دواعش الغد سیکونون أکثر داعشیة من دواعش الیوم
Sunday, 13/12/2015, 22:09
إن عنجهیة أردوغان وغطرسته ، دفعتا الولایات المتحدة الأمریکیة ، ومعها الدول الغربیة عامة ، إلی زاویة حرجة للغایة ، وکذالك إلی موقف صعب لا یحسد علیه . فإنهم سواء ، شاؤوا أو أبوا ، قد إنزلقوا بدون علمهم وإرادتهم ، وبدون رغبتهم ورغما عنهم ، إلی نزال غیر سهل إطلاقا . وإنهم لعلی علم بنتیجته مقدما ، بإنهم خاسرون فیه حتما ، وحتی قبل أن تبدأ فصوله وجولاته .
فإنهم خاسرون ، لأنهم ربطوا منذ زمن ، مصیرهم بمصیر أردوغان ، وأمثال أردوغان ، ووضعوا فی أیدیهم ، ما لا یجب أن یکون فی أیدیهم . وإنهم خاسرون ، لأنهم هم من صنعوا أردوغان ، ومن هم من أمثال أردوغان ، ونفخوا فیهم ، وجعلوا من کل واحد منهم ماردا ، عندما نظر إلی ظله ، بدأ یتمرد علیهم ، ویتصرف بالضد منهم .
وإنهم خاسرون ، لأنهم قد أفسد أردوغان علیهم مخططاتهم التی بذلوا جهودا علیها ، ومشاریعهم التی بنوا امال مستقبلهم بها . وقطع عنهم الجداول التی کانت لفترة طویلة من الزمن ، تدر علیهم بالربح الوفیر ، والنعم الکثیر . وإنهم خاسرون ، لأنهم قد أخطؤا الحساب ، ولم یدرکوا بأن اللعبة قد إنتهت ، عندما نزل الدب القطبی إلی الحلبة . وإنهم لم یوقفوا أردوغان عند حده .
إنهم خاسرون ، لأنهم أخطؤا الخطأ القاتل ، لأنهم لم یقدروا ، بصورة صحیحة ، إنهم یواجهون من . وبدؤا یستفزونه عن عمد وقصد ، وپوتن لم ولن یغفر لهم علی فعلتهم تلك أبدا . وإنهم خاسرون ، لأنهم یبدوا بأنهم نسوا ، علما إن پوتن ، ما کان ناسیا ، وإنه لن ینسی ، ما فعلوا هم بالأمس ، بپوتن وببلد پوتن . ولیس مستبعدا أن یکون پوتن آخر إعصار قد تتعرض له الولایات المتحدة الأمریکیة ، إذا لم یکن بالإمکان أن یقرأ پوتن القراءة الصحیحة .
إنتهی عصر القطب الواحد
یبدوا فی الظاهر ، حسب المعطیات المتوفرة ، بأنه لیس هناك الکثیر من الخیارات ، أمام الأطراف ، للتعامل مع الأحداث ، فی قضیة داعش ، فما هو متاح هو ، إما الإتفاق علی مقاتلة داعش معا ، والقضاء علیهم ، وتقدیم کل من ساهم ، وله دور فی صنع داعش ، ومن کان وراء داعش للعدالة لمقاضاتهم ، بالتزامن مع کل من کان السبب فی خروج داعش إلی الوجود کالفطر .
أو أن یضل الوضع کما هو الآن ، یحارب کل طرف من الأطراف ، حسب مصالحه ، وبالطریقة التی یراها مناسبة له . وهذا قد لا یخلوا من المخاطر والمخاوف بالتأکید ، علما إن پوتن لم ینزل للحلبة ، بصورة إعتباطیة ، وبدون أن یحسب کل الإحتمالات ، فإنه لن یقبل بالخسارة ، ولن یرضی أن یجر أذیال الخیبة من ورائه ، بأی حال من الأحوال . فإنه إضافة لإعتقاده ، بأنه له الحق أن یکون له نصیب فی الکعکة ، فإنه له رسالة ، یود أن یوصلها إلی أسماع العالم ، وفی مقدمتهم أسماع الولایات المتحدة الأمریکیة ، والتی مفادها ، إن عصر القطب الواحد قد إنتهی ، وإلی الأبد ، وإنه ولی وبدون رجعة .
إغراق الشعوب فی جحیم الکوارث والمآسی
إن إستعداد پوتن السیاسی ، هو أکثر بکثیر من إستعداده العسکری ، الظاهر للعیان . ویبدوا إنه بین یدیه ، ملفا غلیظا ، ملیئا بالمآخذ ، علی الولایات المتحدة الأمریکیة ، فی النواحی الإنسانیة ، والسیاسیة ، والقانونیة ، والعلاقات الدولیة ، وغیرها ،،، من سیاسة خلط الألوان والأوراق ، وسیاسة التیه والضیاع ، وسیاسة إغراق الشعوب فی جحیم الکوارث والمآسی . إن کل هذه المآخذ والمسائل ، هی مصادر قوة دفعت بپوتن للنزول إلی الساحة .
معظم ساسة الیوم:
منهم من یری بأن التجارة فقط هی السیاسة ، ومنهم من یری بأن السیاسة هی فقط التجارة
لم یکن العالم فی یوم من الأیام ، وعلی مدی الأزمان ، کما الیوم معرضا للمخاطر والمخاوف ، بسبب ضیاع الإنسان لإنسانیته ، وتیهه فی متاهات أعماق ذاته ، وعدم رؤیته لشیئ غیر نفسه ، وقد أثر کل ذالك علی الوضع ، بحیث إنه یشبه تماما ، الوضع الذی کان سائدا فی أیام الإنسان الأوائل ، حین کانت القوانین الطبیعیة ، کالبقاء للأقوی ، وحکم شریعة الغاب کان شائعا . وفی عالم الیوم ، کل شئ فقد معناه ، وتغیر فحواه . فالمؤسسات العلمیة ، أصبحت شرکات تجاریة ، تحت یافطة علمیة ، همها الوحید هو تحقیق الربح الوفیر .
أما ساسة الیوم الذین یقودون المجتمعات ، منهم من یری بأن التجارة هی فقط السیاسة ، ومنهم من یری بأن السیاسة هی فقط التجارة . والغالبیة العظمی من هؤلاء الساسة ، لا تتوفر فیهم الحد الأدنی من المؤهلات الضروریة التی ینبغی توفرها فی السیاسی .
دواعش الغد ، سیکونون أکثر داعشیة من دواعش الیوم
فلو تمکن المجتمع الدولی القضاء علی داعش ، فی هذه الأیام ، وبصورة نهائیة ، فلیس هناك أی ضامن ، إن لم یظهر فی الغد القریب نوعا آخر من الدواعش ، إذا لم یحاول المجتمع الدولی ، معالجة القضیة من جدورها . فإذا ضل الوضع بهذه الشاکلة ، فبالتأکید سیظهر غدا دواعش سیکونون أکثر داعشیة من دواعش الیوم . لذا فقط ببناء الإنسان یمکن أن یقضی علی داعش ، وأن یقلعه من جدوره .
نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست