فی غیاب وإنعدام الخوف من القصاص والمحاسبة
Thursday, 05/11/2015, 0:09
المشکلة الخطیرة التی هی من أکثر المشاکل خطورة ومخافة ، والتی یعانی منها الکورد ، منذ عقود ، لعله منذ قرون ، لکن بشکل آخر ، هی توجه نسبة کبیرة من الناس ، إلی إمتهان السیاسة کمهنة ، وأحیانا کثیرا ، کحرفة عائلیة و وراثیة ، یورثها الأبناء من ا لآباء ، کوسیلة للکسب ، أو للوجاهة ، أو التظاهر بمظهر الشخصیة الإجتماعیة المرموقة ، أوالتباهی والتفاخر بأنه ، هو کغیره من الشخصیات ، إنه شخصیة له تأثیره ووزنه فی المجتمع . ، والغالبیة العظمی ، من هؤلاء لیس لهم أبسط الإلمام ، وأدنی قدر من المعرفة بالسیاسة ، وحتی بألف باء السیاسة ، حتی إنهم لا یعرفون ماذا تعنی السیاسة ، والشئ الذی فی حیاتهم ، لا یعرفون منه شیئا ، ولم ولن یعرفوا منه شیئا ، وکذالك لم و لن یفهموا منه شیئا ، إطلاقا طوال عمرهم هو السیاسة ، والسیاسة . علی الرغم من أنهم قد إلتصقوا بالسیاسة ، والسیاسة فقط ، ولا شئ غیر السیاسة .
فهؤلاء السیاسیین وأمثالهم ، فی الحاضر کما فی الماضی ، الغالبیة العظمی منهم ، هم شریحة طفیلیة ، فاقدة لکل القیم والمعانی الإنسانیة . إنهم بمثابة عقد سرطانیة فی الجسد الکوردی ، المصاب بالضعف والإعاقة والشلل ، بسبب خیانة هؤلاء الخونة والعملاء وطعنهم له ، بالعلن والخفاء ، غدرا وظلما .
هؤلاء السیاسیین وأمثالهم ، فی الحاضر والماضی ، هم الذین أوصلوا بالکورد وکوردستان ، إلی ماهم فیه وعلیه فی هذه الأیام . والسیاسة لدی هؤلاء هی فقط تکوین نوع من التعارف أو شکل من العلاقة والترابط مع أفراد أو جهات تابعة لأعداء الکورد وکوردستان . علما إنهم کل ما یدور بخلدهم هو کیفیة الإستفادة من هذه العلاقات والإرتباطات ، وإستغلالها لفائدتهم الشخصیة والعائلیة ، لغرض الکسب والنفع منها بشکل من الأشکال ، حتی وإن کانت تعود بالضرروالخسارة علی قومهم ووطنهم . وهؤلاء السیاسیین ، ما عدا ندرة نادرة جدا ، هم دوما فی تسابق دائم ، وتنافس شدید فیما بینهم ، لکسب ود واهتمام الأعداء ، الذی یعتبرونه رأسمال کبیر وعظیم ، الذی یمکن أن یدر علیهم بروافد من الخیر والعطاء ، دون حساب لکبر الفاتورة التی ینبغی علیهم أن یدفعوها مقابل ذالك . فإنهم ، لکونهم لا یجیدون شیئا یفیدهم فی حیاتهم ، لکی یعیشوا من وارداته ، لذالك نراهم إنهم ، قد إلتصقوا بالسیاسة کوسیلة وحیدة ، وسهلة لکسب قوتهم ، حتی وإن وصلت بهم الامور إلی الخیانة لأهلهم ووطنهم ، والعمالة لأعدائهم الذین ، یذوقونهم ، منذ قرون وقرونم الزقوم وسم الزعاف .
هؤلاء السیاسیین وأمثالهم ، فی الحاضر والماضی ، هم اختلطوا الامور علی الکورد ، فجعلوا من الأصدقاء أعداءا ، ومن الأعداء أصدقاءا ، خدمة لمصالحهم ومنفعتهم .
