا للماضی ، لکی نتمکن لإستعماله علی أحسن وجه فی الحاضر وکذلك فی الستقبل .
حمم الحقد الأسود الهمجی
لا أنسی ، لا ، لم ولن أنسی ، ذالك الیوم الربیعی الرائع ، لا، لم ولن أنسی تلك الطبیعة الکوردستنیة الخلابة ، لا، لم ولن أنسی قندیل بقممها الشاهقة ، وتلولها الجذابة ، وسفوحها الوادعة ، وهی جمیعها ، مغطاة بأجمل ما هو جمیل ، من ورود وأزهار ، وبکافة الأشکال والألوان ، وکانت تبدوا ، کأنها عروسة ، بزی العرس فی یوم عرسها . وکانت مناظر الأجواء الأخاذة تسحر العیون ، والسماء الصافیة بزرقتها تجلب الأنظار ، والشمس فی کبد السماء ، تتمنی لو بإمکانها أن ترمی بنفسها فی أحضان زاگروس ، أو أن توقف الأرض عن الحراك ، حتی تضل أن تفرح بها لأطول مدة من الزمن ، ففی ذالك الجو البهیج ، والهواء العلیل ، ینسی الإنسان کل همومه وأحزانه ، لا إرادیا ودون علمه . وکان الناس کلهم ، رغم تخوفهم مما یخبؤه القدر ، ومما کا متوقعا من صدام ، کانت الأفراح بادیة علی الوجوه ، ففی تلك اللحظات ظهرت أربع طائرات فی سماء المدینة الوادعة ، وبدأت بتوجیه حمم حقدها الأسود الهمجی ، وتمطر الموت ، ففی خلال دقائق حصدت عددا کبیرا من الأرواح ، فی المدینة ، بین قتیل وجریح . وغرقت المدینة فی بحر من الدماء والدموع .
إستشهاد مدینة ، وتحویل البهجة إلی عزاء
کان منتسبی جامعة السلیمانیة ، من الهیئة التدریسیة ، من دکاترة ومدرسین ومعیدین ، ضیوفا علی مقر البارزانی ، وبقینا لأسابیع فی قصر السلام ، وکنت من ضمنهم بصفتی کمعید . ففی أحد الأیام تم إعلامنا بأن البارزانی قد یأتیکم الیوم ، لیراکم ویتکلم معکم ، من بعد الظهر فی ذالك الیوم أتی کل من السیدین ، إدریس ومسعود نجلی بارزانی ، کممثل عنه ، حسبما تفضل السید إدریس ، والبارزانی نفسه لم یستطع بسبب إنشغاله باموراخری . تکلم السید إدریس لأکثر من ساعتین ، عن القضایا ، وعن الوضع ، وإننی سأذکر، قلیلا ما یتعلق بموضوع قصف مدینة القلعة دزة ، فقــــال " إذهبوا إلی قلعةدزة ، وابدؤا عملکم هناك ، ولا نعتقد بإمکان الجیش العراقی الوصول إلی هناك ، ویبقی خطر قصف الطائرات ، فهناك الآن أربع مضادات جویة ، والیوم ستصل طائرة إلی طهران ، وستصلنا عددا من المضادات ، وسنرسل منها واحدة اخری للهناك . هیؤوا الملاجئ لحمایة أنفسکم " . لقد تم التحضیر للبدأ بالدراسة ، وتم تعیین الساعة الثامنة صباحا فی یوم ٢٤ /٠٤/ ١٩٩٤ موعدا لدوام الجامعة ، والبدأ بالدراسة .
