اوقفوا أردوغان عند حده ، اوقفوه قبل أن یکون متأخرا ، اوقفوه قبل أن یحدث ما لم یکن یوما ما فی الحسبان ، اوقفوه قبل أن یخلق ما لم یکن باستطاعة أحد منعه ، أو ایقافه من الحدوث ، اوقفوه قبل أن یکون سببا لکارثة إنسانیة مأساویة مؤلمة ، وعلی مستوی العالم .

إن أردوغان ، من الیوم الذی تسنم زمام الامور فی ترکیا ، وهو یعیش مع طموحاته وأحلامه ، فهو وإن بجسده فی الحاضر ، لکنه هو بکل وجوده وعقله وتفکیره تماما ، ودوما یعیش فی الماضی ، فمرة یتخیل نفسه إنه محمد الفاتح ، وهو علی ظهر جواده ، وشاهر سیفه ، کأنه هو فی ساحة الوغی ، وعلی رأس جیش جرار وهو واقف علی أبواب بلغراد . ومرة یتخیل إنه جنگیزخان ، الإمپراطور المطلق الصلاحیة ، الذی وصل إلی مقام الالوهیة ، بین قومه فی أیام زمانه . 

إن أحلام أردوغان وطموحاته ، هی أکثر خطورة وأکثر مخافة ، من أحلام وطموحات الساسة والزعماء الذین سببوا الکثیر من الکوارث والمآسی للناس وللعالم . وکما إن أردوغان هو من النوع الذی یعتقد فی قرارة نفسه ، ولدیه قناعة تامة مطلقة بذالك ، بأنه مرسل من قبل الله ، لکی یقود الناس ، وإنه علی الصواب دوما ، ولدیه من الدهاء والحکمة ، تغنیه من إحتیاجة لأحد ، والسماع لغیره . وکما إنه ما فی مخیلته ، هوعکس ما هو علی لسانه . وإنه لیس بإمکانه ومقدوره أن یکون منسجما مع أی کان ، ومتمسکا بعهد ، وخاضعا لقرار .

أردوغان وجنون العظمة

فی الوقت الذی إتفقت أربعون دولة وبقیادة الولایات المتحدة الأمریکیة ، والدول الغربیة الکبری المنضوین فی حلف الناتو، علی تکوین إئتلاف دولی لمقاتلة الداعش ومحاربتها ، نجد إن ترکیا التی هی متهمة أصلا ، وبالأساس بتقدیم کافة التسهیلات والمساعدات العسکریة واللوجستیة للداعش ، بموجب تقاریر الکثیر من المصادر الغربیة ، وفی مقدمتهم الأمریکیة ، تجهز الداعش بالأسلحة والعتاد ، ومن ضمنها المصفحات القتالیة ، بالعلن وفی ضوء النهار ، وأمام عیون العالم کله . لا أدری ماذا یفسر تصرف أردوغان هذه ؟ . ألیس هذا یعنی إنه یتحدی الولایات التحدة وحلف الناتو کذالك ؟ ألیس هذا یؤکد علی أن أردوغان مصاب بجنون العظمة ؟ .

أردوغان علی عناد أمریکا والناتو

بعد أن فشل أردوغان من تحقیق أهدافه خفیة ، ( ماعدی لصوصیة النفط ، وقرصنة أموال الشعبین العراقی والسوری ، بالإتفاق مع العصابات المافیویة الإجرامیة ) ، وکما انتهت کل مؤامراته بالفشل الذریع ، إنه الآن یضغط علی الدواعش ویجبرهم ، لتحقیق الهدف الأساسی له وبالعلن ، الذی هو القضاء علی ثورة الشعب الکوردی فی غرب کوردستان ، بأی شکل من الأشکال . فغرض أردوغان الأساسی لمهاجمة الدواعش ، لغرب کوردستان ، فی هذه الأیام بالذات ، هو دخول الدواعش إلی المدن والبلدات الکوردیة قبل حصول الضربات الجویة الأمریکیة . وذلك لإلتجاء الدواعش بالمراکز السکنیة والمأهولة ، لاتخاذ الأهالی لاستخدامهم کدروع بشریة ، من جهة ، ومن جهه اخری بغیة تدمیرالمدن والبلدات الکوردیة بواسطة القصف الجوی الأمریکی .

هل تنفذ أمریکا مشروع أردوغان 

هل تنوی الولایات المتحدة الأمریکیة ، أن تفعل بالکورد مالم یتمکن الأردوغان أن یفعله بهم ، وبعبارة اخری هل ترید الولایات المتحدة الأمریکیة ، أن تجعل من الکورد کبش الفداء لمصالها ،وللمرة الألف ، خاصة بعد أن نجحت وببراعة وذکاء ، أن تورط الکورد فی عداوة لاتنتهی أبدا ، وأن تجعل من کوردستان إسرائیل ثانیة ، فی عیون العالم الإسلامی ، بالأخص فی عیون الأتراك والأعراب والفرس . فإذا کانت لیس کذالك ، لماذا لا تتحرك لضرب داعش فی غرب کوردستان ؟ . أم إنها ترید أن تری أن تحصل مجزرة اخری للکورد ، کمجزرة الایزیدیین . أم إنها تنوی بیع الکورد ، لا إلی الأتراك فقط ، بل إلی الأعراب والفرس کذالك ، وبالسعر الذی هی تحدده . وبمعنی آخر ، إنها تکافؤهم بلوزان آخر ، الذی مما تجعلها فی موقف ، بـإمکانها أن تحدد السعری الذی تریده . إذا لیس کذالك ، ألا یروا الساسة الأمریکیون ، هجوم الداعش علی غرب کوردستان ؟ ألا یعرفون بأن إمکانیات الداعش ، تعنی إمکانیات الناتو ، لأن مخازن الأسلحة والأعتدة للناتو الموجودة فی ترکیا کلها هی الآن تحت تصرف الداعش ؟ فهل یعتقدون بأن الشعب الکوردی فی غرب کوردستان ، الذی یئن تحت الحصار، من کافة الجهات ، منذ حوالی ثلاثة سنوات ، یستطێع أن یقاوم جیش الداعش ، الذی تغلب علی جیوش کل من سوریا والعراق إضافة إلی پیشمەرگة الحزب الدیمقراطی الکوردستانی ، لأن جیش داعش مجهز بأحدث الأسلحة والأعتدة الغربیة وکذالك الروسیة ؟، . فأرجوا أن لا یحصل ذالك . لأن الذی أعرفه بأن الفتیات والفتیان الکورد ، لا یتحملون وقعة لوزان اخر علیهم ، بالتأکید .