هؤلاء السیاسیین وأمثاهم ، فی الحاضر والماضی ، هم الذین قادوا الکورد من هزیمة إلی هزیمة ، وأغرقوهم من کارثة إلی کارثة ، وأوقعوهم من نکسة تلو نکسة .
والطامة الکبری ، هؤلاء السیاسیین وأمثالهم ، فی الحاضر کما فی الماضی ، دوما ، کما کانوا یبیعون خیاناتهم وعمالتهم ، علی الکورد المبتلی بمصیبتهم ، بالوطنیة والثوریة ، أی بالکوردایەتی والپێشمەرگایەتی ، وقد وصلت الامور، فی جنوب کوردستان ، إلی درجة بحیث لا یمکن الفصل والتمییز بین الخونة والعملاء مع الوطنی والثوری ، وبین الجحوش والمرتزقة مع الپیشمەرگە والمضحی . کما لا یجرؤ أحد فی جنوب کوردستان ، أن یقول للجحوش الکبار ، إنك جحش ، وجها لوجه ، لأنه قد یتعرض نفسه لخطر لایمکن التنبؤ بعقباه . وبمشاکل هو فی غنی عنها ، فکثیرا ، إذا ما قال أحد الپێشمەرگە ، لأحد
الجحوش البسطاء ، حتی وإن کان من باب المزحة والتلطیف ، إنك جحش ، فجوبه برد مؤلم ، ألمه لا یقل عنألم ضربة سکین فی القلب ، مثلما قالوا ، إذا أنا کنت جحشا للعراق ، فأنت کنت جحشا للایران ، أنا کنت جحشا لوطنی ، وأنت کنت جحشا للأجنبی ، فأینا کنا أحسن وأفید للناس ، أنا ، أم أنت؟ .
والمصیبة الأعظم ، لقد تاه من لم یکن تائها ، تاه هو ، مع التائهین الذین یتلذدون من التیه . ویتفاخرون ویتباهون بما هم فیه . فوا مصیبة من یعرف معنی الحریة ، ومن یعرف ماذا تعنی الإنسانیة ، فوا مصیبة إنسان ، رماه حظه العاثر ، فی عالم اللا إنسان ، فوا مصیبة إنسان ، مجبر علی الحیاة فی هذا الجو الألیم ، فوا مصیبة ، سیئ الحظ ، الذی یرمیه ، القدرالقاسی . به إلی جحیم ، بمعنی الحیاة ، جحیم ، لا یمکن تحمله من قبل من هم یعشقون الحریة ، فکما الفراشة والشمعة ، فالشرڤان ، والگریلا ، والپێشمەرگة ، مصیره ومستقبله . فواه من مصیبة ، إنسان یکون شاهدا لکل هذه الفواجع والمآسی ، فواه ، ومن ثم واه ، من مصیبة إنسان ، وهو یری ملأ عینیه کل هذه المظالم والفواحش ، فواه ، ومن ثم واه ، من مصیبة إنسان ، یری اللا إنسان ، شرابهم کوکتیل من دماء الإنسان ودموعه ، ولقمتهم دوما هی عداب الإنسان وروحه
لا شك ، من یقاتل فی کوبانێ ، ومن یقاتل فی آگری ، وفی شەنگال ، وگولالە ، إنهم لعلی علم بمدی صعوبة وخطورة مهمتهم التی إختاروها هم بملإ إرادتهم ، وهم یعلمون جیدا ، إنهم یسلکون طریقا محفوفا بالمخاطر والمآسی ، فتراهم ، إنهم یسیرون قدما ، دون آبه بأی شیئ ، واضعین نصب أعینهم ، هدفهم النبیل ، وهو اێصال القافلة إلی سالما إلی بر الأمان . کما وإنهم عاهدوا الإنسانیة ، واإتخذوا علی عاتقهم تصحیح التاریخ المزیف والمحرف ، وتشکیل محکمة التاریخ ، لکی یعاقبوا الطواغیت والجبابرة ، وکل لا إنسان ، بالقصاص العادل .
نووسەرەکان خۆیان بەرپرسیارێتی وتارەکانی خۆیان هەڵدەگرن، نەک کوردستانپۆست