کان بینی وبین الموت قاب قوسین أو أدنی
الکل کان یتوقع القصف ، ولم یکن هناك الشك فی ذالك ، لکن التوقع فی تحدید ساعة القصف ، لم یکن صحیحا . وکان التوقع من الساعة الثامنة لغایة الساعة التاسعة صباحا ، لقد خرج معظم الناس فی ذالك الیوم ، من المدینة ، فی الصباح الباکر ، ونحن کنا مجموعة ( یوسف محمد قادر ، حسام الدین نورالدین ، صباح طاهر، وكاتب هذه السطور ) من معیدی الجامعة ، إبتعدنا عن المدینة بمسافة حوالی ٢کم ، وبقینا هناك لغایة الساعة التاسعة تقریبا ، وعندما لم یحدث شیئا ، عدنا إلی المدیة . وتوجهنا إلی الجامعة ، وأمام بوابة الجامعة ، صادفت الزمیل آوات عبدالغفور ، الذی کان مسؤولی لمدة سنتین تقریبا فی ( منظمة عصبة الکادحین ) ، وأنا إنفصلت من الجماعة ، وبإقتراح من آوات ذهبنا إلی المطعم الملصق بالجامعة لتناول الفطور. وعندما کنا فی المطعم ، مرهیوا شقیق آوات ، وهو کان طالبا فی الصف الثانی علی ماأذکر فی القسم الکوردی ، من کلیة الآداب . وألححنا علیه لیتناول الفطور معنا ، فقال إنه أفطر قبلنا ویذهب إلی المقهی المجاور وینتظرنا . وخرجنا نحن ، آوات وأنا ، وبمجرد أن تخطینا باب المطعم ، قال لی آوات " هناك کل من حسن گەرمیانی ، وعلی بگ ، لقد وصلوا للتو من چومان ، فالنذهب ونسأل عن الأخبار منهم ، ونسینا هیوا فی المقهی . وفی لحظة إلتقائنا بالمذکورین علی بعد فقط ، عدة خطوات من المقهی والمطعم المجاورین لبعضهما ، والملصقین ببنایة الجامعة . صاح آوات طائرات ، وتوجه هو إلی المحل الصیاغة المقابل لنا ، والمعاکس ، أی فی الجهة الاخری من الشارع ، والمقابل للمقهی الذی کان هیوا جالسا فیها وینتظرنا ، ودخلنا للمحل ، ومن شدة الإزدحام فی الباب سقط سلاحی من یدی فی الباب ، وعلی بعد مترین أو أکثر قلیلا ، والطائرات بدأت تقصف ، وأنا احاول أن ألتقط سلاحی ، الذی أصبح أکبر مشکلة لی ، فی تلك اللحظة ، ولیس قصف الطائرات . وکلما احاول أن ألتقطه یمسکنی الناس ویمنعونی من ذلك ، فقلت لهم لن احاول إلی تنتهی القصف ، وعینی لا تفارق سلاحی ، وفکری مشغول به ، ففی غفلة منهم إنتهزت الفرصة ، والتقطه بسرعة ، وتنفست السعداء ، ، والطائرات باختراقها لحاجز الصوت ، تحدث أصواتا أکبر من أصوات إنفجار القنابل ذات ٥٠٠ کغم و٢٥٠ کغم ، ، فأربع طائرات ، کل طائرة أغارت غارتین واخترقت جاز الصوت مرتین ، فإنها صنعت بذالك جوا مرعبا ومخیفا للغایة .
بعد أن هدأ القصف ، خرج الناس إلی الشوارع ، والکل بدأ بالخروج من المدینة والإبتعاد من الأبنیة ، فخرجنا نحن ( آوات وأنا ) معهم بإتجاه قریة دێری القریبة من المدینة ، وبقینا هناك لغایة العصر ، عندما رجعنا سألنا الناس ، عن الجماعة ، قالوا لنا إنهم ذهبوا إلی قریة گرمیتر ، حیث مقر البتالیون ، لقوات الپێشمەرگە . وعند مرورنا بالقرب من المنطقة ، لاحظت بأن منطقة الجامعة قد تهدمت بالکامل ، وإن الکثیر من الناس قد قتل فی محیط بنایة الجامعة ، وکان المطعم والمقهی التی کان هیوا جالسا فیها ، کانتا جزءا من بناێة الجامعة ، وکان لم یبقی فیهما حجر علی حجر ، لأن أصابتهما القنابل بصورة مباشرة .
یتبع
اوسترالیا – سیدنی
٢٤/ ٠٤/ ٢٠١٦
نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست